الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

بعد 32 عاماً من العزلة.. روبنسون كروزو الإيطالي يهجر جزيرته

رفع الإيطالي ماورو موراندي الراية البيضاء واستسلم لمحاولات الحكومة الإيطالية لإجلائه عن الجزيرة التي عاش عليها وحيداً لمدة 32 عاماً بعد أن باع قاربه.

ومنذ عام 1989، كان ماورو موراندي هو المقيم الوحيد في جزيرة بوديلي بالقرب من سردينيا، بعد أن قرر التخلي عن حياته كمدرس للتربية البدنية ويصبح راعياً للجزيرة.

وكان الحارس السابق للجزيرة على وشك التقاعد عندما وصل موراندي لذلك تخلى عن خططه للإبحار وباع قاربه وتولى مهمته بكل سرور ورضا.

إذ كان موراندي يبحر إلى جنوب المحيط الهادئ عندما تعطل محرك قاربه وتوجه نحو الجزيرة الساحرة الخلابة، ومن يومها أقام فيها بمفرده من دون أنيس أو صحبة بشر لمدة 32 عاماً.

لكن الحكومة الإيطالية حاولت إقناع «الناسك» بالإخلاء وترك الجزيرة بعد أن حولتها إلى جزء من حديقة وطنية.





ووفقاً لصحيفة الغارديان، تخلى أخيراً موراندي أخيراً عن القتال والنزاع مع الحكومة ووافق على الانتقال إلى شقة صغيرة في جزيرة لا مادالينا القريبة، وهي الأكبر في الأرخبيل.

ويقيم موراندي حالياً في منزل هو ملجأ سابق للحرب العالمية الثانية يطل على خليج، ولكنه لا ينسى أبداً ذكرياته في الجزيرة على مدى 3 عقود تعرف خلالها على أشجار الجزيرة وصخورها، وصادق حيواناتها وطيورها.

بالمقابل، تريد سلطات المتنزه الوطني في لا مادالينا استعادة منزله وتحويل الجزيرة إلى مركز للتعليم البيئي.

كما ذكرت السلطات إنه أجرى تغييرات على مبناه دون الحصول على التصاريح اللازمة.

من جانبه، يشير موراندي بأسى إلى أنه قرر التخلي عن القتال والصراع مع الحكومة بعد 32 عاماً "أشعر بالحزن الشديد للمغادرة. أخبروني أنهم بحاجة إلى القيام بعمل في منزلي ويبدو أنهم صادقون هذه المرة".

وتابع: سأعيش في ضواحي البلدة الرئيسية، لذا سأذهب إلى هناك للتسوق وبقية الوقت سأقضيه في التأمل والاسترخاء، لن تتغير حياتي كثيراً، سأظل أرى البحر".

وينحدر الناسك في الأصل من مدينة مودينا في وسط إيطاليا، لكنه ظل يحرس مدينة بوديلي منذ سنوات، وأزال مساراتها، واكتسح شواطئها، وعلم المتنزهين الكثير عن بيئتها.



وفي صراعه مع السلطات الإيطالية، اجتذب موراندي آلاف التوقيعات على الالتماسات التي تحاول إبقاءه في الجزيرة متضامنين معه، بعد أن أصبح مشهوراً عبر الإنترنت بمواظبته على نشر الصور ومقاطع الفيديو من الجزيرة الصحراوية.

ولكن متاعبه بدأت عندما أفلست الشركة الخاصة التي كانت تملك الجزيرة.

وكان من المقرر بيعها في الأصل لرجل الأعمال النيوزيلندي مايكل هارت الذي تعهد بالحفاظ على موراندي كحارس وراعٍ للجزيرة.

لكن الحكومة الإيطالية تدخلت وحكم قاضٍ من سردينيا في عام 2016 بضرورة إعادة الجزيرة إلى الجمهور.

وحذر رئيس الحديقة الوطنية آنذاك جوزيبي بونانو من عدم قدرة موراندي على البقاء على الجزيرة نظراً لكبر سنه، معترفاً بدوره في تجسيد وتمثيل الذاكرة التاريخية للمكان، مع صعوبة التعاقد معه والاعتماد عليه كراعٍ للجزيرة.

من جانبه، استمر «روبنسون كروزو» الإيطالي في شغل وقته بتعديل صوره وتحميلها على صفحاته على مواقع سوشيال ميديا إنستغرام وفيسبوك وتويتر.