الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

سوزان ونوار.. أم وابنتها تعززان قدرات الأطفال بمنصة تقرأ أفكارهم

«دونوا تصحوا» هذه خلاصة تجربة سوزان جرار الفلسطينية - 43 عاماً- التي أطلقت مع ابنتها الصغيرة نوار- 8 أعوام - مدونة تحرض الصغار على الكتابة لفهم أنفسهم وأحلامهم من خلال المدونات التي تساعدهم على تجاوز تحديات الحياة.

المدونة جاءت تتويجاً لعدة جلسات هادئة تمت بين سوزان وابنتها خلال فترة الحجر الصحي بسبب تفشي فيروس كورونا، وبعد الجلسات والمناقشات تفهمت سوزان، المتخصصة في مجال الاتصال والتوعية، مشكلات الأطفال وأحلامهم فقررت أن تساعدهم لاكتشاف ذواتهم عبر مدونتها «ماذا لو».



على قدر أفكارهم

وتؤمن جرار بضرورة التعامل مع الأطفال بما يتناسب مع تفكيرهم، مشيرة إلى ضرورة التعرف عليهم من خلال رؤاهم هم للعالم، موضحة أن أفكار الأطفال يمكن تقسيمها إلى صنفين: الأول أطفال يبتعدون في طريقة حياتهم وتفكيرهم عن العقبات ويتجنبونها بكل الطرق.

والصنف الثاني، أطفال يرون في العقبات والتحديات فرصاً للتعلم. والصنفان يجسدان نموذجين في التفكير الأول، نموذج العقلية الثابتة، والثاني، العقلية النامية.

وتقول جرار لـ«الرؤية»، إنها خلصت إلى أن هناك طريقتين للتعامل بناء علي نموذجي العقليات الأولى لأصحاب العقلية الثابتة الذين يرون أن مواهب الأشخاص محددة مسبقاً عند الولادة وخالدة منذ الصغر. أما أصحاب العقلية النامية فيؤمن أصحابها بقدرتهم على تطوير الذات.

ودفعت تلك النظريات جرار إلى التفكير برفقة ابنتها نوار 8 أعوام، في إطلاق منصة «ماذا لو؟» والتي تحاكي عقول الأطفال وتناقش الأفكار التي ترافقهم في مرحلة الطفولة، ويبدأ العمل ببحث حول سبل تقديم الدعم النفسي والعاطفي والروحاني للأطفال بمساعدة ذويهم، من خلال الأدوات والأساليب العلمية المدروسة والاعتماد على نموذج عقلية النماء والتطور.





التدوين هو الحل

واقترحت الجرار عبر المنصة على الأطفال التدوين كأحد الأساليب التي تساعد الطفل على تنمية ذاته وتطوير قدراته وتعزيز التفكير الإيجابي، حيث أطلقت 3 مدونات منشورة، تحاكي التفكير الإيجابي وفق الذكاء العاطفي والتعامل مع المشاعر. و تحتوي المدونة على أكثر من 100 فكرة للتدوين، تم تحديدها وفق دراسة قدرات الاكتساب لدى الطفل.

ولا يغيب دور نوار التي تساعد والدتها في المدونة حيث ترسم الأفكار من وحي خيالها الطفولي، ومن المعرفة المكتسبة خلال الأجواء التشاركية في أعمال المدونة، التي تؤكد على أن كل شخص يستطيع أن يحول الأحلام إلى حقيقة، إذا استطاع التعبير عنها وتدوينها.