الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

زينة الشرفا.. موهبة تنطلق من أقدام الأبوين

زينة الشرفا.. موهبة تنطلق من أقدام الأبوين
تختار كل موهبة طرائقها الغريبة للظهور، وهو ما فعلته زينة الشرفا -الطفلة الفلسطينية آنذاك- حيث اتخذت من أقدام والديها مسرحاً لشخبطاتها العفوية وهي طفلة، حيث كانت تستغل نوم والديها لترسم شخصياتها الكارتونية المفضلة على أقدامهما، ويصحو الوالدان على مفاجأة تحول أقدامهما إلى لوحات فنية.

الوالدان لم يعاقبا الطفلة على شقاوتها، ما سمح لموهبتها بالنمو والتطور لتصبح الآن وهي تلامس الـ20 من عمرها، فنانة حقيقية ترسم البورتريه واللوحات الطبيعية في غزة.

ومؤخراً تحولت زينة الشرفا - كما قالت لـ«الرؤية»- إلى فن المكياج، ولم تقف به عند حدود الزينة، بل حولته إلى وثيقة احتجاج على ما تعانيه المرأة في فلسطين من عنف جسدي ونفسي واقتصادي، حيث لونت وجهها بطريقة المكياج السينمائي الذي يكشف ما تتعرض له الفلسطينيات من عنف في المجتمع.

مكياج زينه لفت الأنظار، على مواقع السوشيال ميديا فانضمت إليها سيدات وشاركن في هذه اللعبة الفنية ووضعن المساحيق الملونة على وجوههن كاحتجاج رمزي على العنف ضد النساء.




بداية القصة


تقول زينة وهي تتذكر اللحظات الأولى: «بدأت أرسم على أقدام أبي وأمي، ثم في عمر السابعة رسمت أول رسمة مكتملة لي على الورق، وكانت للشخصية الكارتونية ميكي وكانت تلك اللوحة نقطة البداية للمضي في مسيرتي لجعل الفن حكاية أعيش بها ومعها كل تفاصيل أيامي. وفي عامي الـ13، وبعد جهود ذاتية استطعت أن أرسم رسومات واقعيه لبشر حقيقيين، ما دفعني بعد إعجاب الأهل إلى تطوير أدواتي الفنية، والتعمق في دراسة قواعد الفن التشكيلي، وصرت قادرة على رسم البورتريهات والطبيعة الصامتة باحترافية».



وتواصل زينة حديثها لتضيف أنها استطاعت أن تضيف المشغولات اليدوية إلى اللوحة لتعانق إبداعات الإنسان ما أبدعه الله في الطبيعة.

أما عن قصة المكياج السينمائي فتقول: عندما دخلت مجال تزيين النساء بالمكياج، لم أحب أن أتخصص في الزينة العابرة، بل أردت توظيف هذا الفن في توصيل رسالة اجتماعية عما تعانيه النساء الفلسطينيات من عنف جسدي ونفسي، وما يتعرضن له من تنمر وتحرش وكذا ما يعانيه بعضهن من ظلم اقتصادي باستيلاء العائلة على ميراثهن أو معاشهن في جور بالغ.



وتقول زينة إنها تلون الوجوه بمكياج سينمائي يندد بهذا العنف، ويدفع المجتمع الذكوري للتفكير في معاناة النساء. ونجحت التجربة عندما نشرت صور المكياج الذي وضعته على وجهها ووجوه النساء اللاتي انضممن لها.

وترى زينة أن فن المكياج ولوحاتها التي رسمتها عن أوضاع النساء احتجاج صامت ضد سطوة الذكورية على مقدرات النساء، ودعوة راقيه للتفكير في التقاليد المجتمعية التي تظلم المرأة، والتي يفترض أن تكون خارج الزمن.