الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

فنانة أيسلندية تصمم أقنعة تواجه الوباء بالأناقة والابتسامة

فنانة أيسلندية تصمم أقنعة تواجه الوباء بالأناقة والابتسامة

أناقة في تصميم الأقنعة

أبدعت الفنانة الأيسلندية يوراري مجموعة من الأقنعة الطبية الخاصة بكوفيد-19، مصممة مجموعة فنية تجسد الطبيعة السريالية والعبثية للوباء والحياة، لتنشر في مواجهة كآبة الوباء البسمة على وجوه البشر.

وما بين الشفاه الخضراء وأنياب مصاصي الدماء، واللسان الضخم المتدلي المغطى بعشرات الألسنة الصغيرة، والأسنان الغريبة.. حولت يوراري دراما الوباء إلى كوميديا وطرافة وأناقة في مجموعة جديدة وكأنها تتحدى بالفن والنسيج الفيروس.



وذكر موقع جريب فاين أن الفنانة الأيسلندية تحيك بهدوئها سترات صوفية ومنسوجات تجمع بين السريالية والهدوء، لتثبت أن الأقنعة التي تصممها أداة فعالة لنشر الإيجابية، وقواعد الصحة العامة بحزم من دون إغفال للجانب الفني والأناقة وروح الدعابة والمرح والتفاؤل.

ومنذ نشر صور أقنعتها الطبية الجديدة ارتفع عدد متابعي يوراري إلى أكثر من 60 ألف شخص على إنستغرام، وجلبت لها تصميماتها المرحة معجبين من أنحاء العالم، كما ظهرت في مجلات الموضة في فرنسا وبريطانيا والمكسيك وبوليفيا وغيرها من الدول.

تقول يوراري «لقد تغيرت الحياة اليومية للجميع بشكل كبير في الوقت نفسه، لذلك أعتقد أنه يمكننا جميعاً الارتباط بالمشروع الفني بطريقة ما. الفن لغة يفهمها الجميع، والقوة البصرية لتصميماتي تعبر الحدود بشكل لم يسبق له مثيل».

الطريف أن الفنانة الأيسلندية لم تكن تتخيل أن تنتشر تصميماتها بتلك الطريقة، ولجأت إلى إبداعها بالمصادفة، لكي تشغل وقتها وتتخلص من الإحباط بعد تأجيل أحد مهرجانات التصميم في ريكيافيك.

وبدلاً من أن تندب حظها، حوّلت جهدها ووقتها لتصميم أقنعة طبية واقية غير تقليدية.





تقول يوراري: «هذه هي طريقتي في التأقلم، أدرك أن الكثيرين في جميع أنحاء العالم يتأثرون بشدة بالفيروس، لكن الحياكة تساعدني على البقاء عاقلة، انشغل بها عن كل الأشياء الغبية في العالم».

وتستغرق حياكة وتصميم كل قناع ساعات من العمل الشاق، لكن معظم العناصر والأقنعة منسوجة يدوياً، وكأنها نوع من النحت تشكله بيديها وأناملها.





وتفسر فلسفتها في العمل «أنا خجولة بعض الشيء لا أحب أن أكون على خشبة المسرح لذا أقول النكات وأعبر عن روحي المرحة من خلال حياكتي».

ورغم أن البعض علقوا على الأقنعة بأنها غير مناسبة لأنها لا تغطي الأنف وليست مصنوعة من مواد طبية مناسبة، إلا أن الفنانة الأيسلندية ترد بأن الأقنعة التي تصممها تجميلية تزيينية أكثر منها عملية، والغرض الأساسي منها هو جلب بعض الفرح إلى نفوسنا ورسم ابتسامة على وجوه البشر المكتئبين بسبب الوباء وتداعياته.



والحقيقة أن أقنعة الفنانة الأيسلندية تعمل أكثر من مجرد رسم الابتسامة على الوجوه، لأنها تستثمر في الترويج لنصائح الصحة العامة، وبعد رؤية أحد إبداعاتها المحبوكة الغريبة، لا يبدو ارتداء قناع جراحي أزرق عادي فجأة أمراً غريباً.

وبالفعل استعانت بها مبادرة بريطانية صحية لمكافحة الوباء لكي تشجع الناس على ارتداء الأقنعة.

وتخطط يوراري في الوقت الحالي لإقامة معرض افتراضي في الاستوديو الخاص بها، مع استمرارها في نشر الابتسامات عبر أقنعتها المضحكة وتصميماتها ومنسوجاتها.