السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

مقهى «الأيام» يستعرض التاريخ الشفهي في دولة الإمارات

مقهى «الأيام» يستعرض التاريخ الشفهي في دولة الإمارات

أحمد الشناوي

ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لـ«أيام الشارقة التراثية»، وبرنامج إطلاق إصدارات الكتب، احتضن مقهى الأيام الثقافي ندوة فكرية بعنوان: «التاريخ الشفهي في دولة الإمارات وأفق التدوين»، بمشاركة الدكتور عبدالله سليمان المغني، والدكتورة فاطمة الصايغ، وأدارها الدكتورة مني بونعامة.

وقالت الدكتورة فاطمة الصايغ: "عندما يطرح سؤال تدوين التاريخ، تُطرح أسئلة أخرى من مثل: لماذا نحتاج إلى تدوين التاريخ؟ وهل هناك التباس في المفاهيم بين مفهومي التاريخ والتاريخ الشفاهي؟ وهل نحن في حاجة إلى تدوين ما فاتنا من أحداث، خاصة تلك المتعلقة بنمط الحياة والعادات والتقاليد والتراث المادي؟ وما حجم الاستفادة المجتمعية من هذا التدوين والحفظ؟ هذه الأسئلة وغيرها غالباً ما تثير الجدل، خاصة بين الأجيال الجديدة، التي ربما لا يعنيها هذا التاريخ بقدر ما يعني الجيل المخضرم الحريص على حفظ تراثه وتاريخه، لأنه يمثل ذاكرة ذلك الجيل، ولكنه في الوقت ذاته، حريص على حفظه لتوريثه لأبنائه وأحفاده.

وأضافت: «يختلف مفهوم التاريخ عن التاريخ الشفاهي، فالتاريخ هو جملة الأحداث التي حصلت، وربما أُرّخت من قبل مؤرخي الفترة ذاتها، وربما لاحقاً. أما التاريخ الشفاهي، فهو ذاك الذي لايزال في الصدور. وفي دولة الإمارات يحدث عادة التباس كبير، حيث إن معظم تاريخنا هو تاريخ شفاهي».

وقد ناقشت المحاضرة أهمية تدوين التاريخ الشفاهي، ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية، كما أشارت إلى أن الحفاظ على التاريخ والتراث المعنوي لم يبدأ حديثاً، إذ بدأ منذ أكثر من قرن، عندما بدأت حركة التدوين التاريخي تتبلور في دولة الإمارات، فقد بدأت حركة التدوين من خلال المرويات الشفاهية.

وأضاف الدكتور عبدالله المغني: «للتاريخ الشفاهي أهمية عبر العصور، فكل التواريخ في العالم بما فيها تاريخ أوروبا، كانت في أساسها، أو أكثرها، شفوية، ثم كتبت، وفي العصور الوسطى الأوروبية لم يكن أمام المؤرخين إلا الروايات الشفاهية مصدراً لتواريخهم، وكان جل اعتمادهم عليها، وعلى مذكراتهم الشخصية، أو على شهادة عيان».

وأشار إلى أنه عند العرب، كانت بداية علم التاريخ شفوية عبر الروايات المتناقلة، وفي مرحلة تدوين الكتابة التاريخية ظلت الشهادة الشفوية مصدراً مهماً وأساسياً للخبر التاريخي، منذ اليعقوبي والجبرتي، مروراً بكتّاب الخطط والرحلات والجغرافية، وصولاً إلى الطبري، وابن خلدون.. الذين اعتمدوا بشكل كبير على الروايات الشفاهية عند تأليفهم كتبهم.

ولفت إلى أنه من دعائم التاريخ الشفوي المقابلة الشخصية، فهي جزء من منهجيات البحث في التاريخ الشفوي، ولعل التزام الباحث بتنفيذها حسب الأصول يعد فائدة كبيرة له في مختلف جوانب لقاءاته بالرواة فيما بعد، بل إن المقابلة الشخصية، أو ما يُسميه بعضهم «التاريخ الحي» لأجل تسجيل النص الشفاهي، توضح أبعاداً نفسية وإنسانية، لا يمكن الوصول إليها من خلال النص المكتوب.