الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

فنانون: تسويق الدراما الإماراتية يبدأ باعتماد أفكار الشباب

ناهد حمود ـ دبي

دعا فنانون إماراتيون، المحطات الفضائية والمنصات المحلية، إلى إعطاء الشباب فرصة تنفيذ أفكارهم التسويقية التي يرون انها تناسب العصر، مشيرين إلى ان لدى البعض منهم لديه أفكار مغايرة لما تم تقديمه في السنوات الماضية، مطالبين المنتجين الكبار بأخذ استراحة لترك الفرصة للأجيال الشابة.

وأكدوا لـ"الرؤية" أن هناك عدداً من العناصر تتحكم في جودة العمل الفني، وهي عناصر مرتبطة ببعضها البعض لا يمكن فصل أي عنصر منها عن الآخر، وهي النص، الإخراج والتمثيل.

ولفتوا إلى أن رضا المحطة الفضائية عن المنتج أول خطوات التسويق الناجحة، بالإضافة إلى استقطاب ممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي، مع العمل على استخدام اللهجة البيضاء التي يفهمها كافة الجمهور، داعين إلى إيلاء عملية التسويق أهمية كبرى حتى نرى أعمالاً إماراتية على منصات عالمية كنتفليكس التي تعرض حالياً مسلسل المنصة وعرضت سابقاً مسلسل قلب العدالة.




3 عناصر

حدد رئيس مسرح دبي الوطني المخرج ياسر القرقاوي، 3 عناصر تسويقية مهمة تعتمد عليها المسلسلات التلفزيونية وهي: القصة، والإخراج، والتمثيل، مشيراً إلى انه إذا تسلل الضعف إلى أحد هذه العناصر يضعف الإنتاج، ويبتعد الجمهور عن المشاهدة، إذ إن القصة وترابطها وانسياب الأحداث المنطقية وموضوع الطرح، فيها هي ما يحدد عناصر التشويق في الحلقات لا سيما الحلقة الأخيرة، أو سيترك الجمهور المتابعة فوراً.

وأضاف القرقاوي أن العنصر الثاني للنجاح هو الإخراج والعمليات الفنية، مؤكداً أن العمليات الفنية يمكن ان تهدم أفضل نص درامي لكاتب متمرس، إن لم تكن مدروسة ومقدمة للجمهور بما يتناسب مع أسلوب المخرج.

وأشار إلى أن المسلسل الكوميدي يختلف عن الدرامي ويختلف الدرامي عن التراجيدي. ولكل أسلوب خاص به والخلط بينها هو الإبداع بعينه، مبيناً أن طاقم الإخراج هو أهم ثاني عنصر تسويقي لأنه يعكس حرفية المسلسل والقائمين عليه من الحلقة الأولى.

وفيما يخص وجود القامات الدرامية الكبيرة في الأعمال المعروضة، وكونها أداة تسويقية للعمل، أوضح القرقاوي أن وجودهم عامل مهم للغاية في التسويق، لأن الفنانين المخضرمين لا يشاركون أصلا في مسلسلات ذات نصوص ضعيفة بل يبتعدون عنها. ولذلك تأتي ثقة المشاهد في المسلسل بثقته في الفنان المشارك، فمن الطبيعي أن يأخذ المخضرمون حصة الأسد في أي مسلسل، ويلعبون دوراً مهماً في تسويق العمل.



اللهجة البيضاء

يرى الفنان والمخرج الإماراتي عبدالله صالح، أن المنتجين لديهم معرفة تامة بكيفية تسويق العمل وضمان بيعه على الفضائيات والمنصات، مشيراً إلى أن أول عنصر في عناصر تسويق العمل يكمن في رضا المحطة الفضائية عن المنتج، وثانياً استقطاب ممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي من الكويت والمملكة العربية السعودية، فيما يتمثل العنصر الثالث في توحيد المنتج اللهجة وهو ما يصطلح عليه باللهجة البيضاء التي يفهمها الجمهور.



أفكار جديدة

اعتبر الفنان والمخرج الإماراتي طلال محمود، أن أهم أركان صناعة الدراما، وأفضل ضمان لتسويق أي منتج فني بسرعة هو أن يأخذ المنتجون الكبار استراحة طويلة، لترك الساحة للمنتج الشاب، والعقليات الجديدة كي يتسنى لهم طرح أفكار مغايرة لما تم تقديمه في السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه لم يجد إلى اليوم عملاً درامياً ترك بصمة كبيرة في ذاكرة المشاهد الخليجي.

وتابع بأنه يجب على المنتجين في الدولة، أن يستيقظوا من حلم عرض أعمالهم الدرامية على الشاشات العربية والخليجية، لأن ذلك بحسب وجهة نظره لن يحدث.

وأكد أن المنتج الإماراتي لم يحصل على هذه الفرصة لأن الدراما المحلية في الأساس لم تُرضِ المشاهد المحلي، متسائلاً كيف ستخرج إلى الخارج وتخوض مضمار المنافسة مع دراما تمتلك كل المواصفات، الأكثر نضوجاً وتمثيلاً وفكراً؟!

ويدلل محمود على ذلك بلجوء المشاهد المحلي إلى الأعمال الدرامية العربية والغربية في المنصات وغيرها، والتي نجحت وتمكنت من تكوين قاعدة جماهيرية لها، مشيراً إلى أن المنصات مناسبة جداً لهم في الخارج لأن الثقة تحتاج وقتاً وبرهاناً، منوهاً بأنه عندما يتم ترويج الأعمال المحلية بشكل لائق لدى العالم سوف تعزز الثقة بهم.

ودعا المنصات والقنوات المحلية إلى أن تأخذ أفكار ومقترحات الشباب، كما يقدمها صاحب الفكرة ومنحه الفرصة لصناعة عمل برؤيته بدءاً من القصة واختيار الممثلين، مبيناً أن كل هذه الأركان مهمة صاحب الفكرة وليست مهمة العاملين في القنوات المحلية، مشيراً إلى أن البعض منهم يعتقد أنها وظيفته وليست وظيفة صانع المحتوى.

واعترف المخرج الإماراتي بأن هناك مسؤولين يقفون مع الأفكار الجديدة ولديهم رغبة في التجديد، لكن في المقابل هناك أعمال بها وهن فني يجعل صناع المحتوى، يتراجعون إلى الوراء بدلاً من التقدم.