السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

نيم.. مأساة شمبانزي فشل في أن يصبح إنساناً فتناول المخدرات ومات بالسكتة القلبيةّ

نيم.. مأساة شمبانزي فشل في أن يصبح إنساناً فتناول المخدرات ومات بالسكتة القلبيةّ

صداقة بين نيم الشمبانزي والمساعدة

عاش الشمبانزي نيم دراما قاسية تماثل أبطال المآسي الإغريقية بعد أن خضع لتجربة تحويله إلى بشر، وأصبح نجماً يحظى بمعاملة 5 نجوم ويستضاف في التلفزيون.

ولكن الشمبانزي الصغير بدلاً من تعلم اللغة تعلم تناول المخدرات والتسكع والسلوكيات العدوانية لتفشل التجربة وتتوارى أضواء النجومية والشهرة ويموت حزيناً بالسكتة القلبية.



بدأت التجربة لاختبار مقولة فيلسوف مشهور إن البشر فقط هم من يستخدمون اللغة للتواصل مع بعضهم البعض، وهنا قرر عالم النفس هربرت س. تيراس وضع نظريته على المحك.

واختار البروفيسور تيراس شمبانزي وليداً عمره أسبوعان، وأطلق عليه اسم نيم شيمبسكي على اسم الفيلسوف نعوم تشومسكي، وأطلقه للعيش جنباً إلى جنب مع عائلة وأطفال مساعدته في البحث ستيفاني لافارج.

وطُلب تيراس من لافارج أن تربّي نيم مثل الابن وهو ما فعلته، حتى إنها أرضعته الحليب بالزجاجة، ودربته على السلوكيات البشرية، وفي النهاية تركته يدخن الحشيش ويقود الدراجة.





ولم يخيب نيم أملها في البداية، إذ تعلم لغة الإشارة وازدهر، وعرف ما يصل إلى 125 علامة، ما جعله من المشاهير، حيث ظهر على غلاف المجلات واستضافته البرامج التلفزيونية مثل الكلبة لايكا وحيوانات الفضاء التي اشتهرت في نفس العصر.

وبدا مشروع الشمبانزي نيم وكأنه تجربة تاريخية ذات آثار رائدة على نظرية تشومسكي حول التواصل بين الأنواع المختلفة.





ولكن على عكس النهج العلمي الصارم لتيراس، كان لدى لافارج وأصدقائها منهج أكثر فوضوية وتسامحاً ومتعة وحباً.

وكانت لافارج تتسامح مع سلوكيات نيم العدوانية مثل العض والخدش، وتعامله كطفل صغير، وكأنه «ابنها الذي لم تلده»!





ولكن سلوكيات نيم غير المتقبلة زادت وخاصة أن الشمبانزي من نوعه أقوى من البشر بخمس مرات.

وعندما أصبح كبيراً جداً بحيث لا يمكن الاعتناء به في بيئة منزلية، قرر العلماء إنهاء التجربة بسرعة، خاصة بعد أن هاجم وهو في الرابعة من عمره فقط عامل الصيانة.



وأدرك تيراس أن مشروعه فشل، لأن نيم فشل في تعلم اللغة بالمعنى البشري، وكان بعيداً جداً عنها مكتفياً بلغة الإشارة.

وبعد ذلك تم إرسال الشمبانزي إلى منشأة علمية قاسية، حيث تم وضعه في قفص سلكي صغير، وبعد احتجاجات جمعيات الرفق بالحيوان، تم نقله من منزل إلى منزل، وبدأ يفتقد الحب الذي كان يجده من الطلاب الذين قاموا بتربيته.

وأظهر الفيلم الوثائقي Project Nim للمخرج جيمس مارش الحائز على جائزة الأوسكار أن البروفيسور تيراس كان يهتم بطلابه الصغار أكثر من القرد، ولم يعد يهتم بزيارة نيم رغم أنه يعلم أن هذا يسعده.



وهذا من شأنه أن يفسر أيضاً القرار الغريب للعلماء بعدم استشارة أي من خبراء الشمبانزي قبل إجراء الاختبارات.

إذ تم تدريس لغة الإشارة بدقة من قبل المعلمين الذين عملوا مع الأطفال. ولم يكن لدى لافارج أي خبرة مع الحيوانات على الإطلاق.

وتذكر أحد الطلاب الذين عملوا مع نيم في وقت لاحق صدمته عندما طلب الشمبانزي تدخين «الحشيش».





وأشار بوب إنجرسول إلى أن الشمبانزي أصبح صديقاً حقيقياً للبشر الذين رعوه، وكان يتسكع معهم.

ولكن على الرغم من التعامل الأفضل في المنزل، ظل نيم عدوانياً وغير قادر على التفاعل مع زملائه من الشمبانزي، مفضلاً رفقة البشر. حتى إنه قتل كلباً ذات مرة.





ومع ذلك، عندما زاره المدربون السابقون في المزرعة التي يقيم بها، بدأ نيم في إظهار لمحات من الإشارات والتواصل منذ طفولته.

وفي النهاية، توفي نيم عن عمر يناهز 26 عاماً بسبب نوبة قلبية في عام 2000، أي أقل بضع سنوات من متوسط العمر المتوقع.

وأكد إنجرسول أن «نيم» لا يحتاج إلى صحبة البشر، ولكن إلى حياة الشمبانزي، وأحد الدروس التي يجب أن نتعلمها من حياته أن حبس الشمبانزي في القفص تعذيب يؤثر بشدة على صحته العقلية.