بعد إعلان ترشيحات الأوسكار للعام الجاري، يمكن القول إن الأبرز، حتى الآن، هم النساء والسينما البريطانية وفيلما مانك ونومادلاند والمخرجة كلوي زهاو وريز أحمد والكورية الجنوبية يون جانج والراحل تشادويك بوسمان، وأخيراً الأوسكار نفسه بعد أن أصبح أكثر عدالة وتنوعاً ولو في الترشيحات حتى الآن!
وتعد تلك الدورة هي الأكثر تنوعاً بوجود 9 ترشيحات للتمثيل من أصل 20 ينتمي أصحابها لأقليات عرقية.
كما حققت النساء رقماً غير مسبوق بالترشح لـ76 جائزة، إلى جانب وجود مخرجتين في قائمة أفضل مخرجة لأول مرة في تاريخ الأوسكار هما كلوي زهاو عن فيلم نومادلاند، وإميرالد فينيل عن فيلم امرأة شابة واعدة.
وتصدر فيلم مانك السباق بعشرة ترشيحات تعزز موقفه في مواجهة منافسة شديدة مع 6 أفلام حظي كل منها بستة ترشيحات في الفئات المختلفة.
في سياق متصل، فاز 6 ممثلين سود بترشيحات أفضل ممثل أو ممثلة ليعادلوا بذلك دورة 2017، من بينهم كالويا، بوسمان، ديفيز، أندرا داي، لاكيت ستنفيلد، وليزلي أودوم ج ر.
ويعد ريز أحمد أول ممثل من أصل باكستاني يترشح للأوسكار، كما أن الكورية يوه جانج يون أول ممثلة كورية جنوبية تترشح لأوسكار أفضل ممثلة.
ويعتبر تشادويك بوسمان هو الأوفر حظاً للفوز بالأوسكار عن دوره في فيلم Ma Rainey's Black Bottom بعد أن سبب صدمة للأوساط السينمائية العالمية بموته المفاجئ بسبب السرطان عن عمر يناهز 43 عاماً.
ولو فاز بها كما هو متوقع، سيكون ثاني ممثل يفوز بالجائزة بعد موته، مكرراً إنجاز الراحل بيتر فينش عام 1976.
وتفادت أكاديمية الأوسكار مسألة غياب الأفلام التي يلعب بطولتها ممثلون سود عن جوائز جولدن جلوب، ورشحت فيلم" جوداس أند ذي بلاك ميسايا"، في 6 فئات، وهو فيلم يلقي الضوء على المعركة في سبيل الحقوق المدنية في ستينيات القرن الـ20، وجهود الـ«بلاك بانترز» في هذا المجال.
مانك يواجه عصابة الستة
من جهة أخرى، حصل فيلم «مانك» من إنتاج نتفليكس وإخراج ديفيد فينشر على نصيب الأسد من ترشيحات الأوسكار بعد أن حصل على 10 ترشيحات من بينها فئات أفضل فيلم وأفضل ممثل (غاري أولدمان) وأفضل مخرج وأفضل ممثلة في دور مساعد (أماندا سيفريد).
6x6
ويأتي من بعد مانك 6 أفلام اقتنصت 6 ترشيحات هي نومادلاند الذي يطمح لتكرار فوزه بجوائز جولدن جلوب، وهو من إخراج كلويه جاو و بطولة فرانسيس ماكدورماند، وفيلم محاكمة شيكاغو 7 من إخراج آرون سوركين، وبطولة ساشا بارون كوهين، ويصور قمع الشرطة مظاهرات شهدتها مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1968 احتجاجاً على حرب فيتنام.
وفي قائمة الستة يبرز أيضاً فيلم «ميناري، و"ذي فاذر" الذي يتناول قصة عجوز يعاني الخرف، وهو من إخراج الفرنسي فلوريان زيلر ومن بطولة أنتوني هوبكنز، "ساوند أوف ميتل"، من بطولة مغني الراب ريز أحمد، وأخيراً جوداس أند ذي بلاك ميسايا من إخراج شاكا كنج وبطولة دانييل كاليويا.
