من المؤكد أن دور السينما بعد كورونا لن تكون كما كانت الحال عليه من قبلها، مع مزيد من الاحتياطات والابتكارات لحماية المشاهدين، وإغرائهم بمعاودة الذهاب لتلك الدور التي تعد جوهر وروح الفن السابع مع كل الاحترام للمنصات الرقمية.
تخيل سلاحاً سحرياً من عالم الخيال العلمي مباشرة عبارة بندقية رشاشة رائعة ذات أبعاد كرتونية تُطلق جرعة سحرية تقضي على بلاء ومعاناة الماضي وتجمع العائلات معاً بأمان.
وباستثناء أنها ليست من منتجات أفلام الخوارق، أو من بنات أفكار مؤلف سينمائي، فهي بخاخ مطهر كهروستاتيكي - قطعة بسيطة وربما مضحكة ولكنها مهمة وأحد ركائز معدات الحماية التي ستصبح عنصراً أساسياً لرواد السينما في عالم ما بعد الجائحة.
وتشير مجلة فارايتي السينمائية إلى أن تلك البندقية الرشاشة سوف ترش المقاعد والأبواب والمقابض وحتى «الدرابزين» في الاستراحة وبين عروض الأفلام في دور السينما، كجزء من بروتوكول جديد صارم لحماية الرواد لاستعادة زخم الحياة الطبيعية لدور السينما في جميع أنحاء العالم.
وجابت المجلة مجمعاً للسينما والمسارح في كاليفورنيا لكي تطالع إجراءات مواجهة الوباء في الوقت الذي تفتح فيه دور السينما والمنشآت الترفيهية تدريجياً للزوار والمستهلكين والمشاهدين بعد عام كامل وأكثر من الإغلاق.
يقول أندرو جولتيري أحد مديري المسارح في كاليفورنيا «نحن نستعد لتلك اللحظة السحرية ونحشد كل قوانا وأفكارنا وتجهيزاتنا لتلك الحالة التي انتظرناها طويلاً عندما تستعيد دور السينما والمسارح نشاطها المعهود، ويعود الناس للنشاط المجتمعي والترفيهي».
وتقع تلك المسارح ودور السينما على بعد أميال من قلب لوس أنجلوس، وتعمل كمسرح للسيارات منذ أغسطس الماضي.
وتحدث جولتيري عن مكالمات ورسائل بريد إلكتروني عاطفية تلقاها من المجتمع تسأل متى ستفتح منشآتهم الداخلية مرة أخرى، منوهاً بأن الموعد المرتقب يحل في 31 مارس الجاري.
وأوضح أن بعض القيود الجديدة ستكسر التقاليد القديمة المتعلقة بالذهاب إلى السينما، مع محاولة إلغاء أو تقليل نقاط اللمس غير الضرورية، مثل نقل أجهزة الصراف الآلي بجوار الرواد، واستخدام «شباك تذاكر» أكثر أماناً وتعقيماً يقلل احتمالات العدوى الناجمة عن التفاعل بين المتفرج وعامل التذاكر.
كما سيكون ارتداء الأقنعة إجبارياً على الأقل في المرحلة الأولى مع اتخاذ إجراءات لتنظيم الدخول إلى الحمامات لمنع الازدحام حتى لا تصبح أداة لنقل العدوى.
وأشار جولتيري إلى أنه حتى «الفشار» أو البوب كورن، وهو أحد أهم أيقونات دور السينما، ستتغير طريقة إعداده، وسيتم تعبئة التوابل والإضافات والنكهات مسبقاً، مع تعقيم أكياس التعبئة.
وسيعتمد بيع التذاكر بصفة أساسية على التطبيق الإلكتروني، واستخدام نظام عزل المقاعد لمنع الاكتظاظ والتلامس بين المتفرجين، كما سيوجه المرشدون المتفرجين إلى مغادرة المسرح صفاً بعد صف لتلافي الازدحام، مع تعقيم أبواب الدخول والخروج.