الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«موسى» هل يفتح الباب لسينما الخيال العلمي عربياً

دعا شباب عبر «الرؤية» إلى الاستفادة من الحضارات الفرعونية والأشورية في اقتباس أعمال تدور في عالم الخيال العلمي، مشيرين إلى أن الدراما العربية تعاني أزمة في الفكرة والخبرة التي تساعد على تقديم أعمال عربية تضاهي نظيرتها الهوليوودية.

في الوقت نفسه حدد نقاد عدداً من المعوقات التي تقف أمام انتشار أعمال الخيال العلمي في الوطن العربي، أبرزها السيناريو الجيد، والكلفة المرتفعة لأفلام الخيال العلمي التي تعد عائقاً أمام إنتاج هذا النوع من الأفلام، مشيرين إلى أن المقارنة مع هوليوود تعتبر الأزمة الأكبر التي تواجه سينما الخيال العلمي في الوطن العربي، لاسيما وأن جمهور هذا النوع هم من الشباب المنفتحين على إنتاجات هوليود في زمن السماوات المفتوحة.

واعتبروا تجربة فيلم «موسى» مقياساً يمكن الحكم عبره عما إذا كانت ستتكرر التجربة من عدمها، منوهين بأن انتشار شركات الغرافيك المحترفة قد يشجع على تقديم هذا النوع من الأفلام التي تعتمد على وجود خدع بطريقة احترافية.

وكان قد بدأ قبل أيام عرض فيلم «موسى»، وهو فيلم مصري مصنف ضمن فئة الخيال العلمي، حيث تدور قصته حول طالب بكلية الهندسة يخترع روبوتاً لمساعدته على الانتقام من قتلة والده، ثم يتطور الأمر ليستخدمه في الانتقام من مرتكبي الجرائم ضد البشرية قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

الأزمة الأكبر



ترى الناقدة السينمائية فايزة هنداوي أن الأزمة الأكبر التي تواجه أفلام الخيال العلمي هي السيناريو الجيد، مشيرة إلى أن فيلم «موسى» نفسه تعرض للعديد من الأزمات التي تخص الحبكة في السيناريو.

وأشارت هندواي إلى أن الكلفة المرتفعة لأفلام الخيال العلمي تعد عائقاً أمام إنتاج هذا النوع من الأفلام، «لأن المنتج غالباً ما يسعى للمكسب، لذلك يرغب في تنفيذ الأفلام الأقل كلفة».

وأوضحت أنه رغم أن هذا النوع من الأعمال الفنية له جمهور كبير، وهي الفئة العمرية من سن 16 عاماً إلا أن الأزمة الأكبر هي أن هذا الجمهور متابع بقوة لكل أفلام الخيال العلمي التي تنتجها هوليوود، ولذلك فإن المنافسة في هذا المجال ليست سهلة.

الإيرادات الحكم



يعتقد الناقد الفني عبدالله غلوش أن تجربة «موسى» هي التي ستحكم مسألة تكرار التجربة من عدمها، مشيراً إلى أن تحقيق الفيلم لإيرادات أو على الأقل تغطية كلفته سيشجع المنتجين على إنتاج أعمال جديدة من نفس الفئة.

المنافسة مع هوليوود الأزمة الأكبر التي تواجه سينما الخيال العلمي في الوطن العربي، من وجهة نطر غلوش، "لأن المتابعين لهذا النوع من الفن يشاهدون كل ما يتم إنتاجه من مختلف دول العالم، لا سيما أننا في عصر السماوات المفتوحة والمنصات، والتي ستكون المنافسة معها صعبة للغاية وليست في مصلحة الفيلم العربي".

ضرورة ملحة



يقول الناقد الفني مصطفى الكيلاني إن خوض المنتجين السينمائيين تجربة إنتاج أفلام الخيال العلمي ضرورة تقتضيها اتجاهات العالم لهذه الفئة، مع تطور أدوات المونتاج والتصوير والغرافيك وهي أساس صناعة هذا النوع من الأفلام.

