الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مي حمادة تنقذ السلاحف وتوعي بحقوق الحيوانات

نشأت الشابة المصرية مي حمادة في جو أسري مفعم بحب الحيوانات الأليفة ويحتضنها، فكانت بداية تعرف الشابة على هذا العالم، فاقتنت الكلاب والقطط والعصافير وتحملت مسؤوليتها في سنوات طفولتها الأولى، وفي مرحلة الشباب احتلت جميع الحيوانات جزءاً كبيراً من شغفها فأعطتها الحب والاهتمام، وكانت دائماً ما تشعر بالشفقة تجاه الحيوانات البرية كالثعالب وغيرها، وتجد أنه من واجبها تجاه تلك الحيوانات تتبع سلوكيات الإنسان الخاطئة تجاهها ومن ثم إعادتها لبيئتها الطبيعية مرة أخرى، وهو ما حدث على أرض الواقع بتأسيسها جمعية رعاية السلاحف والحيوانات البرية بمحافظة الإسكندرية الساحلية.

الاهتمام بالسلاحف احتل جانباً خاصاً في قلب مي، لأكثر من سبب تعتبره وجيهاً؛ فالسلاحف مهددة بالانقراض وهناك عدد من المعتقدات الخاطئة الخاصة بأن لتناولها فوائد صحية وهو ما يؤثر على كميتها ويؤدي لانقراضها، إضافة لأنها كائنات ضعيفة تعتبر مي نفسها حامية لها، لذا فهي تعتز كثيراً باللقب الذي أُطلق عليها، «منقذة السلاحف».

وتقول مي لـ«الرؤية»: «في 2008 قررت الخروج من حيز المنزل حيث أرعى حيواناتي الأليفة إلى الشارع لمساعدة الكلاب والقطط وكذلك حدائق الحيوانات، كنت أُقدم لها الرعاية الطبية والطعام وغيرها، ثم قررت بعد عدة سنوات تأسيس فريق خاص لرعاية السلاحف والحيوانات البرية، لأن في تلك الفترة انتشر الصيد المجرم للسلاحف بشكل كبير في الإسكندرية انطلاقاً من معتقدات خاطئة بفوائدها الصحية، ونقوم بإنقاذ السلاحف وعلاجها حال احتاجت لذلك ثم نطلقها مرة أخرى لبيئتها الطبيعية وهي البحر».

بخلاف السلاحف تقوم مي وفريقها بمساعدة الحيوانات البرية كالنسانيس والقرود والثعالب والتي يتم الاتجار بها بشكل غير قانوني، وعند إنقاذها تأتي مهمة إعادتها مرة أخرى لبيئتها الطبيعية، هذا بالنسبة للحيوانات البرية التي تعيش بمصر، لكن المشكلة التي تواجهها هي وجود بعض الحيوانات التي لا تمثل مصر بيئة لها، وترفض مي إيداعها في حدائق الحيوانات بسبب بعض المعاملات السلبية داخلها.

وعن ذلك تقول «أتمنى أن تكون حدائق الحيوانات بمساحات تُناسب البيئة الطبيعية للحيوان وألا يكون هناك تعامل مع الجمهور بسبب بعض الممارسات السلبية، بالنسبة للحيوانات التي لا تنتمي للبيئة الطبيعية في مصر كالقرود، أرى أن بيعها أو عرضها للتبني أفضل من إيداعها حدائق الحيوان، وهي فلسفة خاصة بي لا تتعلق بجاهزية حدائق الحيوان لاستقبال الحيوانات فقط، ولكن أيضاً هي خاصة بغياب الوعي الجماهيري الخاص بفنون التعامل مع تلك الحيوانات».

انطلاقاً من إيمانها بأن زيادة الوعي تجاه التعامل مع الحيوانات هو السبيل لتغيير سلوكيات البشر تجاهها تقوم مي بتنظيم ورشات تثقيفية للأطفال والشباب لتوعيتهم بأهمية التعامل الإنساني مع الحيوانات.

وتلفت مي: «أعتقد أن بعض الكبار الذين تخطوا مرحلة الشباب لن يمكننا تغيير أفكارهم التي نشأوا عليها فيما يخص التعامل مع الحيوانات بعنف أو اقتنائها بشكل غير قانوني وحرمانها من بيئتها الطبيعية، لذا أعمل على تثقيف الأطفال والشباب داخل ورش خاصة أنظمها مجاناً، لينشأ جيل يعرف جيداً حقوق الحيوان وأنه شريك لنا كبشر في الأرض والطبيعة».

وترى مي في نفس الوقت أن «سوشيال ميديا» ساهمت بشكل كبير في نشر الوعي تجاه إنقاذ الحيوانات ورعايتها بشكل لائق، إضافة للتدخل الشُرطي تجاه التصرفات السلبية تجاه الحيوانات والتي تُساهم وسائل التواصل الاجتماعي في رصدها بشكل كبير.

وتقول مي «فيما يخص إنقاذ بعض الحيوانات كالسلاحف أو الحيوانات البرية كالقرود والنسانيس لا يتعجب الناس كثيراً من إنقاذها قد يكون ذلك لأنها ليست منتشرة بشكل كبير كالقطط والكلاب المُنتشرة في الشوارع فيعتقد البعض أنها ليست أحق بالرعاية لأن عددها أكبر وليست مهددة بالانقراض كما في السلاحف مثلاً، لكن في المقابل هناك أصوات كثيرة وجمعيات أكثر تنادي بأهمية رعاية جميع الحيوانات والحفاظ عليها ومراعاة حقوقها وهو الوعي الذي صنعته وسائل التواصل الاجتماعي».

تتمنى مي أن ينتهي واجبها تجاه إنقاذ الحيوانات البرية والسلاحف بعد أن يتوقف الاتجار بها أو تعذيبها وأن ينتشر الوعي تجاه الحيوانات وتُطبق القوانين التي تُجرم صيدها والاتجار أو حتى الإمساك بها.