الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

البعوض والحشرات والقوارض والأفاعي والقطط الغازية.. كلفة مادية وبيئية «هائلة»

البعوض والحشرات والقوارض والأفاعي والقطط الغازية.. كلفة مادية وبيئية «هائلة»

يرتب غزو الأنواع «الغريبة» كالبعوض الناقل الأمراض، والقوارض التي تدمر المحاصيل، والحشرات التي تلتهم الغابات، وحتى القطط الأليفة، كلفة مالية «هائلة» و«متنامية» على البشرية، ليست سوى بداية، على ما يحذر الباحثون.

وتضمنت دراسة حديثة نشرتها مجلة «نيتشر» تقويماً «مقلقاً» مفاده أن هذه الأنواع التي ينقلها الإنسان طوعاً أو دون إرادته إلى خارج منظومتها البيئية الأصلية تصبح ضارة لموائلها الجديدة، وتتسبب في أضرار كلفتها بمتوسط 26,8 مليار دولار في السنة.

ويعود جزء من هذه الأكلاف إلى مكافحة انتشار هذه الأنواع، من نباتات وحشرات وطيور وأسماك ورخويات وكائنات دقيقة وثدييات، لكن حجم الضرر الذي تسببه، سواء على الأرض أو في الماء، أكبر بما بين 10 مرات و100 مرة من كلفة محاربتها، وفقاً للدراسة التي تستند على تحليل آلاف المعلومات المستقاة من قاعدة «إنفاكوست» للبيانات.

وتؤثر هذه الأضرار على كل المنظومات البيئية، كما هي حال الغابات الأمريكية التي تهاجمها الخنفساء الآسيوية ذات القرون الطويلة، ومصايد الأسماك، والزراعة التي تتضرر في أستراليا مثلاً بسبب الأرانب.

كذلك يهدد النمل الأبيض البنية التحتية، ويسد بلح البحر الوحشي الأنابيب في البحيرات الأمريكية الكبرى، وتأثرت القيمة العقارية للأرض في هاواي بنقيق الضفدع كوكي المكون من نغمتين ويمكن أن تصل قوته إلى 100 ديسيبل.

وأظهرت بيانات «إنفاكوست» غير المكتملة أن من الأنواع التي ترتب أعلى الأكلاف الفئران والبومبيكس الآسيوي الذي يهاجم الأشجار في كل أنحاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية، والنمل الناري السام القاتل، وخصوصاً البعوض الذي ينقل أمراضاً تستلزم بالتالي علاجات مكلفة.

وبعوضة النمر من جنوب شرق آسيا مثلاً هي واحدة من أسوأ الأنواع الغازية في العالم، وقد حملت إلى أوروبا أمراضاً عدة أبرزها شيكونغونيا وحمى الضنك وزيكا.

وأكثر «ما يثير القلق» إلى جانب «الحجم الهائل» للأكلاف هو أن هذه الأنواع تنمو بشكل مطرد منذ عام 1970، ما أدى إلى تضاعف متوسط الكلفة السنوية كل 6 سنوات وزيادتها 3 مرات كل عقد"، على ما أوضح للصحافة المعدّ الرئيسي للدراسة كريستوف دياني من مختبر علم البيئة والنظاميات والتطور في جامعة باريس ساكلي.