السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

عبدالله مغوار.. فلسطيني يواجه البطالة بالورد

مع شروق الشمس يبدأ الفلسطيني عبدالله مغوار (46 عاماً) في تحميل العشرات من أصيصات الورد من حي الشجاعية الذي يقع أقصى شرق مدينة غزة لينقلها عبر دراجة نارية من نوع «تكتك» إلى حي الرمال غرباً ليعرض هذه القوارير هناك لبيعها مستغلاً موسمها في فصل الربيع.

اضطر مغوار لبيع الورد بعد أن ظل عاطلاً عن العمل لسنوات طويلة.





ويقطع مغوار يومياً قرابة 5 كم في طريقه من حي الشجاعية إلى مفرق مدينة اللحوم في شارع النصر حيث يعرض ما لديه من أصيصات الورد ليخرج في نهاية اليوم بقرابة 20 شيكلاً (الدولار يساوي 3.3 شيكل) تمكنه من عول أسرته المكونة من زوجته و4 أبناء أكبرهم يبلغ من العمر 17 عاماً وأصغرهم 6 سنوات.

ويبيع مغوار يومياً من 15 إلى 20 أصيص ورد حيث يُراوح سعر الواحد ما بين 2 إلى 5 شيكلات.

ويعاني مغوار عدة أمراض مزمنة أحدها نفسي حيث يعالج في برنامج غزة للصحة النفسية.

ويقول مغوار لـ «الرؤية»: بعد تعطل عن العمل استغللت فصل الصيف واشتريت العشرات من أصيصات الورد لبيعها واخترت موقعاً جيداً بالقرب من إحدى مناطق التسوق المشهورة.

وأضاف: أجرة نقل أصيصات الورد تكلفني 10 شيكلات يومياً، وأنا أبيع يومياً ما بين 30 إلى 40 شيكلاً ليصفى لي مبلغ بسيط أعيل أسرتي به.





وأوضح أن بيع الورد وفر له فرصة عمل وعلمه الصبر في التعامل مع الناس، مستدركاً بالقول: "إن من يشتري الورد فإنه يريد أن يشم رائحة جميلة فأحرص أنا لا أعكر مزاجه في الاختيار".

وأضاف: "الناس أذواق فهناك من يحب الورد الجوري وآخر الياسمين وثالث القرنفل، فأحاول أن أشكل في توفير هذه الأنواع".

ويعتبر الورد الغزي من أشهر الورد على مستوى العالم، حيث ظلت غزة على مدار سنوات طويلة تصدر الورد لأوروبا لا سيما في المناسبات مثل عيد الحب وأعياد الميلاد.





وكان يحرص المسؤولون الأوروبيون لا سيما الهولنديون منهم على الحضور إلى غزة لتسهيل تصدير الورد من غزة إلى أوروبا لعلمهم بنوعية هذا الورد وتنسيقه المتقن من قبل الغزيين.

وأكد الخبير الزراعي والبيئي نزار الوحيدي أن غزة تشتهر بالورد الجوري والقرنفل وهي أكثر الورد زراعة، مشيراً إلى وجود آلاف الأنواع منه.

وقال الوحيدي لـ«الرؤية»: "القرنفل والجوري أكثر أنواع الزهور التي تشتهر بها غزة، وهي تصنف على أنها أزهار جنائزية والتي تشتهر في الأعياد والمناسبات".





وأضاف: هناك أنواع أخرى كثيرة مثل الحنون، الأقحوان، النثوريم، الكبس نايت، وغيرها لكنها ليس بشهرة القرنفل والجوري.

وأشار الوحيدي إلى أن موسم زراعة الورد هو من شهر مارس حتى يوليو، مؤكداً أن غزة كانت خلال السنوات الماضية تصدر لأوروبا 40 مليون زهرة سنوياً، حيث كانت تزرع 450 دونماً من الأراضي الخصبة.

وأوضح أن مشكلة زراعة الأزهار في غزة هي في صعوبة التصدير، ثم الهدر المائي، لأن الزهرة الواحدة تكلف عدة لترات من الماء وبعضها يصل إلى 13 لتراً، مؤكداً أن القيمة المائية مكلفة جداً، والعائد قليل للمزارع في غزة.