الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

مهند بن جمعوه.. رحالة إماراتي يستكشف ثقافات العالم في 132 دولة

وصف الرحالة الإماراتي الشاب مهند بن جمعوه، القراءة والاطلاع على ثقافات الشعوب بالعشق الأول، حيث يسافر بخياله كل يوم إلى بلد جديد يقرأ عنه، ولكن الفضول تملكه ليرى بعينيه تلك الأماكن التي قرأ عنها، وشاهد معالمها عبر الإنترنت عن بعد.

حول بن جمعوه، عشقه للسفر حول العالم إلى مهمة تثقيفية وهب لها نفسه، ليجعل من صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي سجلاً ثقافياً حافلاً بالمعلومات الموثقة والصور التي تنقل متابعيه لمعالم أكثر من 132 دولة في كل أنحاء العالم، مقدماً لهم دليلاً إرشادياً بالصوت والصورة لقائمة بالأماكن الساحرة التي لا يجدونها على الخريطة السياحية.



الانطلاق من مصر



وعن رحلاته حول العالم، قال مهند بن جمعوه، الذي يروج لسياحة ثقافية معرفية تتجاوز الاهتمام بالوجهات الترفيهية، والهدايا واللقطات التذكارية، لـ«الرؤية»: «زيارة إلى مصر جعلتني أكتشف أن السفر هو عشقي الأول، حين خطفتني الحضارة الفرعونية بأسرارها وآثارها في كل أرجاء مصر، ما دفعني للتعرف على حضارات وثقافات أخرى خاصة غير المشهور منها».

انطلق بن جمعوه لكل أنحاء العالم واقترب من المزيد من الحضارات من خلال التعرف على شعوبها وعاداتهم وطريقة حياتهم، وتمكن خلال سنوات قليلة من زيارة أكثر من 132 دولة حول العالم، ليس كسائح يشاهد الأماكن ويتعرف على جمالياتها، ولكن كباحث عن أسرار الثقافات والحضارات الإنسانية التي شهدها العالم، محاولاً رصد المعالم والعادات والثقافات التي يجلها الكثيرون، وأحياناً تغفلها الكتب.

يؤمن بن جمعوه بأن وحدة التاريخ والثقافة والمصالح المشتركة، بين مختلف الدول العربية، التي امتلكت حضارة حيوية، من الثوابت التي تزداد نمواً ورسوخاً، مشيراً إلى أنه زرغم أن التلفاز والإنترنت نقلا إلى الناس يومياً مشاهد ومناظر من مختلف بقاع العالم، وهم في بيوتهم، إلا أنه لا يزال عاجزاً عن وصف العلاقة بين الإنسان وعالم الأشياء البعيدة عنه، وهذا ما شجعه على أن يبدأ طريقه في عالم الترحال، ليشبع شغفه الذي يقوده للغوص في الحضارات الثقافية المتباينة.

وأكد حرصه أثناء تجوله على أن يطلع على كل تفاصيل الحياة في البلاد التي يقصدها، محتكاً بأهلها محاولاً أن ينقل لسكان تلك الأماكن، ثقافة الإمارات وتاريخها ومعالمها الشهيرة وطبيعة أهلها، وأن يسهم في نشر ثقافة التسامح التي تتميز بها بلادها، والأماكن السياحية التي يمكنهم زيارتها عند مجيئهم للإمارات.



رحلات لا تنسى


وعن رحلاته المميزة التي لا يستطيع نسيانها، أوضح بن جمعوه أن هناك رحلات تحمل بعض المواقف المميزة التي حفرت في ذاكرته، ومنها جولته في كوبا التي شعر من خلالها أن الزمن أعاده إلى قبل 50 عاماً من العصر الحالي، حيث السيارات الكلاسيكية القديمة والحياة الهادئة الآمنة، وإيقاعات موسيقى الصالصا والرومبا والمامبو.

وتابع: هناك أيضاً الرحلة إلى مدينة تيخوانا بالمكسيك أو كما تعرف «مدينة الشيطان»، والتي تعتبر من أخطر مدن العالم، لعدم انتشار الأمن بها وسيطرة المافيا عليها، فالمقولة التي تلتصق بها دائماً: إذا كنت تريد أن ترى شمس يوم غد اخرج من تيجوانا قبل الغروب.

ومن الأماكن التي لا ينساها الرحالة الإماراتي خلال رحلته إلى موزمبيق زيارة أكبر جسر في أفريقيا والذي يربط بين منطقة مابوتو وكاتمبي، وهما منطقتان متقابلتان في الخليج، ويبلغ ارتفاعه 300 متر وطوله 4 كم. كما تمكن من زيارة شلالات فيكتوريا التي تتزين بها القارة السمراء وتعتبر ثاني أكبر شلال بالعالم وتمتد على مدى 300 متر.

وتعددت الوجهات السياحية التي سافر إليها الرحالة الإماراتي ومنها السودان، أوزبكستان، جزر البحر الكاريبي، ناميبيا، مدينة سوتشي بروسيا، زامبيا، زيمباوي، البهاما، موزمبيق، مدينة بينينج الماليزية، استونيا، النمسا، اسكتلندا، إيرلندا، رومانيا، وسويسرا.



مواقف صعبة


ويشير الرحالة الشاب إلى أن رحلاته حول العالم عرضته أيضاً لبعض المواقف الصعبة، بعضها ترك أثراً كبيراً في نفسه، حين تعرض لثلاثة حالات تهديد بالسلاح نتيجة انقلاب المافيا على الحكومات، ما عرض حياته وأصدقاءه للخطر، إضافة لبعض المعلومات التي كانت غريبة عليه، ومنها قبيلة الماساي الأفريقية والتي تشتهر بحب أبنائها لشرب دم الأبقار.

وأكد بن جمعوه أنه يحاول ترسيخ مفهوم السياحة الهادفة أو الإيجابية، التي يستمتع عبرها المسافر بتذوق المتعة النفسية والعقلية في آن، ويدعو عشاق السفر لتغيير مفهوم السياحة التي تقتصر رحلاتها على مجرد زيارات المطاعم والمعالم السياحية الشهيرة، ويعودون إلى أوطانهم بصور تذكارية وهدايا لأصدقائهم، دون الخروج من التجربة بمعلومات حقيقية عن أسرار هذه الأماكن وثقافة وتقاليد أهلها.