الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الأسطى سوسو.. ميكانيكي «أونلاين» تقدم خدماتها للسيدات بعيداً عن الجروبات الرجالية

الأسطى سوسو.. ميكانيكي «أونلاين» تقدم خدماتها للسيدات بعيداً عن الجروبات الرجالية

حادث سير حقق حلم سوسو في عالم ميكانيكا السيارات.

عندما لم تتمكن المصرية سعدة عبدالرؤوف من الالتحاق بكلية الهندسة قسم ميكانيكا بسبب عدم سماح كليات الهندسة بتخصيص هذا القسم للإناث حينما تقدمت، لم تستسلم الشابة المصرية وتحدت مكتب التنسيق ومنذ دراستها الجامعية، والتي اختارتها مختلفة تماماً عن الميكانيكا، حيث درست علم النفس، اختارت الأسطى سوسو كما تُحب أن يُطلق عليها أن تعمل في مجال الهندسة كـ«سكرتيرة» في أحد المكاتب الهندسية الكبرى، ثم عملت في إحدى شركات الإنشاءات، إلا أن ذلك لم يُنسِها شغفها الأساسي للعمل في مجال الميكانيكا، فكانت تقرأ وتقرأ في المجال وتُجرب ما تعلمته في سيارتها الخاصة فعند وجود عطل ما لم تكن لتذهب للميكانيكي على الإطلاق، ومع استمرار قراءتها وتعمقها في هذا المجال كانت مرجعاً لصديقاتها ودائرة معارفها وتحولت لأدمن أنثى وحيدة لجروب فيسبوكي (150 رجلاً)، كانت هي تُقدم لهم النصائح الخاصة بصيانة السيارات لتضرب بقفشاتهم الخاصة بفشل السيدات في القيادة عرض الحائط، وكان حادث سير بداية تغيير كبير في حياة الأسطى سوسو ووضعها على طريق جديد في مجال الميكانيكا.





وتقول سعد للرؤية: «لم يكن في مخيلتي مُطلقاً أن أفتتح مكاناً خاصاً لصيانة السيارات حتى وقع حادث سير لي وتعرضت سيارتي لأعطال عدة وعندما جربت إصلاحها وجدت أن عالم صيانة السيارات عالم غامض بالنسبة للسيدات وفيه يتم استغلالهن بشكل كبير بسبب عدم فهمهن لطبيعة ما يردن إصلاحه داخل سيارتهن، مع استغلال البعض لقلة خبرة السيدات في هذا المجال، لذا أردت إعطاء خبرتي لأخريات وتعليمهن أصول الميكانيكا أونلاين من خلال جروب خاص بالنساء لهذا الشأن، وفيه لا أُسخف من أي سؤال لأي أنثى بخصوص السيارات كما يحدث في الجروبات المُشتركة مع الرجال».





ترى الأسطى سوسو أن الجروبات المُشتركة لصيانة السيارات تكون مساحة للسخرية من السيدات لذا تعتبر أن جروبها مساحة آمنة للسيدات لعرض أسئلتهن مهما كانت تفاهتها بالنسبة للرجال، وانطلاقاً من ذلك دشنت قناة أيضاً على منصة «يوتيوب» تشرح خلالها أصول صيانة السيارات ومبادئها، كما عرضت مُساعدتها لتعليم السيدات القيادة بالمجان.



وتتابع: «بخلاف صيانة السيارات قررت مُساعدة السيدات في تعلم (السواقة) وكنت أفعل ذلك بالمجان بنفسي لفترة طويلة، حتى خرجت من الجروب بعض السيدات اللاتي اعتمدن تعليم القيادة لأخريات كمصدر دخل لهن، وهي خدمة أخرى أردت تقديمها للسيدات أيضاً، وليس تعليمهن مبادئ الميكانيكا فقط».



استطاعت الأسطى سوسو إثبات نفسها في مجال صيانة السيارات جنباً إلى جنب مع عملها الرئيسي في إحدى الشركات الكبرى والتي استغلت مهاراتها في عالم الميكانيكا لافتتاح قسم مخصص لإصلاح سيارات موظفيها تشرف عليه «سوسو».





وتختم: «حادثة السير غيرت حياتي ونقلتني إلى عالم ميكانيكا السيارات الذي طالما تمنيت العمل فيه».