الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

ظاهر المهيري.. إماراتي يدخل عالم التطوع بمقعد يتحرك بالطموح

ظاهر المهيري.. إماراتي يدخل عالم التطوع بمقعد يتحرك بالطموح
هدفه الأكبر في الحياة هو تحويل نظرة المجتمع لأصحاب الهمم من الشفقة إلى الإعجاب والتقدير لدورهم، الذي يمكن أن يؤدوه لدعم عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. «إنه ظاهر المهيري» الصبي الإماراتي من أصحاب الهمم، الذي نجح من قبل ذلك في أن يكون عضواً في برلمان الطفل العربي، وأن يصبح سفيراً للإيجابية على منصات التواصل لما يبثه من روح الأمل لدى الجميع.

رغم إصابته بالشلل الدماغي إلا أنه يؤمن أن كل يوم يمر عليه هو فرصة ليثبت أنه يمتلك رصيداً كبيراً في بنك الإرادة القادرة على الإنجاز والعطاء وتحقيق الطموحات والأحلام، متخذاً من منصات التواصل الاجتماعي نافذته إلى العالم لينقل من خلالها رسالته الإيجابية التي يؤمن بها في الحياة.



وعن إيمانه بقدرته على العطاء، وأسباب حصوله على لقب سفير الإيجابية قال ظاهر المهيري لـ«الرؤية»: أؤمن بقدرتي على الحياة كأي شخص طبيعي يمكنه العطاء والمشاركة وتحقيق الأحلام. لذلك اتجهت لمنصات التواصل الاجتماعي لتكون نافذتي التي أطل منها على الحياة بفكر شاب.



وتابع: وبمجرد إتمامي عقدي الأول، قررت أن أدشن قناتي الخاصة على موقع يوتيوب وأطلقت عليها «d5d»، مقدماً عبرها محتوى أعرض من خلاله يومياتي في تحدي الإعاقة، وبث رسائل تحفيزية لأبناء جيلي خاصة من أصحاب الهمم».

بعد فترة زمنية وجيزة اكتسب ظاهر محبة ومتابعة قطاع عريض من الشباب لإمدادهم بالطاقة الإيجابية، لهذا أطلقوا عليه «سفير الإيجابية» بعد أن أصبحت قناته مرجعاً لمراحل علاج وتطورات أصحاب الهمم، ما يساعد ذويهم على التعامل معهم بشكل صحيح.

وخلال سنوات قليلة، تمكن المهيري من الحصول على شهادة مدرب معتمد، ونجح في تقديم محاضرات عديدة حول موضوعات مهمة مثل الإيجابية وتحدي الصعاب في الكثير من المناسبات، منها معرض الشارقة الدولي للكتاب.

ونجح المهيري في حصد الكثير من الجوائز المجتمعية البارزة والتي، يعتبرها بمثابة أوسمة شرف يعتز بها، ومنها: جائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، وجائزة الشارقة للتميز التربوي، وجائزة الإمارات للشباب في المجال الإعلامي وجائزة «مبدعون» من الإمارات.



وأضاف سفير الإيجابية أنه يحرص على مشاركة المجتمع كل فعالياته، لذلك قدم عدة محاضرات عن الإيجابية والتفاؤل والرضا بالواقع وتحدي الإعاقة لموظفي شركة أدنوك للبترول، والعديد من المراكز التعليمية والمدارس مثل مركز ارتقاء للموهوبين ومدرسة الإبداع النموذجية ومدرسة النخبة.

وتابع: «شاركت في مناقشة الجيل الأول في منتدى الأمومة والطفولة وشاركت في قمة رواد التواصل الاجتماعي، وقدمت ورشة عمل مع فريق وزارة السعادة في يوم السعادة العالمي».

ولإيمانه بأهمية الرياضة في حياة الجميع، ومنهم أصحاب الهمم، شارك المهيري في فعاليات مجتمعية ورياضية عدة، منها مارثون ناس وبطولة فزاع واليوم الرياضي بنادي دبي لأصحاب الهمم.

ويؤكد المهيري بثقة: «إعاقتي الجسدية لم تمنعني يوماً من ممارسة دوري المجتمعي وحقي الطبيعي في التطوع. واستطعت التغلب على جميع التحديات وتقديم الكثير لوطني من خلال المشاركة في العديد من المناسبات التي تستضيفها الإمارات، ومنها اليوم العالمي للشلل الدماغي وكروموسوم السعادة ومتلازمة داون. كما تأهلت لمرحلة التصفيات النهائية بمسابقة قمره مع الإعلامي السعودي أحمد الشقيري من خلال مشاركتي بفيديو مصور هادف تم عرضه على قنوات mbc».



ينتهز المهيري كل فرصة تمر عليه لصقل خبراته الحياتية، لذلك يقترب من أصحاب الخبرات في كل المجالات، حيث يذهب إلى جدته ليستمع لنصائحها ويستمتع بالاستماع إلى قصص الماضي، ليقترب من حياة الأجداد الذين يعتبرهم رمزاً للإرادة والخبرة، ما أهله لتأليف كتاب (غداً أجمل)، الذي صدر خلال معرض أبوظبي للكتاب وتمت ترجمته للإنجليزية، واستعرض عبره قصصاً ملهمة في التحدي واجتياز الصعاب وبلوغ الأهداف وتحقيق النجاحات. كذلك تضمن جزء منه أجوبة شافية على تساؤلات الكثير من متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي.

ويطمح المهيري إلى أن يكون وزيراً فخرياً للإيجابية أو مسؤولاً عن شؤون أصحاب الهمم، كما يسعى إلى إتمام دراسته الجامعية في الفترة المقبلة، مؤمناً أن مقعده المتحرك وسيلته للوصول إلى أحلامه وتحقيق طموحاته وآماله للمستقبل.