الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

هدى المطروشي لـ«الرؤية»: مكالمة «أبوي» محمد بن زايد تاج على رأسي ودافع لي للتطور والنجاح

تؤمن ابنة الإمارات هدى محمد المطروشي أن «الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، وتستلهم دائماً فلسفة النجاح الإماراتي التي وضعتها قيادتنا الرشيدة، والتي تؤكد أن لا مستحيل في قاموسنا، لذلك قدمت نموذجاً للعطاء والإرادة والفخر، فكانت المكافأة بمكالمة منّ بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي شد من أزرها، وشجعها كدأبه دائماً مع كل نموذج إماراتي ناجح.

المطروشي قدمت بيديها ومن قبل ذلك بعقلها وقلبها، نموذجاً لإرادة التحدي، لم توقفها عقبة ولم تثن عزيمتها أفكار مسبقة، فانطلقت تصنع بيديها النجاح الذي تستحقه، والذي كان الدافع إلى المكانة العالية التي تتبؤوها الإمارات وتستحقها.

وأكدت ابنة إمارة الشارقة في حوارها مع «الرؤية» أن «المرأة قادرة على ممارسة أصعب المهن»، لذلك حوَّلت شغفها وحبها للسيارات إلى عمل يدر عليها الأموال، لتكسر قاعدة «للرجال فقط»، وتنطلق في مجال إصلاح السيارات الذي يهيمن عليه الرجال في العالم العربي منذ زمن، من خلال ورشة لإصلاح السيارات في الشارقة.

وقالت الفتاة الثلاثينية: «إن فكرة الورشة راودتها في عام 2006، نتيجة شغفها بالمركبات ورغبتها في تثقيف السيدات، مؤكدة أن مثلها الأعلى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي تشجع دائماً على الإبداع والابتكار».





بماذا شعرتِ بعد مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لكِ؟

حقيقة مكالمة «أبوي» صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، كانت مفاجأة لي، أثلجت صدري وهي تاج على رأسي، ولعل أكثر كلمة أسعدتني بها عندما وصفني سموه بأنني «فخر»، هذه الكلمة الكبيرة جعلتني أعيد حساباتي مرة أخرة منذ انتهاء المكالمة، حيث أعتزم تسخير قدراتي ومهاراتي وخططي القادمة في تقديم أشياء ومشاريع تفيد المجتمع وترفع اسم الإمارات عالياً، وتثبت أن ابنة الإمارات رقم صعب في معادلة التنمية.

ولا أخفيكم سراً هذه المكاملة منحتني كمية هائلة من الطاقة الإيجابية، التي رفعت سقف طموحاتي في مجال عملي، ولا شك أن هذه المكالمة ستظل محفورة في ذاكرتي ودافعاً لي للنجاح والتطور، فقد أصبحت مصدر سعادتي وأسرتي، ولا شك أنها تسعد كل شاب طموح في هذا الوطن، وهذا ليس بجديد على سموه، فهو بمثابة الأب لنا جميعاً، فلا ننسى جميعاً أن سموه صاحب العبارة التاريخية «لا تشلون هم»، التي أثلجت صدر كل من يقيم في دولة الإمارات وأدخلت إلى قلبه الطمأنينة، بالفعل نحن نعيش في كنف دولة اللامستحيل.





في البداية.. متى تولد لديكِ شغف عالم السيارات؟

اكتسبت الشغف بهذا العالم في مرحلة مبكرة من عمري، حيث عملت على تنمية مواهبي فيه، واجتهدت لتحويل الحلم والشغف إلى حقيقة على أرض الواقع، وأحمد الله أنني حالياً أدرس المحركات والميكانيكا، وقد حصلت على بكالوريوس علاقات عامة وإعلام، وماجستير في الإدارة والقيادة، لكن عالم السيارات شغفي، واستطعت أن أكسر القواعد كلها وأنجح، لأنني أعمل بنظرية «اعمل في صمت واجعل نجاحك يتحدث عنك».





ما سبب دخولك عالم السيارات؟

دخلت عالم السيارات وفتحت ورشة لتصليح السيارات، كي أكسر قاعدة تعتبر هذه المهنة حكراً على الرجال، ولكي أؤكد أن المرأة قادرة على ممارسة أصعب المهن وأعقدها.