كلوي وفينيل
من بين 5 ترشيحات في فئة أفضل مخرجة تبرز بقوة المخرجتين كلوي زهاو عن فيلم نومادلاند، وإميرالد فينيل عن فيلم امرأة شابة واعدة.
ولم يسبق أن ترشح لجائزة أفضل مخرجة من قبل سوى 5 مخرجات، ولم تفز منهن سوى كاترين بيجلو عن فيلمHurt Locker في عام 2010.
وترشحت زهاو لأربع جوائز هي أفضل فيلم، أفضل سيناريو، أفضل مونتاج، وأفضل مخرجة، ولو فازت بهم جميعاً ستعادل إنجاز والت ديزني الوحيد الذي حصد 4 جوائز أوسكار في ليلة واحدة.
وأثبتت زهاو تميزها بعد أن أصبحت أول امرأة تنافس في 4 فئات مختلفة ضمن جوائز الأوسكار، هي أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل توليف.
تفوق بريطاني
وتحضر السينما البريطانية بقوة في ترشيحات الأوسكار عن طريق عدد من أبرز نجومها، مثل ساشا بارون كوهين، كاري موليجان، أوليفيا كولمان، دانييل كاليويا، وسير أنتوني هوبكنز، فانيسا كيربي، جاري أولدمان، وريز أحمد.
وترشح 8 ممثلين بريطانيين لجائزة أفضل ممثل أو ممثلة مابين المترشح لأول مرة ريز أحمد عن فيلم ساوند أوف ميتال، والمخضرم سير أنتوني هوبكنز 83 سنة عن دوره في فيلم «الأب» الذي دخل التاريخ باعتباره الأكبر عمراً بين الممثلين المترشحين لأوسكار أفضل ممثل. ويشاركهما في التنافس البريطاني جاري أولدمان الذي فاز بجائزة أفضل ممثل منذ 3 أعوام عن أدائه الرائع في فيلم Darkest Hour الذي جسد فيه دور الزعيم ونستون تشرشل.
الجدة الملهمة
وبعد أكثر من 100 فيلم ومسلسل، أصبحت الكورية المخضرمة يون يوه – جانج أول ممثلة كورية تترشح للأوسكار، في حدث لم تتوقعه حسب قولها.
وترشحت يون لجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «ميناري» الذي لعبت فيه دور جدة تلهم أفراد أسرتها وتقلب حياتهم بعد أن جاءت من كوريا إلى الولايات المتحدة لتعيش معهم في مزرعتهم الجديدة النائية.
كما أصبح زميلها في فيلم ميناري، الكوري الجنوبي ستيفن يون أول أسيوي أمريكي يترشح لأوسكار أفضل ممثل، وكسبت يون بالفعل 32 جائزة حتى الآن عن دورها في الفيلم الذي ترشح لست جوائز أوسكار، وفاز من قبل بجائزة الجولدن جلوب كأفضل فيلم أجنبي.
فيسبوك
من جهة أخرى، ترشحت فيسبوك لجوائز الأوسكار للمرة الأولى، عن فئة أفضل فيلم وثائقي قصير عن فيلم بعنوان Colette أو كوليت من تأليف وإخراج المخرج (أنتوني جياشينو).
وتم إنتاج الفيلم كجزء من لعبة الواقع الافتراضي Medal of Honor: Above and Beyond.
ويروي Colette – الذي تبلغ مدته 24 دقيقة – قصة (كوليت مارين كاثرين) Colette Marin-Catherine البالغة من العمر 90 عاماً، وهي واحدة من آخر أعضاء المقاومة الفرنسية الباقين على قيد الحياة، التي تواجه ماضيها بزيارة معسكر الاعتقال النازي في ألمانيا حيث قُتل شقيقها.
وتم اختيار Colette كواحد من 5 أفلام تم ترشيحها في فئة المواد الوثائقية القصيرة لجوائز الأوسكار الـ93.
وفي فئة الأفلام بلغة أجنبية، يبدو الفيلم الدانماركي «درانك» من بطولة مادس ميكلسن الأوفر حظاً للفوز.
ومن أبرز المترشحات النجمة جلين كلوز 73 سنة التي تترشح للمرة الثامنة في تاريخها السينمائي الطويل عن دور الجدة الثرثارة في فيلم Hillbilly Elegy