الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

5 حلول للحفاظ على "خصوصيتك" في وجه زملاء وأرباب العمل على سوشيال ميديا

قد تكون التعليقات على محتوى صفحات التواصل الاجتماعي، أمراً روتينياً يواجه الجميع في حياته اليومية سواء من الأقارب أو الأصدقاء أو حتى زملاء العمل، من دون مشكلات تذكر ولكن بعض التعليقات تسبب كثيراً من القلق والتعب وخاصة بين الموظفين الذين يعانون تعليقات زملاء لهم وأرباب عملهم على ما ينشرونه على صفحاتهم الخاصة، وتسبب هذه التعليقات لهم انزعاجاً، قد يؤثر لاحقاً على مسيرتهم الوظيفية وطريقة تعاملهم مع رؤسائهم وزملائهم. وقديماً قالوا في المثل الشعبي «لسانك حصانك إن صنته صانك» والآن تغير المثل قليلاً وصار «حسابك حصانك إن صنته صانك» فأنت المتحكم في المحتوى المنشور على صفحتك وأنت وحدك القادر على تجنب التعليقات المزعجة لك وللآخرين.

وقد كشفت مجموعة من الخبراء والموظفين، في استطلاع رصدته «الرؤية»، عن 5 حلول للحفاظ على الخط الفاصل بين الواقع، ومحتوى مواقع التواصل الاجتماعي، مع زملاء وأرباب العمل، أهمها: استغلال خيارات الخصوصية المتاحة، وتقنين المحتوى الذي ينشره الموظف عبر صفحاته بطريقة هادفة، وتجاهل التعليقات السيئة، أو التعبير عن الانزعاج بشكل انفرادي، أو اللجوء للحظر في حال عدم تأثير ذلك على علاقة العمل.

خيارات متاحة


وقالت أمل آل علي، خبير بروتوكول وإتيكيت اجتماعي: «علينا معرفة الفرق بين الاهتمام الحقيقي والفضول في تقديم التعليقات والإطراء على محتوى الزملاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فالخوض بتفاصيل التفاصيل مع زملاء العمل قد يسبب لهم الانزعاج أحياناً كثيرة، لذلك قبل تقديم أي تعليق على محتوى أحد الزملاء على صفحات التواصل الاجتماعي، يجب التفكير بالمقصد منه».


وحول كيفية التعامل مع الانتقادات والتعليقات في بيئة العمل، قالت إن خيارات صفحات التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالخصوصية اليوم باتت كثيرة، لذلك يمكن لكل موظف تقنين لائحة الأصدقاء الذين يرغب في متابعتهم له، كما أن كل موظف عليه التفكير بالمحتوى الذي يشاركه والسؤال «هل سيقدم فائدة لمن يراه؟ هل سيؤثر على مشاعر من يراه؟ هل سيضرني بشكل أو بآخر» ومع الوقت ستصبح خيارات ما ينشره على صفحاته أمراً مقنناً روتينياً.

التجاهل أو التعامل

وقالت مدربة التنمية البشرية وأخصائية البرمجة العصبية مودة الوزير: «إذا كان حساب الموظف عاماً، فعليه توقع أية تعليقات مزعجة من زملائه في بيئة العمل أو غيرهم، لذلك على كل منا إظهار نفسه بالطريقة التي لا تسبب له الإزعاج، وفي حال ورود تعليقات غير لائقة بإمكانه تجاهلها، أو التعامل معها بطرق توقفها ومنها الحظر أو إنشاء حساب خاص آخر، خاصة أن حظر المدير مثلاً قد يؤثر على تفاصيل العمل لاحقاً».

وأضافت: "يمكن للموظف طلب الحديث الجانبي مع المدير أو الزميل للتعبير على الانزعاج بشكل مباشر، إن كانت شخصيته تتقبل ذلك، ولكن عموماً أنصح بضرورة وضع الحدود من بداية التعامل المهني، على أرض الواقع من البداية، بعيداً عن مسألة مواقع التواصل، وذلك سيصب بمصلحة الموظف بالمحصلة النهائية".

قرار شخصي

ولفت المهندس حمد العيدروس، إلى أن مسألة الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي قرار شخصي يعود لكل موظف يستعمل حساباته سواء لمشاركة يومياته أو حتى صناعة المحتوى الهادف، مؤكداً أن صناعة المحتوى أصبحت أمراً مهماً، وفرصة لإبراز المواهب في مختلف المجالات، التي قد تمثل سيرة ذاتية للموظف، ولكن بطريقة عصرية أكثر حداثة، تمكنه من الوصول لفرص وظيفية أكبر أو حتى دخول مجالات مختلفة تماماً.

إتاحة الفرص

وقال إبراهيم آل علي: «أفضل تكوين العلاقات مع زملاء العمل عبر منصات التواصل كوني إنساناً اجتماعياً ومقدم برامج ومتحدثاً، خاصة أن العلاقات الاجتماعية تساهم بحد كبير في تكوين علاقات واكتساب معارف يساهمون في فتح فرص مستقبلية أخرى، ولكني أتجنب مشاركة تفاصيل حياتي الشخصية المتعلقة بالأسرة وبعض الأصدقاء على سوشيال ميديا».

وقالت الصيدلانية ريام أسامة: «بالرغم من أني أفضل الاحتفاظ بخصوصيتي على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنني أعتقد أن مشاركة مقتطفات من حياتي سيجعل المسؤولين في العمل على دراية بطبيعتي وشخصيتي ما سيؤدي لخلق علاقات صداقة معهم ومع الكثير من الناس فالعمل أصبح في الآونة الأخيرة مبنياً على العلاقات، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة للإعلانات وبناء قاعدة جيدة من العملاء الذين قد يفيدونني لاحقاً في مشروعي الخاص بإنشاء صيدلية».

وأشارت إلى أنه سبق لها أن تعرضت لموقف محرج مع مديرها بالعمل، بعد أن طلب منها تسليم ملف ما للعمل، وتأخرت في تسليمه، فسألها حينها: هل الأمور التي تشاركينها مع صديقاتك على «إنستغرام» أكثر أهمية من قيامك بدورك الوظيفي!.

محتوى مهني

ولفتت رزان محمد، الموظفة في جهة إعلامية إلى أنها اعتنت بجعل محتوى حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أكثر مهنية وأكثر ملاءمة لطبيعة عملها بالمجال الإعلامي، مشيرةً إلى أن ما ينشره الموظف على صفحاته قد يسبب له الضرر أحياناً.

وقالت: «بالرغم من أن حساباتي عامة ومفتوحة للجميع، إلا أنني شعرت أن متابعة زملاء العمل لي، أشبه بوجود عين أخرى تتابع حساباتي، علماً أني لم أتعرض لأي موقف، لكنني أصبحت أضع ذلك بعين الاعتبار أكثر من السابق».

الوضوح والشفافية

ولفتت بسمة نايف، خريجة جامعة عجمان إلى أن صفحات التواصل الاجتماعي تعتبر مساحة شخصية للتعبير عن الآراء والأفكار تجاه قضايا المجتمع عموماً، مشيرة إلى أن انتقادها لطرق تدريس أحد المساقات الجامعية على صفحتها على «فيسبوك» أدى لتعرضها للمساءلة من قبل أحد أعضاء هيئة التدريس.

وأكدت على ضرورة اتباع منهج الوضوح والشفافية فيما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي، لافتةً إلى أنها مرآة للتعريف بالأفراد أمام المتابعين، خاصةً أن العلاقات الرسمية بالعمل أو بيئة الدراسة تكاد تكون مجردة من المعرفة الشخصية بالنوايا وطريقة تفكير الطرف الآخر.