كيف خطرت الفكرة ببالك؟

جاءتني الفكرة في عام 2006، نتيجة شغفي بالمركبات ورغبتي في تثقيف فئة السيدات، ببعض الأمور البسيطة التي تتعلق باحتياجات المركبة، والتي من المفترض أن تكون كل سيدة على علم بها لتحافظ على عمر المركبة فترة أطول، فمن أكثر مشاكل السيارة هو سوء استخدامها، أو جهل الكثيرين بكيفية صيانتها على الوجه الصحيح، لكنني حققت الأمر على أرض الواقع في نهاية عام 2020. وكانت فرحتي عارمة وأنا أشاهد الحلم يتحقق بعد سنوات من رغبة وإصرار وتحدٍ وبحث ودراسة للمشروع، حتى استطعت إنجازه، وأدخل مجالاً قد يستصعبه البعض، لكن الشغف والرغبة وحب هذا المجال يجعلني أجد متعتي فيه.



هل يتوقف عملك في هذا المجال على الإدارة فقط؟

عملي لا يتوقف على الإدارة فقط، وإنما الإشراف، وفي أحيان كثيرة أمارس عملية فتح وتركيب أجزاء محرك السيارة بنفسي، فبغض النظر عن أن العمل يحتاج إلى قوة جسدية، فإن التعامل بالعقل والتفكير الصحيح يجعل التعامل مع مشكلات المركبة أبسط ما يكون، وأذكر من المواقف التي مرّت عليَّ في الورشة، عندما انكب العمال في محاولة فك إحدى القطع في المركبة ولم يستطيعوا، فقلت لهم «دعوني أجرب»، فاستطعت فك القطعة بسهولة جداً، فالأمر لا يحتاج إلى قوة، بقدر ما يحتاج إلى نظرة تفحص في التعامل مع الشيء بالطريقة الصحيحة.





ما العراقيل والعقبات التي صادفتك؟

أي عمل أو مشروع لا يخلو من الصعوبات، لكن أنا أراها تحدياً أكثر من كونها صعوبة، والحياة مليئة بالعراقيل والمطبات، فمن خلال تخصصي في مجال العلاقات العامة وماجستير إدارة الأعمال في القيادة، إلى جانب امتلاك مهارة وخبرة في مجال المركبات، أصبحت أكثر قدرة في التعامل مع المواقف أو العقبات وتجاوزها، فالمرأة قادرة على ممارسة أصعب المهن وأعقدها، ما إن تحلت بالتحدي والإرادة والثقة بقدرتها على المضي في تحقيق حلمها، فكثيراً ما كان يثير فضولي، محرك المركبة ومكوناته، ومدى ارتباط أجزائه بعضها البعض، لذلك أخذت في التردد على ورش تصليح السيارات، للوقوف على مشاكل سيارتي، الأمر الذي جعلني أكثر قرباً من هذا العالم الذي يتطلب قدراً من القوة والخشونة.





ما المجالات التي تتمنين دخول المرأة فيها؟

كل المجالات حالياً مفتوحة للمرأة بسبب الدعم الكبير من القيادة الرشيدة للمرأة، وتشجيعها على الإبداع والابتكار، فنجد اليوم المرأة الإماراتية محامية وقاضية ومهندسة، كما أن المرأة كانت ضمن فريق مسبار الأمل، فالمرأة استطاعت أن تدخل في جميع المجالات.





ما رأيك في الشباب الذين يريدون العمل في الإدارة بعد التخرج؟

الشخص الذي يتكلم ويقول أريد أن أكون مديراً، تفكيره محدود، فهناك فرق بين القائد والمدير، أنا أدير مشروعي ولست مديرة، فدموع الفرح لا تشعر بها إذا لم تعمل على نفسك، كيف تعمل مديراً وأنت ليس في رصيدك إنجازات، اجعل لنفسك طموحاً وهدفاً لكن يجب أن تبدأ الخطوات من الصفر حتى تصل إلى مدير ويكون لديك فعلاً القدرة على هذا المنصب لتستطيع أن تخدمه، كما يجب أن يتجه الشباب إلى الأعمال الحرة وتحقيق مشاريعهم الخاصة بهم.





مَن مثلك الأعلى؟

مثلي الأعلى قيادتنا الرشيدة التي تشجع دائماً على الإبداع والابتكار، وعلمتنا أنه لا شيء مستحيل على أبناء الإمارات، لذلك أخذت في توفير كافة سبل النجاح.





ما طموحك في المستقبل؟

طموحي أن تتحول هذه الورشة إلى مركز كبير لإصلاح السيارات، أو افتتح سلسلة ورش في أنحاء الإمارات.