وتصدر «مدرسة الروابي للبنات»، العمل الفني الأردني الثاني على شبكة نتفليكس، مواقع التواصل الاجتماعي العربية، بعدما حل بالمرتبة الخامسة بين أكثر 10 أعمال مشاهدة على منصة نتفليكس خلال الأيام الماضية، وحاز تقييم 7 من 10 وفقاً لموقع IMDb.
خلال 6 حلقات، يسلط المسلسل الضوء على تجربة فتاة تدعى «مريم»، وقعت ضحية للتنمر من زميلاتها بالمدرسة، فقررت الانتقام بطريقتها الخاصة، ضمن أحداث درامية توضح حالات التفكك الأسري والمعتقدات المجتمعية السائدة لدى ذوي الفتيات اللاتي تنمرن عليها، كقضايا الشرف والعنف ضد المرأة.
انتقام للكرامة
تدور أحداث العمل في مدرسة للبنات المراهقات، حيث تمارس مجموعة من الفتيات التنمر على الأخريات الأضعف منهن، وبسبب نفوذ والد إحداهن يستطعن الإفلات من العقاب.
لكن، مع تماديهن في إيذاء إحدى الفتيات وخوف البقية من مساندتها تقرر الانتقام لنفسها وكرامتها ولجميع المستضعفات الأخريات فتضع خطة لتلقين المتنمرات درسا قاسيا لن ينسينه أبداً، وهو ما يجري في إطار يجمع بين الدراما والتشويق.
واستعرض صناع العمل عبر الحبكة بعض القضايا الملهمة والتي حاولوا معالجتها بطريقة عصرية، من بينها تأثير السوشيال ميديا على حياة الشابات وثقتهن بأنفسهن، وكيف يمكن للبعض استغلال القُصَّر عبر تلك المنصات، إضافة إلى التحرش، والوصم المجتمعي للعلاج النفسي، والتفكك الأسري، وتنمر الأهل بأولادهم، وانغلاق بعض المراهقات على أنفسهن مفضلات الوحدة، وغيرها من الموضوعات المهمة.
فريق نسائي
الفريق النسائي في المسلسل ليس مقتصراً فقط على أبطال العمل من البنات، ففريق العمل وراء الكاميرا أيضاً نسائي. حيث نجحت المخرجة والفنانة تيما الشوملي، برفقة شقيقاتها ريم الشوملي مشرفة الإنتاج وإسلام الشوملي وشيرين كمال مؤلفتي العمل، في اختيار مشاهد تصويرية معبرة بمختلف أرجاء الأردن، وتوظيف مجموعة من المقاطع الموسيقية لفنون الراب والبوب العربية الشهيرة التي كان ملائمة لذوق الفئات العمرية الموجودة في المسلسل.
ومن جهة أخرى، تصدرت أغنية تتر المسلسل «نحن فتيات الروابي»، وهي من كلمات إسلام الشوملي وألحان وسام طبيلة، مقاطع فيديو التيك توك بعد النجاح الذي حققه المسلسل منذ بداية عرضه علي المنصة العالمية.
تجربة واقعية
«الرؤية» استطلعت آراء شابات حول العمل وأثره فنياً واجتماعياً، حيث أوضحت إيمان وصفي، 30 عاماً، أن العمل يعكس قضية واقعية موجودة بالمدارس وتعانيها العديد من الفتيات في صمت.
وثمنت وصفي جهود فريق العمل في تسليط الضوء على تلك الفئة المستضعفة، وتمكينها بتوجيه رسائل واضحة. وأكدت أن فرصة التعلم عن بُعد بالفترة الماضية ساعدت العديد من الطلبة والطالبات على التعافي من وقوعهم ضحايا للتنمر.
إخراج مبدع
ومن جهتها قالت الطالبة ميثاء النهدي، الطالبة بجامعة الإمارات: بالرغم أنه مسلسل عربي ولكنني شعرت بأن تناول قضية التنمر جاء بتفاصيل أقرب لطرق المسلسلات الأجنبية من ناحية تصاعد الحبكة.
وتابعت: كما أن الإخراج وهندسة الصوت وأداء الممثلات للشخصيات كان مبتكراً، وأعتقد أنها خطوة رائعة على نتفليكس من ناحية الطرح العربي للمسلسلات.
لا يخدش الحياء
وقالت لويزة صالح، 17 عاماً، إن مدرسة الروابي إنتاج عربي جميل من ناحية التصوير والإضاءة والإخراج، ومن ناحية القصة التي طرحت أكثر من قضية مجتمعية بطريقة واضحة للمشاهد، كالتنمر والتحرش واستخدام السلطة لتبرير الأذى للغير، وفئة البنات المستضعفين بالمدرسة واتباعهم لفتيات أخريات كي يصبحن محبوبات.
وأضافت: ولا أعتقد الآراء المتداولة بأنه يخدش الحياء صحيحة، خاصةً أن هذه القضايا تعانيها البنات بمدارس الوطن العربي عموماً.