الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

صناع أفلام يبتكرون أساليب دعاية جديدة.. ونقاد: النجومية لم تعد كافية

أحمد الشناوي

وصف نقاد، عملية ابتكار وسائل دعاية جديدة للأفلام، بالأمر الضروري والملح، بعد أن فشلت وسائل الدعاية التقليدية في جذب أجيال السوشيال ميديا إلى متابعة هذه الأعمال، مشيرين إلى أن تطوير وسائل الدعاية مهم من أجل مجابهة سرعة هذه الوسائل وتعويض خسائر الإيرادات التي أحدثتها جائحة كورونا.

وأكد نقاد فنيون لـ«الرؤية» أن صورة النجم لم تعد كافية للترويج للأعمال الجديدة، حيث كان يعتمد صناع الأفلام على نجومية أبطال العمل في الدعاية له، مشيرين إلى أن الأجيال الحديثة باتت تخضع لتأثير وسائل التكنولوجيا الحديثة التي أصبح لها أثر أقوى على الجمهور نتيجة سرعتها في توصيل المادة الدعائية بشكل متحرك وجاذب للمشاهد.

وشهدت الفترة الأخيرة دعاية جديدة وابتكارات على غير العادة، حيث اعتاد الجمهور خلال السنوات الماضية، على أن طريقة الترويج للأفلام الجديدة، تكون عن طريق الدعاية التلفزيونية أو عن طريق إعلانات عنها في الصحف والمجلات، أو الشارات الإعلانية في الشوارع والكباري، لكن هذا الموسم شهد تطوراً في طريقة التسويق والترويج للعمل السينمائي، وبات عدد كبير من النجوم يستوحون أفكاراً تخدم محتوى العمل.



تواصل «أونلاين»



لجأ الفنان محمد هنيدي إلى طريقة جديدة للدعاية لفيلمه الجديد «الإنس والنمس» عبر خروجه في بث مباشر عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مؤكداً أكثر من مرة عبر حساباته أنه يقدم في الفيلم تجربة جديدة ومختلفة تشبه الأفلام الأجنبية بمستوى متطور وجديد وبقصة ممتعة مناسبة لكل الأسرة.

200 جنيه رحالة



تفاجأ عدد كبير من رواد منصات التواصل الاجتماعي مؤخراً بصور لبعض نجوم الفن وهم يمسكون في أيديهم ورقة قيمتها 200 جنيه مختوم عليها، وهي طريقة ابتكرها أبطال فيلم «200 جنيه»، للترويج لفيلمهم الجديد.

ومن ضمن الفنانين الذين شاركوا في حملة الترويج، الفنانة القديرة إسعاد يونس، والفنانة غادة عادل، والفنان أحمد السعدني، ودينا فؤاد.

ويوحي تنقل ورقة من فئة مبلغ «200 جنيه» بالورقة نفسها والختم نفسه بين أبطال العمل الفني، بأنها المحور الرئيسي للعمل، وكأن ورقة الـ200 جنيه هي بطلة الحدوتة.

الفيلم من بطولة إسعاد يونس، غادة عادل، نيللي كريم وخالد الصاوي، ليلى علوي، ودينا فؤاد، وأحمد السعدني، هاني رمزي، عمرو عبدالجليل، محمد فراج، ومن تأليف أحمد عبدالله، وإخراج محمد أمين، ومن المقرر عرضه خلال الفترة المقبلة.



اختراق إلكتروني



ادعى صناع فيلم «العارف» تعرض حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي للسرقة، ترويجاً لفكرة الفيلم، التي تتحدث عن حروب الجيل الرابع، حينما أعلن أحمد فهمي تعرض صفحته على «فيسبوك» للاختراق من قبل مجهولين وتغيير الصورة وكتابة جملة «أنا مش بعيد.. الدور على مين»، ثم أعلن بعده كل من أحمد عز ومحمود حميدة ومصطفى خاطر تعرض صفحاتهم على فيسبوك للاختراق وتغيير الصورة وكتابة نفس الجملة.

الفيلم من بطولة أحمد عز، وأحمد فهمي، ومصطفى خاطر، ومحمود حميدة، وكارمن بصيبص، ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ محمد سيد بشير، وإﺧﺮاج أحمد علاء الديب.



تطور الدعاية



يعتقد الناقد الفني أندرو محسن أن هذه الأساليب ليست حديثة على السينما، مشيراً إلى أن وسائل دعاية الفيلم قبل طرحه ليست جديدة، إنما تتطور بصورة معينة مع وجود التكنولوجيا، وأصبحت موجودة في السوشيال ميديا من خلال أبطال الأفلام السينمائية الجديدة.

وأكد أن على صناع أي فيلم الترويج له بأساليب جديدة، والأهم هل يستحق العمل الترويج والدعاية له أم لا؟ مشيراً إلى أن فيلم «العارف» أو «200 جنيه» من الأفلام السينمائية الحديثة، ومن الطبيعي استخدام السوشيال ميديا للدعاية لها بشكل جديد ومختلف عن الأساليب التقليدية في الترويج للأعمال الفنية الأخرى.

تقديم النجوم



وأكد الناقد رامي عبدالرزاق، أن أساليب دعاية الأفلام السينمائية في الفترة السابقة كانت ترتكز على تقديم نجم الفيلم للجمهور مثلاً أحمد السقا أو أحمد عز أو محمد هنيدي، ومن ثم يترك الأمر للمشاهدين لاعتماد صناع الفيلم على حب الجمهور لهذا النجم فقط.

وأضاف أن المنتجين شعروا بأن اسم النجم لم يعد كافياً لجذب الناس للفيلم، على الرغم من أنه يحقق جزءاً من الإيرادات، لا سيما وأن المشاهدين أصبحوا يحبون أشياء مختلفة قبل طرح العمل السينمائي؛ لأن تكرار البطل نفسه بالصيغة نفسها أصبح شيئاً تقليدياً.

وأضاف: كما فرضت الدعاية على السوشيال ميديا نفسها على السوق السينمائي، خاصة مع اختيار صناع العمل بعض الجمل التي من الممكن أن تكون «تريند» ومن ثم يبدأ الناس في استخدامها على السوشيال ميديا، خاصة وأن شكل الإعلان الآن يختلف تماماً عن الإعلان في التلفزيون والفضائيات في السابق.



أمر ضروري



يرى الناقد أحمد سعد الدين أن ضمان نجاح أي عمل يكمن في وجود فكرة مميزة للفيلم مع دعاية وترويج بطريقة مختلفة وغير تقليدية، مستشهداً بما فعله صناع الفيلم السينمائي «200 جنيه»، حيث روج له عدد كبير من الفنانين بطريقة جديدة، وذلك من خلال إشهارهم عملة الـ200 جنيه عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر ابتكار وسائل جديدة في الدعاية أمراً ضرورياً لترويج الفيلم بشتى الطرق، لا سيما مع فترة الركود الكبير التي أحدثتها جائحة كورونا الأمر الذي تسبب في انخفاض الإيرادات، مشيراً إلى أن الدعاية لم تعد معتمدة على وسائل الإعلام التقليدية بشكل كبير بعد أن استحوذت مواقع السوشيال ميديا على عقول الشباب، حيث بات لها أثر أقوى على الجمهور نتيجة سرعتها في توصيل المادة الدعائية بشكل متحرك وجاذب للمشاهد.