الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

تعرف على أغرب الحوادث التي نُسبت للعنة الفراعنة؟

تعددت الحوادث في مصر خلال الأيام الماضية، ربما يكون بعضها قدرياً أو بفعل الإهمال أو حوادث أخرى ستُسفر التحقيقات الحكومية عن سبب حدوثها، لكن في المقابل أرجع البعض سبب تلك الحوادث إلى الحدث التاريخي الجاري التجهيز له حالياً لنقل 22 مومياء فرعونية ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، والمُنتظر أن يتم في الثالث من أبريل القادم، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بالدعوة لوقف نقل تلك المومياوات.

رئيس معمل صيانة المومياوات بالمركز القومي للحضارة الدكتور مصطفى إسماعيل قال لـ«الرؤية»: إن إرجاع تلك الحوادث في اليومين الماضيين إلى التحضير لموكب نقل المومياوات الملكية ما هو إلا «تخاريف»، وأضاف: «منذ أكثر من 3 سنوات نعمل في ترميم المومياوات ولم يحدث لأحدنا أي مكروه كما يزعم البعض من قصص وهمية وخزعبلات».

وأضاف إسماعيل: «لا أعتقد أن هناك ما يُسمى لعنة الفراعنة».



من جانبه اتفق وزير الآثار المصري السابق زاهي حواس مع ما قاله رئيس معمل صيانة المومياوات، وقال حواس في تصريحات صحفية إن نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري إلى متحف الحضارة شيء عظيم جداً يفخر به الأجداد الفراعنة، وأرجع حواس موت عدد من علماء الآثار بعد فتح المقابر لوجود جراثيم سامة في الغرفة الموجود بها المومياوات لإغلاقها منذ أكثر من 3000 عام وأكثر، إضافة إلى عدم التعامل بشكل جيد خلال وبعد فتح المقابر الفرعونية، لذا حين تُفتح مقبرة بعد كل تلك المُدة فمن الطبيعي أن تتسبب المواد السامة المُنبعثة منها في قتل المُنقبين.



وفاة مُكتشف مقبرة «توت عنخ آمون»


«لا تفتح المقبرة... سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك»، وُضعت تلك الجملة داخل مقبرة «توت عنخ آمون» التي تم اكتشافها عام 1922، وكانت المقبرة الأكثر إثارةً للجدل عالمياً حيث توفي جميع مكتشفيها من علماء مصريين أو إنجليز بطريقة مأساوية، حتى من حاولوا سرقتها ماتوا بطرق مأساوية مُختلفة، ورغم أن كل علماء الآثار ينفون ما اتفق على تسميته بـ«لعنة الفراعنة» وأن وفاة هؤلاء جاءت لعدم الدقة في فتح المقبرة وعدم تهويتها لآلاف السنين مع اعتقاد فريق آخر أن الفراعنة كانوا ينشرون فطريات وسموماً قاتلة في مقابرهم لحمايتها من تدخل اللصوص.

لكن وعلى صعيد آخر لا يعتقد البعض أن «لعنة الفراعنة» مجرد خرافات فحين اكتُشفت المقبرة عام 1922 أُصيب ممول عملية التنقيب عنها الإنجليزي اللورد «كارنافرون» بحُمّى أودت بحياته بعد تعرضه للدغة بعوضة حتى وصلت درجة حرارته إلى 40 درجة مئوية، وفي عام 1929 توفيت زوجته أيضاً بلدغة بعوضة، وبحسب كتاب «لعنة الفراعنة» لـ«فيليب فاندبرغ»، شرح الكتاب أن اللورد الإنجليزي قد تُوفي في نفس التوقيت الذي توفيت فيها كلبته التي كان يُحبها دون مُقدمات أمام باب منزله بلندن بينما مات هو بالقاهرة، وأشار «فاندبرغ» في «لعنة الفراعنة» إلى أنه وبحلول عام 1929 كان قد توفي ما يقرب من 22 شخصاً ممن كانت لهم علاقة مُباشرة باكتشاف مقبرة الملك الصغير.

