السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

أحمد أبو نار.. بطل دراجات فلسطيني بقدم مبتورة

لم يكن الشاب أحمد أبو نار يعرف أن يوم الخامس عشر من نوفمبر من العام 2018 سيكون فارقاً في حياته، وسيقلبها رأساً على عقب، حيث بترت قدمه اليسرى بعد إصابته أثناء مسيرات العودة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

أبو نار أحد سكان مخيم النصيرات بغزة، والذي يبلغ من العمر 34 عاماً وله 3 أطفال، لم يتوقع يوماً بأن يكون ضمن مصابي المسيرة وأن يبتر جزء من جسده، فلم يسبق له أن أصيب بكسر أو خدش منذ أن كان صغيراً وحتى يوم إصابته.



وبنبرة رضا بما كتب له يقول أبو نار لـ«الرؤية»: «أسعى دائماً لدعم أقراني من الجرحى للتغلب على الإصابات وتجاوزها، وبالرغم من صعوبتها، إلا أنها كانت بالنسبة لي تحدياً جديداً».

ويضيف الشاب الذي أنهى دبلوم إدارة الأعمال: أحب ممارسة الرياضة بكل أنواعها، إلا أن الإصابة جعلتني أشعر بأني فقدت ركيزة لممارستها. ولكن بعزمه وإصراره استطاع أن يجد رياضات بديلة بما يناسب وضعه الجديد.

وأضاف: كانت البداية مبادرة فردية من أحد أصدقائي جاء بدراجته وشجعني على ركوبها. ونظراً لعدم وجود ملاعب بسبب الإغلاق بفعل كورونا اتجهت للدراجة الهوائية وأصبحت أتحرك بها إلى أن اقتدى بنا أصحابنا المقربون فاشتروا دراجات وأصبحوا يمارسون رياضة الدراجات الهوائية معنا.



كانت ممارسة رياضة الدراجات الهوائية بعد الإصابة صعبة فكثيراً ما تعرض أبو نار للسقوط لصعوبة التوازن وشعوره بألم في قدمه، عند قطع مسافات طويلة. ولكنه الآن يقطع أكثر من 60 كم وأكثر بسهولة.

وتبلورت الفكرة أكثر عبر تكوين فريق للدراجات الهوائية لأصحاب الهمم، حيث شكلوا لجنة معتمدة ومعترفاً بها من الاتحاد الفلسطيني للدراجات الهوائية واللجنة البارالمبية، ليحصلوا على اعتراف من قبل الطرفين ويسجلوا كلاعبين دوليين يمكنهم المشاركة في بطولات دولية لاحقاً.



وأضاف أبو نار: انطلقنا في رياضة الدراجات الهوائية بشكل فريق منظم في 2021 وقد فزت بالمرتبة الثانية في أول مسابقة رسمية برعاية الاتحاد الفلسطيني للدراجات الهوائية، أما عن مسابقة 2020 فكانت حشداً ومناصرة لأصحاب الهمم.

وعن السباق يقول أبو نار إنه تدرب كثيراً لبلوغ حلمه. وقد كان السباق لعدة فئات، «وقد تم وضع الأرقام وربط الأطراف ببدالة الدراجة حتى لا تفلت أو تسبب سقوطاً يصحبه ضرر بالمتسابق، من ثم اصطففنا 30 مشاركاً على خط الانطلاق، ليبدأ السباق بقطع مسافة 10 كم في جو حار جداً».



حصد الشاب الغزاوي المرتبة الثانية على مستوى فلسطين وسط مشاعر لا توصف لجني ثمار تعب كبير استمر سنوات، منذ أن بترت قدمه على أمل تحقيق المرتبة الأولى بالمسابقات الأخرى.. يقول: «فوزي بالمسابقة جزء من حلمي الكبير وبداية الطريق كي أسعى وأشارك بمسابقات عدة وأن أحصد المركز الأول بالمرات القادمة وأن أشارك بمسابقات دولية وأحقق إنجازًا باسم فلسطين».



وعل الرغم من التعب الذي تحمله للتعود على الطرف الصناعي إلا أنه حقق له الكثير في سرعة الحركة والتنقل وممارسة الرياضة التي يحبها.

ويطمح أبو نار لأن يكون اسمه ضمن منتخب فلسطين، والآن هو نائب رئيس لجنة الدراجات الهوائية للأشخاص أصحاب الهمم، المعتمدة من الاتحاد الفلسطيني للدراجات الهوائية واللجنة البارالمبية والاتحاد الدولي والآسيوي.