الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

«احكم عليّ».. مبادرة شبابية للتوعية بأهمية زيارة الطبيب النفسي

تجربة مؤلمة عاشتها المصورة الفوتوغرافية المصرية ميشيلين أبوحلقة عندها قررت زيارة الطبيب النفسي الذي أخبرها بأنها مُصابة باضطراب الشخصية الحدية، لم تكن تعرف ميشيلين أنها قد تكون مُصابة بخطب نفسي ما، كانت زيارة الطبيب لمجرد الفضفضة والتي في الأساس كانت محل رفض من محيطين من معارفها وأهلها وأصدقائها، وبعض ممن يعتبرون أن المرض النفسي «دلع» يتتطلب فقط عدم التركيز مع الألم النفسي أو مثلاً يمكن حله بالتقرب من الله، والبعض الآخر «يُتفه» من الأمراض النفسية في الأساس، لذا وعندما شعرت ميشيلين بتحسن في صحتها النفسية قررت إطلاق مبادرة للتوعية بأهمية زيارة الطبيب النفسي للمساعدة على تخطي حالات الإحباط أو المواقف المؤلمة أو تغير المزاج والاضطرابات النفسية المُختلفة، وبمساعدة أصدقائها المُهتمين بالتصوير أطلقت حملتها الأولى بمساعدة عدد من النجوم الشباب مثل فرح الزاهد وملك زاهر وغيرهم على أن تتبعها بحملة أخرى يُشارك فيها نجوم من أجيال أخرى.





وتقول ميشيلين للرؤية «الحملة في الأساس هدفها تسليط الضوء والتوعية ببعض الأمراض النفسية التي قد يتجاهلها كثيرون بل ويتفهون منها مثل إيذاء النفس أو الاضطرابات النفسية المُختلفة، خصوصاً أن الأهل قد يعتقدون أن الابن أو الابنة ليسوا في حاجة لعلاج نفسي، وهو ما واجهته عندما زرت طبيبتي النفسية، لذا قررت أن أساعد من يعانون من اضطرابات نفسية ويعانون من عدم فهم من حولهم، فالطبيب النفسي يساعدنا على فهم أنفسنا، والمبادرة رسالة لتعريف الناس بمعنى الاضطرابات النفسية».





وتُضيف «الحملة هدفها تسليط الضوء على بعض الأمراض النفسية والتوعية بها ونقوم بالكتابة عنها بمساعدة فريق نفسي، أما إن تطلب الأمر علاجاً فننصح بالتوجه لطبيب نفسي مُتخصص فلسنا جهة علاج بل نسلط الضوء على تلك الأمراض كي لا تتفاقم حالة المريض وتكون نهايته الانتحار».



شارك في الحملة عدد من الفنانين الشباب منهم ملك زاهر، فرح الزاهد، حسن مالك وزينة باسم ونور الزاهد ويوسف عثمان وشريف نورالدين ورؤى شانوحة، وقالت ميشيلين إن اختيار هؤلاء الشباب جاء لتفاعلهم مع السوشيال ميديا وقضايا الشباب في مثل عمرهم، وأردفت «كلهم كانوا متعاونين ومهتمين بإيصال فكرة المبادرة وكانوا يقطعون جزءاً من وقتهم وسط ضغط العمل خصوصاً أن التصوير تم خلال شهر رمضان بينما كان بعضهم مرتبطاً بأعمال درامية لكنهم لم يعتذروا عن المشاركة لكنهم تعاونوا معنا بكل حب».



الأمر يتطلب في بعض الأحيان التقاط ما يقرب من 240 صورة في الجلسة الواحدة للحصول على المود النهائي للحالة النفسية التي يُريد الفريق التعبير عنها، ويتأتى ذلك بعد شرح الحالة للممثل وتركه للدخول في «مود» الحالة، ومن ثم يتم التقاط كل هذا الكم من الصور للحصول في النهاية على صورة واحدة تكون أقرب للحالة النفسية المُراد التوعية بشأنها، ويتم اختيار تلك الصورة من جانب طبيب نفسي مُتعاون مع المُبادرة.



وتختم ميشيلين «نعمل حالياً على تجهيز جلسة تصوير أخرى بمشاركة جيل أكبر من النجوم فالإصابة بالمرض النفسي ليست مقتصرة على الشباب فقط، وهدفنا توعية الجميع بأهمية العلاج النفسي».

بحسب استشاري الصحة النفسية الدكتور وليد هندي فإن المادة وبعض الأحداث المعاصرة كجائحة كورونا جعلت الإنسان يعيش بعض الأمراض النفسية المُستحدثة التي لم تكن مُنتشرة من قبل كالقلق والوساوس القهرية والقلق من الموت وغيرها، ولا سيما مع ارتفاع نسبة التعاطي والإدمان وتغيير شكل الجريمة وزيادة نسب الطلاق، وهو ما دعا منظمة الصحة العالمية لأن تُعلن أن 92% من مرضى العيادات الطبية لا يعانون خطباً سوى مرض نفسي، لذا يجب عليهم تغير بوصلتهم للطبيب النفسي.





ويتابع «من خلال دراساتنا العلمية وجدنا أن العرب لديهم أمراض نفسية بسبب الحياة الاجتماعية وتظهر في صورة أمراض عضوية كمرض السكري والضغط وتساقط الشعر والقلب والضعف الجنسي واضطرابات المريء وأمراض القولون وآلام المعدة».



ويستطرد استشاري الصحة النفسية "نجحت المُبادرات التي تدعو الشباب لزيارة الطبيب النفسي لزيادة الوعي لديهم بأهمية الأمر خصوصاً إذا تفاقمت الأزمات النفسية وتحولت لحالة مرضية، كما ساهمت في تصحيح الصورة المغلوطة لديهم عن صورة المريض النفسي والتي جسدتها السينما بأشكال توصم المرض النفسي، فأصبحت الحاجة للطب النفسي لا تقل أهمية عن الطب العضوي.



ويُضيف «أدت المبادرات الشبابية عبر السوشيال ميديا لإنماء فكرة الطب النفسي وتحث عليه ولا توصمه، فتغير المفهوم السائد عن صورته السلبية، وبالفعل أصبحنا في عياداتنا نلاحظ تغير توجهات الناس ناحية الطب النفسي».