الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

منتظر عباس.. بائع قوارير غاز يطرب زبائنه بإيقاعات ياس خضر ويحلم بعالم النجومية

منتظر عباس.. بائع قوارير غاز يطرب زبائنه بإيقاعات ياس خضر ويحلم بعالم النجومية
يستيقظ أهالي حي الكرادة في بغداد كل صباح على صوت بائع قوارير الغاز منتظر عباس وهو يردد كلمات أغنية الفنان العراقي المعروف ياس خضر "رجع قلبي يحن"، وهو يحلم بأن يفتح له شغفه بالغناء أبواب الشهرة.



هذا الشاب البالغ 22 عاماً هو آخر موزع غاز في بغداد يغنّي متنقلاً على عربة مثبتة إلى دراجة نارية يسميها العراقيون "ستوته"، ليعرف زبائنه أنه وصل، ويستقبلونه بابتسامة تحفزه لمواصلة التجوال والغناء.

ورث منتظر هذه المهنة عن والده الذي علّمه كل شيء، وهو يجوب شوارع وأروقة ذلك الحي التجاري في وسط بغداد منذ عام 2007.



ويروي منتظر، بقميصه البرتقالي وقبعته التي تحميه من الشمس "أنا آخر بائع يغني وعندما يتعرف الناس على صوتي يفتحون باب منزلهم وينادونني. آخرون يتصلون بي ويطلبون أيضاً مني الغناء لجمع العمل بالمتعة."

يحبّ أحمد علي، صاحب محل بقالة في الثلاثين من العمر، غناء منتظر. ويقول "طريقة غنائه جميلة وممتعة لا سيما في هذه الأيام. سنفتقد ذلك مستقبلاً، كان هناك كثر مثله لكن الآن لم يعد لهم وجود".



يتحسّر الشاب ذو اللحية الكثيفة والابتسامة العريضة لأن باعة الغاز باتوا يستخدمون "موسيقى مسجلة، لكنها بصراحة مملة"، قائلاً "على الأقل منتظر صوته جميل، وهو ما يدفعني لأشتري منه".

في بعض الأحيان، تكون موسيقى عمال التوصيل دافعاً للسخرية.



ويهزأ مختار طالب، وهو مدوّن عبر الإنترنت، في مقطع فيديو، من تلك المعادلة، متسائلاً عن السبب الذي يدفع بائعي الغاز إلى وضع أغانٍ حزينة حينما يتجولون لبيع بضائعهم ويقول "إنها مجرد قارورة غاز".

يتذكر كمال، البالغ 55 عاماً والمقيم في منطقة بغداد الجديدة في شرق المدينة، بدوره الأيام التي كانت تعج فيها بغداد بباعة الغاز الجوالين المغنين.

ويقول "أخبرتهم حينها بأن أصواتهم جميلة وشجعت العديد منهم للمشاركة في سباقات الإذاعة (لكن) بينهم من لم يتجرأ على ذلك، فقد كانت ملابسه رثّة."