الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

من ميادين القتال إلى الفضائيات.. الحرب على الإرهاب في 3 مسلسلات

من ميادين القتال إلى الفضائيات.. الحرب على الإرهاب في 3 مسلسلات

القاهرة كابول.

3 أعمال مصرية تتناول الحرب على الإرهاب هذا العام: «الاختيار 2»، «هجمة مرتدة» و«القاهرة كابول»، يجمع بينها أشياء كثيرة، منها أنها تعتمد على وقائع حقيقية من ملفات الأجهزة الأمنية أو وسائل الإعلام.

مبدئياً يحسب لصناع الدراما انتباههم المتأخر لأهمية هذه الحرب، التي تعد الأخطر والأطول في تاريخنا القريب، إذ تمتد منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي إلى الآن، فيما يزيد على نصف قرن من استنزاف الأرواح والعقول والثروات بلا هدف سوى تخريب وإيقاف قطار الحضارة والتقدم والعودة بالإكراه إلى عصور ما قبل التاريخ، واستغلال الدين ومحاولة تطويعه لتبرير العنف والتدمير.

يحسب لصناع الدراما أيضاً الانتباه إلى ضرورة مناقشة الأحداث السياسية والاجتماعية القريبة، عوضاً عن الاستغراق في قصص «هروبية» بعيدة عن القضايا الحساسة والمهمة، بالرغم من صعوبة وخطورة تناول هذه الأحداث القريبة.

في العام الماضي حظي مسلسل «الاختيار» بنجاح كبير، وكان أول عمل تقريباً يتناول وقائع الحرب الحالية ضد الإرهاب، المستمرة منذ سنوات إلى الآن، والتي كان من شأنها تحديد مستقبل مصر والبلاد المحيطة بها. هذا العام يأتي «الاختيار 2» ليتناول جانباً، أو عدة جوانب أخرى من هذه الحرب.




«الاختيار 2»

في «الاختيار» كان التركيز على بطولات الشهيد أحمد المنسي ورفاقه من ضباط وجنود الصاعقة في عمق الجبهة في شمال سيناء. «الاختيار 2» يوسع زاوية الرؤية كما لو أن عدسات الكاميرا تنتقل من حالة «الزووم إن» على المنسي ورفاقه لتبتعد إلى «الزووم أوت» لترصد مزيداً من المساحات والأحداث داخل سيناء والقاهرة وغيرهما. وقد وفق المخرج بيتر ميمي والمؤلف هاني سرحان بالربط بين الجزءين ببراعة عندما قرروا الاستعانة بمشاهد من الجزء الأول للمنسي ورفاقه في تواريخ معينة ثم الانتقال إلى أماكن أخرى لإظهار مزيد من المعارك التي كانت تدور في الوقت نفسه.



بعض هذه المعارك «مادية» يركز المسلسل فيها على فريق من القوات الخاصة بالداخلية (الشرطة) التي تضم الضابطين زكريا يونس (كريم عبدالعزيز) ويوسف الرفاعي (أحمد مكي)، وبعضها معنوي يضم ضابط الأمن الوطني محمد مبروك، المتخصص في تاريخ جماعة الإخوان، والذي كان يرصد أكبر ملف معلومات لاثبات خيانتهم، قبل أن يتم اغتياله.



يتناول المسلسل أسخن وأخطر فترة من هذا الصراع، منذ نجاح جماعة الإخوان في الحصول على الحكم، ومحاولتهم للإطاحة بكل القوى الأخرى والدفع بمصر في طريق مظلم، والمقاومة الباسلة التي أبداها الشعب المصري معززاً بمعظم رجال جيشه وأجهزته الأمنية، هذه الفترة التي تمتد لخمس سنوات منذ 2013 حتى 2018.



«هجمة مرتدة»

في فترة زمنية سابقة تأتي وقائع مسلسل «هجمة مرتدة»، الذي كتبه باهر دويدار (مؤلف «الاختيار 1») وإخراج أحمد علاء الديب. المسلسل المأخوذ، كما تنص عناوينه، من ملفات المخابرات العامة، يعود إلى فترة ثورة 25 يناير، والصراع بين الأجهزة الأمنية المصرية وبعض الجهات الأجنبية التي سعت لاستغلال الأحداث للتجسس أو تخريب البلاد.



وإذا كان «الاختيار2» يوسع عدسة الزووم إلى مصر كلها، فإن «هجمة متردة» يوسع من مجال الزاوية أكثر فأكثر، لينتقل خارج مصر، إلى بعض الدول الأوروبية والأجنبية، ليرصد صراع الجواسيس والمعلومات وعمليات التجنيد التي تقوم بها بعض الجهات الأجنبية. في الحلقة الأولى، مثلاً، التي اتسمت بسرعة إيقاعها وبعض المعارك والمطاردات المنفذة ببراعة، تدور الأحداث في مصر وإحدى دول أوروبا الشرقية والعراق، هشام سليم في دور ضابط مخابرات كبير، أحمد عز في دور عميل سري بالعراق، وهند صبري في دور فتاة طموحة تُجرى محاولة تجنيدها في أوروبا.



«القاهرة كابول»

يذهب مسلسل «القاهرة كابول» لمسافة أبعد تاريخياً وجغرافياً، ليرصد أصل وموطن الإرهاب الذي بدأ في أفغانستان منذ حوالي 70 عاماً، وما آل إليه الآن بعد كل هذه العقود من الدمار. يتناول العمل الذي كتبه عبدالرحيم كمال ويخرجه حسام علي 3 شخصيات رئيسية: مذيع تلفزيوني شهير (فتحي عبدالوهاب) وضابط أمن وطني (خالد الصاوي) وأمير جماعة إرهابية (طارق لطفي) يبدو من الحلقات الأولى أنه كان يجمعهم ماض مشترك، وسوف يجمعهم خلال الحلقات التالية مستقبل مشترك!



إذا كان «الاختيار2» يركز على الحرب الفعلية، و«هجمة مرتدة» يركز على الحرب المخابراتية، فإن «القاهرة كابول» يهتم بجانب أبعد من الصراع يتعلق بالحرب الإعلامية التي تلعب دوراً كبيراً في تأجيج هذا الصراع ومحاولة استقطاب الناس إلى طرفيه.

هذه الأعمال الثلاثة تستحق بالتأكيد أن تشاهد بعناية وتناقش، حتى يعرف من لا يعرف، وحتى لا ينسى من يعرف، وقائع أخطر حرب على المنطقة العربية.