الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

المحميات البرية والبحرية.. توثيق حي لرؤية الإمارات الحضارية ووجهة الباحثين عن الطبيعة الخلابة

يمكن وصف المحميات الطبيعية بأنها إخلاص الجغرافيا للتاريخ وتوثيق الماضي في صورة الحاضر وبنك حي للسلالات القديمة من الحيوانات والطيور والنباتات، وتوثيق حي لرؤية الإمارات الحضارية التي تتطلع إلى مستقبلها من دون أن تنسى ماضيها.. وقبل أن تصبح حماية البيئة صرعة عالمية كانت عند الإماراتي تاريخاً مستمراً وحياً في تلك المحميات الطبيعية التي تمثل موئلاً للعديد من الكائنات الحية الفريدة نادرة الوجود، فضلاً عن كونها وجهة سياحية مفضلة للباحثين عن الطبيعة الخلابة في الدولة.

وتشكل المحميات الطبيعية في الإمارات عامة وأبوظبي بصفة خاصة موئلًا للعديد من الكائنات الحية الفريدة بالبيئة المحلية والتي يعد البعض منها نادر الوجود، فضلاً عن كونها وجهة للباحثين عن الطبيعة الخلابة بالإمارات.



وتهتم الجهات المعنية بالبيئة في الدولة عامة وأبوظبي بصورة خاصة بتلك المحميات وتخصص لها جهوداً كبيرة للحفاظ على استدامتها، كما طورت العديد منها وفتحت أبوابها لاستقبال الزوار والسائحين على مدار العام أو في مواسم محددة للاستمتاع بطبيعتها، ومنها متنزه القرم الوطني ومحمية الوثبة ومحمية قصر السراب التي تتيح للزوار خوض تجربة العيش في الطبيعة.

وتضم العاصمة أبوظبي نحو 19 محمية برية وبحرية ضمن «شبكة زايد للمحميات الطبيعية»، فيما تمتاز كل منها بخصائصها الفريدة.





حماية التاريخ الطبيعي

ومن أبرز المحميات البحرية، متنزه السعديات البحري الوطني الذي يتواجد بالمنطقة البحرية المتاخمة لجزيرة السعديات، ويعتبر موطناً يتميز بوفرة الحياة البحرية مثل سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض.

أما محمية الياسات، فهي عبارة عن مجموعة من الجزر المحمية ومحاطة بالشعاب المرجانية التي تعتبر موطناً مهماً للعديد من الكائنات البحرية، كما تتميز بأهميتها البيئية فضلاً عن أهميتها التاريخية والثقافية.

فيما يستقبل متنزه القرم الوطني آلاف الزوار طوال العالم، حيث يشكل موطناً للملايين من أشجار القرم التي تدعم العديد من الأنظمة البيئية، بينما تتميز محمية مروح للمحيط الحيوي، بكونها غنية بتنوعها البيولوجي الذي تدعمه بيئات بحرية وساحلية، كما يشكل موطناً لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم.

أقدم لؤلؤة

عثر علماء الآثار في محمية «مروح» قبل عامين على أقدم لؤلؤة في العالم في الموقع الأثري في جزيرة مروّح، وأعقب ذلك عدة اكتشافات تاريخية، تعود إلى العصر الحجري، مما يشير إلى أن تلك الحقبة شهدت حياة على الجزيرة.

وتقع محمية بو السياييف غرب قناة المصفح وتعتبر منطقة مهمة للطيور المهاجرة والمقيمة وتضم مجموعة من الموائل المناسبة لطيور النحام الكبير (الفلامنجو) وغيره من الطيور المهاجرة، وقد انضمت المحمية للشبكة العالمية لمواقع الأراضي الرطبة في عام 2016 ضمن الاتفاقية الدولية المعروفة باتفاقية رامسار.

في حين تضم محمية «رأس غناضة» البحرية تجمعات الشعاب المرجانية، والتي تشكل قيمةً اقتصاديةً مهمة مباشرة وغير مباشرة، حيث تساعد في حماية المنطقة الساحلية من الأعاصير وتعتبر عنصراً مهماً للجذب السياحي.

كما تضم المحميات البرية، محمية البدعة الطبيعية التي تتميز بالطبقات والكثبان الرملية، كما تحتوي على غطاء من الشجيرات، بينما تمتاز محمية «الدلفاوية» بالطبقات والكثبان الرملية، كما تحتوي على أعشاب معمرة ونجيليات.

أما محمية «الرملة» البرية فتعتبر واحدة من أكبر المحميات الطبيعية، إذ تمتد على مساحة إجمالية قدرها 544 كيلومتراً مربعاً في منطقة الظفرة، بينما محمية «قصر السراب»، فتعتبر من أهم المحميات للسياحة البيئية، كما أنها أحد أهم المحميات التي يتجول فيها المها العربي بحُرية في منطقة الربع الخالي، وتضم لفندق ومنتجع أنانتارا قصر السراب.

ومن المحميات الأخرى المميزة، محمية المها العربي التي تقع في منطقة رزين وتبلغ مساحتها الإجمالية 5975 كيلومتراً مربعاً وهي موطن لأكبر عدد من المها العربي في العالم، بينما تحتوي محمية «الغضا» الطبيعية على توزيع محدود لشجيرات الغضا، وهي تعتبر آخر موقع لتلك الشجيرات، ويمثل توزيعها الحد الشرقي في شبه الجزيرة العربية.



الفلامنجو والحبارى

تعتبر محمية الوثبة للأراضي الرطبة أول محمية تم انشاؤها في أبوظبي، كما أنها أول موقع ينضم للقائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في منطقة الخليج العربي، فيما تعتبر موطناً أساسياً لأكثر من 4000 طائر من طيور النحام الكبير (الفلامنجو)، التي تقضي بها من الخريف إلى الربيع.

ويشكل محمية متنزه جبل حفيت الوطني المتواجد في العين، المحمية الجبلية الوحيدة في أبوظبي، كما يعتبر موطناً لأنواع نادرة مثل الطهر العربي والنخيل القزم، فيما تمثل محمية يو الدبسا، الوجهة المُثلى للنباتات المحلية في منطقة الظفرة.



وتستضيف محمية الحبارى أكبر برامج لإعادة توطين الحبارى في المنطقة، كما تعد المحمية الوحيدة التي شوهد فيها قط الرمال بعد غياب طويل، فيما تقع محمية «بدع هزاع» في منطقة الظفرة، وتغطي الغابات أكثر من 75% من مساحتها.

وتعتبر محمية «برقا الصقور» من أهم مواقع تكاثر الحبارى، وتقع في منطقة الظفرة، كما يكسوها غطاء نباتي مميز، بينما محمية الطوي، فتعد واحدة من المناطق الهامة لتكاثر الحبارى بمساحة إجمالية قدرها 46 كيلومتراً مربعاً.

ومن المناطق الطبيعية الأخرى التي تصطحب الزوار في رحلة بين ضفاف الطبيعة «جزيرة الجبيل»، والتي تشكل واحة بهيّة وخلابة على أطراف أبوظبي، تحتضن مختلف أنواع الحيوانات والطيور وتضم ممشى القرم المتعرّج الذي يمكّن السكان والزوار من استكشاف الطبيعة الخلابة.