الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

تحويل بيض عيد الفصح إلى لوحات فنية.. تقليد مجري يأبي النسيان

تحافظ الفنانة المجرية تونديه كزوهاي على حرفة أسلافها المتمثلة في تزيين بيض عيد الفصح في أوروبا بنقوش جميلة تشبه الدانتيل تلونها بالشمع.

فللمجر، كما أوكرانيا ورومانيا، تاريخ طويل في هذا المجال، وتعمل السيدة كزوهاي (67 عاماً) طوال السنة في هذا المجال في محترفها بمدينة سكسارد، على بعد 150 كيلومتراً جنوب بودابست.





وتقول خلال جولة في المكان: «بعد 30 عاماً من الحب، بتنا نعرف بعضنا بعضاً جيداً، البيضة وأنا».

وتضيف بمزيج من المزاح والجدّ: «إذا ارتكبت خطأ وانكسرت البيضة، فسيكون ذلك مؤلماً بالنسبة لي كما هو بالنسبة لها».





بدأت هذه المجرية بالرسم وفقاً لتقليد «ساركوس» الذي نشأ في منطقة مجاورة، لكنها سرعان ما طورت أسلوبها الخاص من خلال نقش ونحت أصداف البيض بواسطة مثقاب يدوي صغير.

والبيض الذي تشتغل عليه يمكن أن يأتي من دواجن صغيرة أو ضخمة، كالدجاجة وطائر التدرج وطائر الإيمو الأسترالي وحتى النعام...





لكنها ترى أن بيض الأوز يظل «الأنسب، لأن مساحة سطحه كبيرة وقشرته صلبة ولونه أبيض، وهو أمر مهم للتلوين ورسم التفاصيل المصغرة».

بعد أن تفرغ البيضة من محتواها بواسطة ثقوب صغيرة تحفرها بدبوس، تتولى الفنانة تنظيفها ثم تجفيفها، قبل أن ترسم الأنماط عليها بقلم رصاص رفيع.



وبعد ذلك تستخدم قلم حبر صغيراً لترسمها بدقة بالشمع الساخن، وهي طريقة تسمى الـ«باتيك».

تُغمر القشرة في محلول كيميائي يذيب الأجزاء غير المغطاة بالشمع.



ثم يُزال الشمع بفرشاة أسنان، تحت صنبور ماء فاتر، فلا تبقى إلا الصبغة. ولإحداث تأثير الدانتيل، تُحفر الثقوب في اللحظة الأخيرة.

وفي المحترَف المتواضع، تُعرَض هذه الأعمال كأنها جواهر على منصات الدوارة، وتكون مزينة بشكل مذهل بمشاهد من القصص الخيالية والأساطير والحيوانات والرموز الدينية والأشكال الهندسية المعقدة.



وتفتخر كزوهاي بأن كل واحد من تصاميمها «يختلف عن الآخر»، لكنّ المفضّلة لديها هي تلك التي تستحضر «عودة الربيع».



ولا غرابة في أن يستغرق هذا المستوى من التفاصيل الدقيقة أياماً من الجهد، ومن المستحيل إنتاج أكثر من مئة بيضة مزينة سنوياً.

ومنذ تسعينيات القرن العشرين، تشارك الفنانة بانتظام في معارض في أوروبا الغربية وتحظى أعمالها بشعبية لدى هواة الجمع الذين يقدرون أسلوبها الفريد.





وتقول مازحة: «أنا لا أوقع عليها، فالجميع يعرف من صنعها».

وعلى الرغم من أنها لم تتمكن من السفر هذا العام بسبب القيود التي فرضها جائحة كوفيد-19، إلا أنها منشغلة على الدوام بطلبيات الزبائن.



وتروي مبتسمة: «طلب مني رجل إطفاء أخيراً أن أرسم شاحنته... أنا أفعل ما يجعل الناس سعداء».