السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

كورونا يطفئ أضواء المدن التونسية العتيقة في رمضان

لن تضاء أزقة المدن العتيقة في تونس للعام الثاني على التوالي بسبب إجراءات الحكومة الاحترازية لمواجهة كوفيد-19 التي حظرت التجول من العاشرة ليلاً، ومنعت الأنشطة الثقافية التي تعد سهرات رمضان ومهرجانات المدينة أحد مجالاتها الأساسية، وهو ما سيحرم مئات الفنانين من مورد رزقهم. إذ ستتوقف كل العروض الموسيقية والمسرحية والسينمائية واللقاءات الفكرية التي كانت تحتضنها قصور المدن العتيقة مثل تونس وصفاقس وسوسة والقيروان.

مدينة تونس العتيقة التي تأسست في عام 698 هجرية حول جامع الزيتونة المعمور، تم تجديد معالمها القديمة من قصور ومنازل أعيان وزوايا أولياء صالحين مع بداية ثمانينيات القرن الماضي، وتحولت إلى فضاءات ثقافية معظم نشاطها يدور في رمضان. وهو نفس حال بقية المدن التي أقامها العرب الفاتحون في نشرهم للإسلام في شمال أفريقيا.

وللعام الثاني لن تضاء قصور مدينة تونس العتيقة بعد إلغاء مهرجان المدينة الذي تأسس خصيصاً لتنشيط المدينة العتيقة، وهو ما سيتسبب في بطالة مطولة للفنانين بسبب حظر التجول خلال ليالي رمضان.

وفي هذا السياق، قال المسرحي جمال العروي رئيس النقابة المستقلة لمهن الفنون الدرامية إن قرار الحكومة يعمّق الأزمة الاجتماعية للفنانين، ولم تتم استشارة النقابات الفنية حوله، "خاصة أن وزارة الثقافة توقفت عن صرف المنح المالية الظرفية التي أقرتها الوزيرة الأسبق شيراز العتيري العام الماضي”.

وأضاف العروي لـ«الرؤية» أن النقابات الفنية بصدد التشاور لتنظيم اعتصام بمقر وزارة الثقافة دفاعاً عن حقهم في العمل، مشيراً إلى أن الفنانين لن يسمحوا بتعطيل الحياة الثقافية والفنية، «وسنعمل على فرض تنظيم ما بقي من التظاهرات الثقافية خلال العام الجاري مثل أسبوع المسرح التونسي آخر الشهر المقبل والمهرجانات الصيفية وأيام قرطاج المسرحية والسينمائية وغيرها ولا مجال لتجويع الفنانين مستقبلاً».

واعتبر العروي أن هناك من يريد خلق حالة «تصحر ثقافي» في البلاد، لأن الفنانين والمثقفين أكبر معارض للإسلام السياسي الذي يسيطر على البلاد، بحسب قوله.

وفي السياق ذاته قال الفنان فرحات الجديد لـ«الرؤية» إن الفنانين هم أكثر فئة تضررت معنوياً ومادياً منذ عام، حيث يعانون بطالة شبه كاملة، مضيفاً أنه في الوقت الذي تم السماح فيه بتنظيم الأسواق الأسبوعية والأعراس وغيرها، تم منع التظاهرات الثقافية والفنية من دون تفكير في آلاف العاملين في هذا القطاع.

يذكر أن الفنانين نظموا منذ ربيع العام الماضي عشرات الاحتجاجات من أجل المطالبة بفتح الفضاءات الثقافية وتنظيم المهرجانات.