السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

عز رضا.. جامع مقتنيات قديمة وأنتيكات تراثية لا تقدر بثمن



لم يرث عز رضا محلاً فقط عن والده وجده، بل ورث أيضاً الهواية، فلم يتوقف عن جمع المقتنيات القديمة، والتحف والأنتيكات، والصور القديمة لفناني الزمن الجميل، إلى جانب البوسترات القديمة، والأسطوانات، والتليفونات، والعملات المعدنية، والمجلات، والجرائد، وصولاً إلى أشكال الإعلانات، فكل شيء قديم هو هدف عز وغيره ممن يقدرون الأشياء القديمة.





في هذه الرقعة التي لا تتجاوز مساحتها الـ30 متراً، حيث المحل الذي يمتلكه عز رضا في شارع المعز لدين الله الفاطمي، بحي الجمالية في العاصمة المصرية القاهرة، لم تكن المقتنيات التي يحتويها هي التراثية فقط ويعود عهد أحدث قطعة فيها إلى أكثر من 50 عاماً، وإنما المحل أيضاً الذي يأخذ مساحة في قصر الأمير بشتاك الذي يعود إلى العصر المملوكي.





ورث عز المحل القابع في أحد جنبات القصر عن والده وجده، ليستمر في اقتناء الأنتيكات التي حرص والده على اقتنائها، وعن ذلك يقول: «الحصول على هذه الانتيكات ليس سهلاً، فكل قطعة لها تاريخها، وأتابع باستمرار المنازل التي تريد بيع مقتنيات قديمة لعلني أجد ما أريد، كذلك نجدها في المزادات التي تقام كل فترة، فالحصول على هذه القطع لا يأتي بين يوم وليلة، وهناك منها ما هو لدي منذ أيام جدي ووالدي».





وتابع: «المختلف في المهنة أنها مميزة، والمقتنيات أيضاً مميزة، وكلها ذات قيمة، ليس من السهل توفرها، فقط يقدرها من يتذوق القديم، ويتذوق التراث والفن»، مشيراً إلى أن كل قطعة يبيعها، لا يعرف ما إذا كان سيحصل على مثيل لها أم لا.





«أسطوانات أم كلثوم الأصلية» التي تعود إلى الستينيات، هي أبرز ما يقتنيه عز رضا، وتحمل لديه قيمة كبيرة، وعنها يقول: «أصعب شيء حصلت عليه هي أسطوانات أم كلثوم، كانت مطروحة في مزاد، وانتهى بحصولي عليها بصعوبة، وما زلت احتفظ بكثير منها، فقيمتها لا يعرفها الكثيرون، وتبلغ قيمة الأسطوانة الواحدة منهم 500 جنيه (32 دولاراً)، فيما يبلغ قيمة الغرامافون الذي تعمل عليه الأسطوانات 3000 جنيه (200 دولار)».





كما يقتني عز تليفونات قديمة يعود عهدها إلى الخمسينيات والستينيات، إلى جانب الجرائد والمجلات القديمة التي تعود إلى عهد الملك فاروق، إلى جانب بوسترات الأفلام القديمة التي منها ما يعود إلى الخمسينيات والستينيات، حيث يقتني بوسترات أصلية لأفلام ليلى مراد، فاتن حمامة، لبلبة، وفريد شوقي، وغيرهم، إضافة إلى بوسترات الإعلانات القديمة.





زبائن عز من العرب والأجانب، ممن يسعون إلى اقتناء مثل هذه الأشياء القديمة، حين يرتادون شارع المعز لدين الله الفاطمي، ولكن مع انتشار فيروس كورونا، توقفت حركة السياحة، وتوقف معها حال عز، الذي يعاني مثل غيره كساد السوق، وقلة الإقبال على الشراء.