قالت الكاتبة آمنة الظنحاني، إنَّ الإبداع لا يرتبط بزمن محدد، لكن ثمة أوقات يتسنى فيها الإلهام، ويتحسن المزاج، لتصبح القابلية للإبداع أكثر من ذي قبل، وتتمثل في الصفاء والهدوء قبل الفجر، وبكور الصباحات، وفي المساءات الهادئة البعيدة عن الصخب، فهذه مواطن ثرية للإلهام.
وأضافت أن لفصول السنة المختلفة تأثيراتها على مزاج المبدع من خلال التغييرات التي تحدث في الطقس، فقد تحدث تأثيرات على البعض، وترتبط المواسم والمناسبات الدينية بالإبداع بشكل أو آخر، مشيرة إلى أنها ترى أن لأمسيات رمضان أثرها الإيجابي في هذا الجانب، ولا تدري سبب توقف المبدع في هذا الوقت إلا إذا كان يرتبط بالتزامات معينة، أو كان يربط نفسه بأوقات محددة للكتابة اليومية، ويجد في رمضان الوقت المناسب للراحة والتملص من التزامات الكتابة اليومية بأخذ إجازة واستراحة.
وأوضحت الظنحاني أنَّ رمضان شهر عبادة وتسامح، ولعله كذلك مع الكاتب، حيث يكون المرء فيه أكثر صفاء، ويزيد تصالحه مع نفسه بما يعود عليه بالفائدة قارئاً وكاتباً، مشيرةً إلى أنّ لكل كاتب وأديب طقوسه الخاصة، ولشهر رمضان خصوصية عند كل كاتب يتعامل فيها مع الكتاب والقلم، لكن الكتابة بحد ذاتها غالباً هي التي تلح على الكاتب، وتفرض نفسها بين أوقاته وتجد فرجة من الوقت مهما ازدحمت برامجه وانشغالاته.
وأشارت إلى أنَّ الجو الروحاني للشهر الكريم أكبر محفز لها على القراءة في جميع المجالات، خاصة الدينية والأدبية، كما تعد الندوات والأمسيات (كورسات) ثقافية مجانية تساهم في تثقيف الجمهور وتوعيته.
وذكرت الظنحاني أن رمضان شهر للاسترخاء بالنسبة لها، حيث تقتصر فيه على ممارسة الإبداع فهو شهر جني ثمار الإلهام والأعمال الإبداعية بالنسبة لها، من خلال الندوات والأمسيات والعادات الثقافية والفنية الرائعة خلال الشهر الكريم، مشيرة إلى أنَّ التجارب الخاصة تتفاوت من مبدع إلى آخر، فهناك من تتفجر لديه طاقات الإبداع بسبب الأجواء الروحانية والدينية التي تعم هذا الشهر.
وأكدت أن شهر رمضان أصبح يمثل لها مرادفًا للإبداع، موضحة أن الحياة تمتلئ في شهر رمضان بتفاصيل نوعية ترتبط بطبيعته روحياً واجتماعياً، وهو ما يؤثر على كل مبدع حيث يستلهم من كل التفاصيل الموجودة في هذا الشهر مادة لإبداعه، لكنه في كل الحالات يتأثر بهذه التفاصيل والمفردات؛ حيث يصل الإبداع إلى ذروته وتكتمل فيه الأعمال الإبداعية.