ويضيف الكيلاني أن الإنتاج العربي في مجال الخيال العلمي يحتاج إلى طفرة تمكنه من منافسة السينما العالمية في هذا المجال، "فرغم امتلاك مصر خبرات من الإخراج والغرافيك، إلا أن هناك نوعاً من الاستسهال في الصناعة".

ويرى مصطفى أن فيلم موسى كان مشروع فيلم جيد «لكن أفسده استسهال المخرج الذي يمتلك آليات إخراج جيدة»، حيث قام بكتابة السيناريو بدلاً من الاستعانة بكاتب سيناريو محترف.

تقدم تكنولوجي



قال عمرو صلاح، مخرج فيلم ديدو- إن هناك الكثير من أفكار الخيال العلمي طوال الوقت، لكن لم يكن هناك الإمكانيات اللازمة لتنفيذها، فلم تكن هذه الأجهزة المتقدمة أو البرامج الخاصة بالغرافيك متاحة.

وتابع: يظهر ذلك في الأفلام التي احتاجت مشاهد قليلة من الغرافيك وكان مستواها متدنٍ، على الرغم من وجود كثيرين لديهم معرفة نظرية بالتقنيات، فكان حتى وجود مكتب متخصص بالمونتاج أمراً صعباً، بينما الآن اختلف الأمر وهو ما شجع صناع السينما على خوض تجربة الخيال العلمي دون تخوف من مستوى العمل على المستوى التقني.

ويضيف عمرو صلاح: أن المنافسة مع أفلام هوليوود لن تمتد لفترة طويلة، مشيراً إلى أن الأفلام الأجنبية متقدمة على السينما العربية في مجال الخيال العلمي فقط بعامل الوقت.

وأضاف: صانع الفيلم الأجنبي في مجال الخيال العلمي في هوليوود أخذ خطوات واسعة من حيث التقنيات أو الممارسة بينما السينما العربية تخطو خطوات طفل صغير، ولكن مع الوقت وكثرة التجارب العربية يمكنها أن تقلل هذا الفارق بصورة كبيرة.



تجربة جيدة




يري محمد عثمان -طالب جامعي- أن قرار أي منتج عربي بخوض تجربة إنتاج أفلام خيال علمي خطوة يستحق عليها التحية، مشيراً إلى أن الجمهور المحب لهذه الأفلام إذا ما وجد أعمالاً بنفس الجودة التي تقدمها هوليوود سيتابعها بالطبع.

وأشاد عثمان بتجربة فيلم موسى، مشيراً إلى أنه يقدم تجربة جيدة في عالم أفلام الخيال العلمي، منوهاً بأنه ينتظر وغيره من هواة الخيال العلمي المزيد من هذه الإنتاجات.

استغلال الحضارات



ويقول وجدي خالد -بلوجر- أن الخيال العلمي وجد طريقاً للدراما العربية خلال السنوات الاخيرة خاصة مع مسلسلات يوسف الشريف التي مهدت الطريق لهذا النوع من الفن، مشيراً إلى أن الخيال العلمي العربي لن يقدم جديداً إذا كان مجرد نسخ من الأفلام الأجنبية دون التأثر بالمحتوى العربي.

وأوضح وجدي أنه يمكن الاقتباس من حضارات المنطقة القديمة كالفرعونية والأشورية، حيث يمكن استغلالها للخروج بموضوعات مختلفة من الخيال العلمي وهو ما يعد ميزة للأفلام العربية.

أزمة الفكرة



تقول سارة سيد - طالبة جامعية- أنه لا توجد مقارنة بين أفلام الخيال العلمي الأجنبية والعربية سواء في التكنولوجيا أو الأفكار أو التنفيذ والغرافيك.

وأضافت أن أفلام الخيال العلمي العربية تعاني من أزمة الفكرة والخبرة، فمجال سينما الخيال العلمي قديم، وهوليوود سبقت السينما العربية التي مازالت تخطو خطواتها الأولي وتعتمد على التقليد، ففيلم "ديدو" مأخوذ من فيلم أجنبي أنتج في التسعينيات، وفيلم "موسي" هو خليط من تيمة أفلام الروبوتات العالمية.