قدم مسرح «ذا جانكشن» بدبي مساء أمس العرض الأول للمسرحية الإنجليزية «خيانة»، في عرض خاص لوسائل الإعلام المحلية. على أن يتم عرض المسرحية للجمهور على مدار ثلاثة أيام بداية من الأول من أبريل المقبل.
المسرحية من إخراج سيكندرا هيماني، سيناريو موري آغا، بطولة أسد رضا خان، وميجانا موندكور، وأحمر إقبال خان.
ويعد هذا العرض إحياءً للنسخة الأصلية التي كتبها المؤلف المسرحي الشهير هارولد بنتر، الحائز جائزة نوبل في الأدب في عام 1978 وعرضت في عام 1980 في المسرح الوطني «نديرلاندر» في نيويورك، ومن ثم عرضت في عام 2019-2020، على المسرح نفسه الذي شهد عرض النسخة الأولى.
وتدور أحداث المسرحية على مدار 90 دقيقة حول ثلاثة أبطال فقط، وهم: روبرت ويعمل ناشراً في مطبعة، وإيما مديرة جاليري فني، وجيري ويعمل وكيلاً أدبياً. يميل العرض إلى المونودراما، ويأخذنا فيه بنتر في رحلة فضولية متشابكة، بين سطورها نوع من الفكاهة لكسر الرتابة والحوار القاسي الذي يدور في النص. إذ يشبه العرض الكثير من الحكايات العاطفية التي تتعرض للخيانة والقسوة والتجاهل.
تبدأ المسرحية عندما يلتقي جيري بسيدة تدعى إيما، في مشاهد بدون كلام.. مجرد موسيقى، ومن ثم تخفت الأضواء ونجد عرضاً مختلفاً لحبيبين في الظلام، وهي رمزية الحبكة التي تخبرنا عبر آلية «الفلاش باك»، أن الشابة إيما متزوجة من رجل يدعى روبرت، ولكنها وقعت في غرام صديق زوجها جيري، المتزوج من جوديث ولديه أطفال أيضاً. لكن الظروف التي جمعتهما في هذه العلاقة، التي تعتبر خيانة، كان لها عدة أسباب حسب تبرير الحبيبين.
لا يعطينا العرض الكثير من الإجابات التي نتوقعها من المشاهد المسرحية، لكنه يسمح لنا بتخيل سيناريو الحكاية. حيث يستمر جيري وإيما في علاقتهما من دون علم روبرت، وكلاهما يخون روبرت وجوديث. وتستمر علاقتهما لأربعة أعوام لكن إيما تعترف لزوجها بخيانتها، وتنفصل عنه، وتخبر حبيبها جيري بأنها لم تعد تحتمل الصمت. لكنها تكتشف أن زوجها روبرت كان على علم بعلاقتها مع صديقه طوال تلك السنوات الأربعة.
يعتمد العرض على طرح التساؤلات الغامضة التي تميز بها الكاتب هارولد بنتر في مؤلفاته، والتي يحرص فيها على عدم الوضوح وترك نهاية الروايات للقارئ والمتلقي في المسرح. إذ إن نص مسرحية «خيانة»، لم يلتزم بأية قاعدة، فهو يكسر كل القواعد المتعارفة، يكسر الحوار الجاد بالسخرية، ويكسر المشهد الجاد بآخر، ثم يكسره بالواقعية قبل أن يعود إلى السخرية.
وقال المخرج سيكندرا هيماني لـ«الرؤية» إن المسرحية التي سيشاهدها الجمهور في «ذا جانكشن» دبي، تقدم بشكل جديد ومختصر، كونها لا تحتمل الإسراف في الوقت، خصوصاً أن حبكتها التي كتبها هارولد بنتر معقدة للغاية، ومعانيها تكمن بين السطور. ولهذا عمد مع طاقم المسرحية إلى تبسيط المعاني التي يرمز إليها العرض، وهي تعريف الخيانة وكيف يبررها الخائنون، وسط تأنيب الضمير الذي لا يفارقهم.
وبين المخرج أن العرض، لن يكون له أي ديكور في المسرح، كون العمل يعتمد على الكلام أكثر من وجود كماليات لا داعي لوجودها، مضيفاً أن المسرحية ستكون مترجمة للغة العربية عبر شاشة ستعلق فوق المسرح لتكون مناسبة للجمهور الناطق باللغة العربية.