ورغم نفي الدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق ما يُعرف بلعنة الفراعنة إلا أنه وفي حوار تلفزيوني قال إن «اللورد كارنافرون قد تُوفي بعد أن لدغته بعوضة أثناء قيامه بحلاقة ذقنه، وأنه أحدث جرحاً في وجهه»، وأضاف: وجدنا أن الجرح في وجهه «نفسه» كان موجوداً في «صدغ» «توت عنخ آمون».



وأشار عالم المصريات الشهير إلى أنه ورغم اقتناعه بشكل كبير بفكرة اللعنة إلا أنه واجه أموراً غريبة أثناء اتجاهه في أحد المرات لفحص مقبرة «توت عنخ آمون» منها أن سائقه كاد أن يقتل طفلاً صغيراً، بعدها أخبرته شقيقته بوفاة زوجها، مع هبوب عاصفة قوية، وتعطل جهاز الفحص الذي كان سيعمل به، إضافة لإصابة الوزير بأزمة قلبية مُفاجئة.



«التيتانيك» ولعنة الفراعنة


عندما تعرف عالم الآثار البريطاني الشهير «دوغلاس موراي» على تاجر أمريكي عرض عليه شراء مومياء فرعونية لأميرة تُدعى «آمن رع» وافق دوغلاس على الفور واشترى مومياء الأميرة المكتوب على تابوتها: «من يزعج الأميرة ملعون ومنحوس حتى الموت»، وفي اليوم التالي أُخبر بوفاة التاجر بظروف غامضة، بعدها توفي العاملان اللذان ساعداه على نقل المومياء إلى منزله، وحتى هو نفسه خرج في رحلة للصيد لتخرج رصاصة بطريق الخطأ من بندقيته لتستقر في يده ويتم نقله للمُستشفى على الفور وامتدت الآلام إلى ذراعه حتى تم بترها، فقرر التخلص من المومياء ونقلها للمتحف البريطاني وفي اليوم نفسه توفي الموظف المسؤول عن استلامها ثم المصور الذي كان يصورها وبعد الاتفاق على نقلها لمتحف «نيويورك» كانت وسيلة نقلها هي السفينة «تيتانيك» في عام 1912 فاصطدمت السفينة بجزيرة ثلجية وتوفي أغلب من كانوا على متنها، لتُرجع الصحف العالمية غرق السفينة إلى لعنة الفراعنة والأميرة «رع» والتي يفترض أنها عاشت في مصر القديمة في عام 1600 قبل الميلاد، وتبوأت وفقاً لما تم تداوله مركزاً مُتقدماً في عداد كهنة الموت وتركت الأميرة إرثاً من اللعنات والرعب لتنصب على كل من يدنس مقر راحتها الأبدي.

وظلت لعنة الفراعنة محل اهتمام عالمي كبير رغم نفيها من جانب البعض، ولعل هذا الاهتمام هو ما دعا الباحث الألماني «فيليب فاندنبرج» لمُحاولة وضع أساس علمي لها، فالتقي في القاهرة العالم الأثري العربي الدكتور جمال محرز وسأله عن صحة ما يقال فجاء رد محرز بحسب ما ذكر «فاندنبرج» في كتبه: «إذا ما وضعنا وقائع الموت الغامضة بعضها إلى جانب بعض فربما رسخ اعتقادنا في هذه اللعنة.. أنا ببساطة لا أؤمن بهذه اللعنة.. لقد أمضيت حياتي العملية غارقاً وسط المقابر الفرعونية، وتعاملت معظم الوقت مع مومياوات الفراعنة ولكنني كما ترى لم أصب بأذى».

لكن وبعد أسبوع من هذا اللقاء توفي الدكتور محرز في الخمسين من عمره في نفس اليوم الذي شُحن القناع الذهبي وغيره من الأدوات الخاصة بتوت عنخ آمون.