الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

آثار فرسان الهيكل في قبرص أكثر من مجرّد تاريخ

آثار فرسان الهيكل في قبرص أكثر من مجرّد تاريخ



إذا كانت حكايات فرسان الهيكل تنتمي إلى الأساطير، فإن في داخل قلعة في قبرص إرثاً لا يزال يطبع إلى اليوم الجزيرة المتوسطية التي كانت تابعة لأخوية الصليبيين، وفقاً لمؤرخين.





في أسفل درج حجري ضيق وشديد الانحدار في قلعة مدينة ليماسول الساحلية، داخل قاعة مقببة تصطف على جانبيها شواهد قبور لفرسان العصور الوسطى، تقع الكنيسة التي يُعتقَد أن ملك إنجلترا ريتشارد الأول، المعروف بـ«ريتشارد قلب الأسد»، تزوج فيها وهو في طريقه إلى خوض الحروب الصليبية عام 1192.





وقالت عالمة الآثار إيلينا ستيليانو وهي تلوّح بسيف طويل من الحقبة الصليبية، أكله الصدأ وترك عليه الزمن آثاره لكنه لا يزال حاداً، إن الهندسة المعمارية والأشياء الموجودة هنا تعكس التاريخ العظيم لقبرص.





وذكّرت ستيليانو بأن قبرص كانت بحكم موقعها الاستراتيجي «مكاناً أراده الكثير من الأجانب تحت سيطرتهم».





ويتبين من متحف قبرص للقرون الوسطى في قبرص الموجود في القلعة، إلى أن هذا المعلَم التاريخي قائم على أساسات أقدم بكثير من جدرانه الرئيسية العائدة إلى الحقبة العثمانية (القرن الـ16)، أما القبو فهو «على الأرجح كنيسة صغيرة من التحصينات الرئيسية لفرسان الهيكل» في الجزيرة.





بالنسبة إلى فرسان الهيكل وهم جيش دولي ضمّ نخبة من المقاتلين شُكِّل لحماية الحجاج الأوروبيين المتجهين إلى القدس، كانت قبرص مقراً استخدموه للانطلاق في حملات عسكرية أذن بها البابا في الأرض المقدسة الواقعة على ضفة البحر الأبيض المتوسط، على بعد أكثر من 100 كم من الجزيرة.





وشرح مؤرخ العصور الوسطى القبرصي نيكولاس كورياس أن الحروب الصليبية كانت مرحلة أساسية في تشكيل الهوية الوطنية، موضحاً أن النتيجة الأكثر ديمومة لغزو ريتشارد هي أن قبرص، على الرغم من تبدّل المسيطرين عليها مرات عدة، لا تزال ذات توجه أوروبي، ومعظم القبارصة يشعرون بانتماء أكبر إلى أوروبا من انتمائهم إلى آسيا أو أفريقيا.