الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

منار سعيد.. «مُتحدية الشيخوخة المُبكرة».. وزيرة السعادة التي تُحيي النفوس بـ«الكلمة»

رغم أن عمرها لا يتعدى الـ25 عاماً إلى أنه ومنذ طفولتها خاضت بقوة حرباً ضروساً ضد التنمر، فالطفلة منار سعيد وفي عامها الرابع لم تكن تعرف لماذا ينظر إليها الناس كل تلك النظرات المُختلفة والمتنوعة ما بين الشفقة والتعجب أو السخرية، لم تكن تجد سوى حضن أمها لترتمي فيها وتبكي ليس لشيء سوى فقط أنها ولدت مميزة وتخشى مواجهة العالم القاسي.

علامات تجاعيد وكرمشة واضحة أصابت الوجه لتُعطيها أكبر من سنها لكن بقيت الروح المرحة الصبية التي تُجبر كل من يتعامل مع منار من قرب على لمس مواطن الجمال فيها، فمنار المُلقبة بمتحدية الشيخوخة المُبكرة «lipoid protinoses» هي واحدة من 500 شخص فقط على مستوى العالم ولدوا بمرض وراثي نادر أحدث طفرة جينية لم تقف في طريق منار، بل كانت دافعاً لها لمواصلة طريقها العلمي لتتعلم 3 لغات هي الهندية والألمانية والإنجليزية، إضافة لتخرجها من كلية أصول الدين جامعة الأزهر، واستكمالها الدراسات العليا في علم النفس والفلسفة بجامعة عين شمس، وكُرمت من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الوطني السابع للشباب كنموذج للتحدي والإصرار.

تسترجع منار مع الرؤية ذكريات طفولتها الأولى وكيف اكتُشف مرضها النادر الذي يُسبب خللاً في صوتها وفي الجهازين العصبي والتناسلي ومعظم الأنشطة الحيوية للجسم، لكنها وجدت فيه سبيلاً للسعادة.

وعن هذا تقول «ربما في بادئ الأمر، عانيت كثيراً من التنمر لكنني الآن وجدت أنني مُميزة، منذ طفولتي عرفت أنني مميزة بعدهم عني جعلني أدرك أنني مُختلفة، تقبلت منحة الله لي وبدأت التداخل مع الآخرين أتحدث معهم عن مرضي بما لا يضر بي نفسياً، وعن طريق عدد من الفيديوهات التي نشرتها على السوشيال ميديا، تحدثت عن تجاربي مع التنمر وكيف تعامل معي بعض الأشخاص السيئين».

صباح الفل عليكم #وزيرة_السعادة

Posted by Manar Saeed on Wednesday, July 7, 2021



وتستطرد «من حقي أن أنجح فما الذي يمنعني من تحقيق ذلك، أردت أن أؤثر في المجتمع عن علم ودراسة لذا اخترت دراسة الماجيستير والدكتوراه في علم النفس، فلم أعد تلك الطفلة التي تبكي لساعات طويلة خلف باب حجرتها خائفة من مواجهة الناس، لكن ازددت قوة ولم أعد ألتفت للكلمات التي أسمعها، حددت طريقي لأكون ناجحة وتجاهلت كل ما يُعوقني».

نشر السعادة طريق اختارته منار، حيث تحاول من خلال أحاديثها مع الناس في الشارع أو فيديوهاتها على الـ«سوشيال ميديا» تغيير فكرة الناس عن الأشخاص المختلفين، وترى أنها قد تكون شقت طريقها نحو السعادة رغم التنمر الذي واجهته فيما قد يبقى آخرون حبيسي منازلهم خوفاً من المواجهة، وتتمنى أن يبقى أثرها باقياً ومُغيراً لكل معاني التنمر التي يواجهها المختلفون.

وتتابع منار في حديثها مع الرؤية «أرى أنني شخص يستطيع نثر السعادة على الآخرين ولذا أُطلق عليّ لقب «وزيرة السعادة»، وتلك هي رسالتي في الحياة».

الهدف الأساسي لأي علاقه في حياتنا هي تحقيق السعادة صباحكم بيضحك #وزيرة_السعادة

Posted by Manar Saeed on Monday, July 12, 2021



مُؤخراً صدر لمنار كتاب حمل اسم «التنمر القاتل الخفي»، ويشرح اسمه فكرته، فالتنمر قاتل للنفوس، يُدمر حياة كثيرين وقد يُجبرهم على إنهاء حياتهم بالانتحار، في المُقابل فالكلمة «الحلوة» قد تُحيي نفساً فقدت بوصلتها في الحياة، وتساعدها على الاستمرار والنجاح.

وعنه تقول «أردت من خلال كتابي رصد حالات التنمر وحكي قصص النجاح والفشل لأشخاص تعرضوا للتنمر، وغيرهم ممن أقدموا على الانتحار وأسباب ذلك، إلى جانب عرض قصص حقيقية لأشخاص انتحروا بسبب تعرضهم لذلك، فتأثير الكلمة سر السعادة وقد يكون سر إنهاء الحياة، ومنذ عام ونصف أعمل على مبادرة أسميتها «مجرد حدوتة» وهي عبارة عن منصة يحكي الأشخاص المُختلفون عن طريقها حكاياتهم مع التنمر، لنحكي للعالم كله أن أصحاب الهمم سر السعادة والطاقة الإيجابية».

ويؤدي مرض الـ«Lipoid protinosis» إلى تراكم البروتين في الجسم مُسبباً التجاعيد الجلدية وتغييراً في الصوت وصعوبة في التنفس، وهو مرض وراثي نادر أُصيب به أيضاً أحد أجداد منار، كما أنها الوحيدة في مصر المُصابة بهذا المرض.