الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

بعد جنازة دلال عبدالعزيز.. إعلاميون يطالبون بوضع ضوابط لتغطية جنازات المشاهير

صفاء الشبلي

حالة من السجال على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بين المُهتمين والعاملين في مجال الإعلام حول التغطية الإعلامية لجنازات المشاهير بعد جنازة الفنانة دلال عبدالعزيز وما تخللها من بعض الأحداث منها كسر الفنان أحمد زاهر هاتف مصور أحد المواقع الإخبارية وانفعال الإعلامي رامي رضوان على آخر.

رامي رضوان يكشف ملابسات إلقاء هاتف سيدة أثناء جنازة النجمة دلال عبدالعزيز

رامي رضوان يكشف ملابسات إلقاء هاتف سيدة أثناء جنازة النجمة دلال عبدالعزيز

Posted by Ramy Radwan on Tuesday, August 10, 2021


أحمد زاهر خرج لينفي اعتداءه من الأساس في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وأوضح أنه طلب من المصور الصحفي التوقف عن تصويره، إلا أنه استمر في ذلك، وهو ما أدى لانتقاد المصور من جانب فريق من زملائه، الذين اعتبروا قيامه بالتصوير رغم رفض زاهر خروجاً عن اللياقة المهنية.

هوس الترند



وفي زمن "الترند" وانتشار مئات المواقع الإخبارية وحتى صفحات التواصل الاجتماعي التي تبحث عن "اللقطة" طالب العاملون في حقل الصحافة والإعلام في مصر بوضع قواعد وأصول لتغطية الجنازات دون المساس بحق الجمهور في وداع فنانة المُفضل، وعلى جانب آخر عدم انتهاك خصوصية ومشاعر حقوق أهله.

ينفي مجدي إبراهيم رئيس شعبة المصورين الصحفيين بنقابة الصحفيين المصرية أن يكون ما يحدث من هرج في تصوير جنازات المشاهير بفعل المصورين الصحفيين، ويوضح أن انتشار صفحات السوشيال ميديا وهوس الأشخاص بالترند للحصول على أكبر عدد من المُشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي، جعل هناك خلط بين العمل الصحفي وبين من يُطلق عليهم صُناع المحتوى.

وتابع رئيس شعبة المصورين في حديثه مع "الرؤية": "أنا مع تصوير الجنازة ولكن بضوابط، فمن وجهة نظري أن جنازة الفنان هي توثيق لرحلة كفاحه وشعبيته فمثلاً جنازة عبدالحليم وأم كلثوم تبين إلى أي مدى عشق الجمهور هذا الفنان، ولكن لا بد لتصوير الجنازة من ضوابط منها عدم التصوير داخل المدافن أو داخل المسجد أو التصوير من مسافات قريبة لا تُراعي خصوصية ومشاعر أهل المتوفى".

ويتابع "ما نراه من تصوير ليس كله لمصورين صحفيين لكنهم أصحاب صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى مواطنين عاديين".

ويستطرد "التصوير الصحفي بريء مما يحدث، فنحن نضع ضوابط للتصوير ولا نخترق خصوصية ومشاعر أهل النجم بل نرتدي ملابس سوداء أو غير فاقعة الألوان احتراماً لمشاعر أهل المتوفى، كما أن تصوير الجنازة فقط من حق الجمهور أما العزاء فمن حق أهل النجم أن يرفضوا تصويره، كما حدث مثلاً من رفض الفنان خالد الصاوي تصوير عزاء والده".

حق يراد به باطل



ومن حيث انتهى رئيس شعبة الصحفيين المصريين يرى علي التركي مدير تحرير جريدة البوابة نيوز المصرية أن من حق أسرة النجم أن تُعلن عن عدم رغبتها في التصوير.

