الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

خبيرة تحذر من «الإدمان الرقمي».. والحل بالصيام!

حذرت خبيرة الإدمان العالمية والأستاذة بجامعة ستانفورد البريطانية آنا ليمبيكي، من تفاقم الإدمان الرقمي الذي يصيب معظمنا، ويدفعنا للاعتماد الكلي على الشاشات الرقمية من تليفون ذكي أو لاب توب أو كمبيوتر، ما يصيب العقل بالإجهاد ويفقده القدرة على حل المشكلات وينال من سعادته الحقيقية، ويضر بمكانتنا الاجتماعية كآباء أو أزواج أو أصدقاء.

وتقترح ليمبيكي في كتابها الحديث الذي صدر مؤخراً تحت عنوان Dopamine Nation أو أمة الدوبامين، أن نبدأ «صياماً» عن التليفون يمتد من يوم إلى شهر وأكثر للتخلص من العبودية لـ«كيم كارديشيان الهرمونات» أو الدوبامين.

وتشير صحيفة غارديان إلى أن ليمبيكي تطلق على الهاتف الذكي اسم «إبرة تحت الجلد»: نلجأ إليها للحصول على إشباع سريع واهتمام وتحقق من الصحة وإلهاء للانتباه.

وتلفت المؤلفة إلى أنه منذ مطلع الألفية الثانية، ارتفع الإدمان السلوكي (على عكس التقليدي)، وأصبحت كل ثانية فرصة للتحفيز والتنشيط، سواء عن طريق الدخول إلى تيك توك أو فورتيكس أو الوصول إلى إنستغرام أو تندر أو حتى مطالعة الصور المثيرة والتسوق الإلكتروني.



ومن المفارقات أن لدينا مصادر لاحصر لها تجلب لنا المرح، ولكن البيانات تظهر أننا أقل سعادة، وارتفعت معدلات الاكتئاب عالمياً في الـ30 عاماً الماضية.

ووفقاً لتقرير السعادة العالمي، أصبح الناس في البلدان ذات الدخل المرتفع أكثر تعاسة خلال العقد الماضي بعد أن نسينا كيف نكون وحدنا مع أفكارنا، وأصبحنا «نقاطع أنفسنا»، على حد تعبيرها، لتحقيق نجاح رقمي سريع.

الأكثر من ذلك أن وباء كورونا أدى إلى تفاقم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك الكحول والمخدرات.

وتشير إلى حالة الآلاف الذين يشترون الآلاف من السلع الاستهلاكية الرخيصة عبر الإنترنت لمجرد تجربة إثارة فتح العبوة.



وتحذر المؤلفة من سهولة الحصول على هرمون الشعور بالسعادة الدوبامين الملقب بـ«كيم كارديشيان الهرمونات» بتصفح الإنترنت أو مشاهدة فيديوهات تيك توك، دون تكلفة تذكر.

وباعتبار الدوبامين الناقل العصبي الرئيسي للمكافأة والمتعة في الدماغ، فهو الذي يدفعنا إلى البحث عن البيتزا عندما نشعر بالجوع وكلما زاد إفراز الدوبامين زاد الإدمان.

وتؤكد المؤلفة أن أدمغتنا لم تتغير كثيراً على مر القرون، ولكن الوصول إلى الأشياء المسببة للإدمان قد تغير بالتأكيد.

وفي حين كان أسلافنا يبذلون جهداً شاقاً في البحث عن امرأة جميلة أو طعام لذيذ، يمكننا الآن العثور على هؤلاء، وأكثر من ذلك بكثير، بنقرة واحدة على أحد التطبيقات.

والمشكلة أن عروض نتفلكس أو فيديوهات تيك توك لا تعرف الكلل، ولا تحتاج إلى فعل أي شيء، إذ يتم تحميل المواد التالية تلقائياً على الشاشة.



وتشير إلى أن تعامل الدماغ مع التخطيط المستقبل وحل المشكلات أمر مهم لتنمية الشخصية.

ولكن الخطورة أننا عندما نواجه مشكلة معقدة أو مقلقة في عملنا أو حياتنا الاجتماعية، يتواجد رفقاؤنا الرقميون دائماً لمساعدتنا على الهروب من صعوبة الحياة.

وللتخلص من الإدمان الرقمي وعاداته السيئة، تقترح المؤلفة «الصيام» عن التليفون لمدة تبدأ من 24 ساعة إلى شهر واحد، وكلما كان ذلك أطول، كان أفضل.

وتؤكد أن الغرض من ذلك هو إعادة ضبط مسارات عقولنا، والهدف ليس إبعاد العالم الرقمي إلى الأبد، ولكن معرفة كيفية الاستمتاع به باعتدال.

وتنبه بضرورة التخلص من جميع الشاشات من غرفة النوم أو وضع الهاتف في وضع «الطائرة»، أو الالتزام باستخدامه في أوقات معينة مثل عطلات نهاية الأسبوع.

ولفتت إلى أن أجزاء الدماغ تحتاج إلى الراحة واستعادة إيقاعها وتنفسها، وابتعادنا قليلاً عن التليفون والكمبيوتر يساعد في شعورنا بالصحة العقلية والنشاط، واسترجاع قدرتنا على التفكير.

وتؤكد مرة أخرى أن النعيم الذي نشعر به من التكنولوجيا سريع الزوال، وأقل صدقاً، لذلك من المهم التوقف عن البحث عن المتعة طوال الوقت.

وحتى إذا كانت فكرة تبديل حلقة من مسلسل بممارسة الرياضة تبدو قاسية، فإن المهم أن تدرك ضرورة إراحة عقلك، أن كل شيء يبدأ بوضع هاتفك في الدرج.