الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

كوساما.. فنانة يابانية ترسم لوحات باتساع الحياة من المصحة النفسية

رغم سنوات عمرها الـ92، ما زالت الفنانة اليابانية يايوي كوساما ترسم بنشاط وحيوية وتبهر عشاق الفن بالرسم والنحت بالخطوط والأفكار والألوان التي تتجدد معها على الدوام ولا تشبه أحداً.

هذه الفنانة المبدعة قررت طواعية أن تعيش في مصحة نفسية في طوكيو توفر لها الهدوء، وتبعدها عن صخب الحياة في الخارج، لكي تواصل إبداعها بحيوية العشرينيات وكأنها فتاة مراهقة شقية تلعب بالفن الذي يشكل حياتها وشغفها الأكبر.

وما بين ثمار القرع المنقطة بحجم أكبر من الحياة إلى الغرف اللانهائية الأبعاد العاكسة للضوء والظل، إلى التكوينات المنقطة بألوان مشرقة أبدعت كوساما وما زالت عدداً لا يحصى من القطع الفنية التي أسرت العالم لأول مرة قبل وقت طويل من ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشارت مجلة نيوزويك إلى أن العالم يحتفي بأعمال تلك الفنانة المبدعة بسلسلة من المتاحف والمعارض في بلاد كثيرة من بينها معرض بعنوان Want Your Tears To Flow أو أريد أن تتدفق دموعك تحتضنه عاصمة الضباب لندن!

ويضم المعرض، وهو الـ13 في بريطانيا، مجموعة من الأعمال القديمة والجديدة التي تسحر العين بالتأكيد.



أعمال تجمع بين الفكاهة والمرح والسيريالية والهدوء والهوس، تجمع بينها اللانهاية، وكأنها لا تريد أن تتوقف أبداً.

الطريف أن ثمرة القرع تمثل لتلك الفنانة المخضرمة شغفاً يتزايد مع الأيام يتجسد دوماً في أعمالها ويصاحبها منذ طفولتها.

تقول كوساما «لقد كانت ثمار القرع مصدر راحة كبيرة لي منذ طفولتي، تمثل لي بهجة الحياة أحس أنها مخلوقات متواضعة وممتعة لذلك سأحتفي بها دائماً في أعمالي الفنية».

ثمار القرع بالنسبة لكوساما هي الحياة بتجددها، وهي أيضاً أشبه بقماش اللوحة التي ترسم عليها، وهي تختار عادة الأشكال العملاقة لتزينها بنقاط سوداء وزرقاء في تشكيلات لامتناهية.



هذا العرض الأخير هو جزء من سلسلة معارض «My Eternal Soul» أو روحي الخالدة، يجسد عطاءها المستمر الذي لا ينقطع أبداً.

وبجانب ذلك، تحتفي حديقة نيويورك النباتية بالفنانة اليابانية عبر معرض «الطبيعة الكونية» الذي يشهد الكشف عن تمثال برونزي تكريماً لها.



وتعرض كوساما في ذلك المعرض أعمالاً من أبرزها غرفة في الهواء الطلق ذات مرآة لانهائية، بعنوان وهم داخل القلب، تدعو فيها الزوار

لوضع ملصقات نباتية على جدران وداخل الصوبة الزجاجية.

ويشاهد الزوار «حديقة النرجس» التي ظهرت لأول مرة في بينالي البندقية الـ33 في عام 1966. ويتكون العمل الفني من 1500 كرة فضية بلاستيكية كانت تمثل ضربة قوية للتسويق والتكرار في عالم الفن، تطفو في بركة اصطناعية بصحبة 500 كرة من الفولاذ الذي لا يصدأ.



ويشارك متحف جيفناكر النرويجي في احتفالية الفنانة اليابانية بمعرض يتتبع 7 عقود من إبداعاتها، من بينها غرفها الفريدة الغامرة والعاكسة للحواس.

ورغم أنها اشتهرت بدفعاتها من الألوان المشرقة، إلا أن الفنانة اليابانية تبتعد عن تلك الألوان في لوحاتها الحديثة المعروضة في متحف الفن بسنغافورة الذي يقتني 15 لوحة لها، إضافة إلى منحوتة فولاذية ضخمة.