ويقول لـ"الرؤية": "لو رجعنا لآخر واقعة وما حدث في جنازة الفنانة دلال عبدالعزيز فهي نجمة محبوبة وأرملة فنان محبوب والعائلة كلها محبوبة، ولذا كل الموجودين لم يكونوا مصورين صحفيين فحسب ولكن مواطنين أيضاً، كما أن الأسرة أعلنت ميعاد الجنازة عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

ويضيف "حق الإعلام تصوير جنازات النجوم وتوثيق رحيلهم، ومصطلح اختراق الخصوصية حق يراد به باطل، فأي خصوصية لنجم اختار أن يحضر جنازة آخر وتقوم الصحافة بتصوير تلك اللحظة".

ويلفت مشاهد الدفن النهائية فقط ليس من المقبول تصويرها احتراماً لخصوصية ومشهد الموت.

سلوكيات مرفوضة



طالما قبل الإنسان أن يعمل بالفن أو أن يكون شخصية عامة، فلا يوجد ما يمنع من تناول الصحافة لكل ما يتعلق به، في حدود ما يسمح به القانون وما استقرت عليه الأعراف والمواثيق، الصحافة مثلاً صورت جثمان الرئيس أنور السادات وقت اغتياله والرصاصات قد اخترقت جسده، ولم يقل أحد وقتها أنها انتهكت جسده، وكل جنازات كبار الفنانين صورتها الصحافة، وبالتالي فإن تصوير الجنازات وغيرها من مناسبات تخص الفنانين أو غيرهم عرف مستقر عليه في مصر والعالم كله، ولا يوجد قانون يمنعه، وفق ما صرح به الناقد الفني محمد حسين الشيخ في حديثه مع "الرؤية".

ويُضيف "في رأيي لا بد أن تبدأ الصحافة في انتهاج نهج جديد، يعطي الأولوية للتحليل والتحقيق والحوار والمقال وغيرها من مواد نوعية ذات محتوى جاد ورصين وجذاب بعيداً عن الترند، وهذا الأمر يحتاج إلى وقفة من جانب القائمين على المهنة الذين ما زالوا يعيشون عصر الخبر".

ويتفق الصحفي أحمد متولي مع الرأي السابق حيث يرى أنه لا بد من وضع ميثاق عمل يضمن توفير مناخ وضوابط للصحفيين لأداء عملهم دون ضغط من مؤسساتهم للحصول على الخبر والصورة الحصرية التي تجلب آلاف المشاركات دون اعتبار لمشاعر أهل المتوفى.

أخلاقيات



قالت الصحفية علياء أبوشهبة إن هناك ضوابط معروفة للتغطيات الصحفية ولا بد من احترام خصوصية أهل النجم، وهناك مخالفات ارتكبت في تصوير جنازة دلال عبدالعزيز، وكل ذلك بسبب هوس "الترند".

وتستطرد "لا بد من احترام ما يُقدم للقارئ في الأساس وعدم اللهث وراء ما يسمى (اللايف) الذي أصبح دخيلاً على الصحافة المصرية، وهو ما ضرب أخلاقيات تصوير الجنازات في مصر، ولا بد من وضع قواعد للتصوير دون انتهاك كرامة الصحفي أو المتوفى، وإجبار المواقع الصحفية على وضع ضوابط للعمل الصحفي".

دور المجلس الأعلى للإعلام



نشأت الديهي عضو المجلس الأعلى للإعلام يقول لـ"الرؤية": إنه في الفترة القادمة سيقوم المجلس بإصدار توجيهاته للصحف والمؤسسات الإعلامية بوضع ضوابط للتغطية الصحفية للجنازات.

وأضاف الديهي «ما نراه من تغطية حالياً يفتقد لأخلاقيات المهنة ولا يحترم مشهد وخصوصية الموت حيث التنافس للحصول على لقطة مُميزة، والتنافس في الأصل مشروع ولكن ليس في المصائب، ولذا قد منعت تصوير الجنازات تماماً في المنصات التي أترأسها وهي فضائية "تن" وموقع "المدار"، وفي الفترة القادمة سيصدر المجلس الأعلى للإعلام ضوابط للتغطية الإعلامية للجنازات».