عند الحديث معه تشعر وكأنك انتقلت تواً إلى عالم سينمائي ودرامي تحيطك فيه نجوم الزمن الجميل من كل جانب، تشمُ رحيق ذكرياتك مع أفلام عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وصفية العمري، وكل ما أخرجه يوسف شاهين، تأخذك ذاكرتك حيث مسلسلات بعد المغرب التي كان الجميع ينتظرها ويتابعها يومياً في وقت كان الإنتاج محدوداً لكن جودة الأعمال ما زالت محفورة في ذاكرتنا جميعاً، إنه سيد سيما أو جامع السيارات الكلاسيكية الأشهر في السينما والدراما المصرية.
حكاية سيما مع السيارات بدأت منذ طفولته واستمرت على مدار أكثر من 55 عاماً هي عمر هوايته التي بدأها بشراء سيارة «أوستن» فقط بمبلغ 70 جنيهاً مصرياً، أحب سيما السيارات القديمة التي كانت تُبهره مشاهداتها في الأفلام الأمريكاني.
ويضيف سيما لـ«الرؤية»: «منذ طفولتي وأنا أحب السيارات حتى إنني تعلمت الميكانيكا حباً في السيارات، وكانت هوايتي في جمع السيارات الكلاسيكية بوابة دخولي لعالم السينما».
ويتابع: «معظم سياراتي شاركت في أعمال يوسف شاهين ومنه تعلمت الكثير والكثير، فكان مهتماً بالسيارات ووضع اللمسات التاريخية عليها خلال أحداث العمل، ومن خلال بحثه عن الفترة التاريخية التي يجسدها الفيلم الذي يعمل على إخراجه كنا نعرف شكل السيارات في تلك الفترة، كل شيء يخصها من حيث الألوان ولوحاتها، وكنت أقوم بتهيئة السيارة لتعبّر عن العمل، لذا فشاهين هو من علمني الصنعة، وهو من أطلق عليّ لقب سيما».
وداخل متحف خاص به بمنطقة أبورواش يحتفظ سيد سيما بكل سياراته الكلاسيكية التي رفض أن يخبرنا عددها والتي يشاركه حبها ابنه أيمن، ويحوي متحفه خلاصة تجربته وأرشيفاً مصوراً عن تاريخه في عالم السيارات، كما يحتفظ بعدد من السيارات في صالة مخصصة داخل مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، حيث يستأجر المخرجون تلك التحف لتظهر في برامج وأفلام خاصة بحقبة تاريخية معينة.
وعن ذلك يقول: «أهتم بكل ما يخص السيارة واستغللت مهارتي في الميكانيكا في تجميع السيارات، فمثلاً كنت أقوم بجمع قطع مختلفة من سيارة ما مع أجزاء من أخرى لأخرج بسيارة مختلفة تماماً، وبدأت جمع السيارات من القاهرة ثم الأرياف والصعيد في مرحلة متقدمة، كانت عيني تلتقط أي سيارة قديمة لأتواصل فوراً مع أصحابها وأعرض عليهم شراءها، لم أكن أنظر إلى ما أدفعه فيها من أموال بقدر رغبتي في إشباع هوايتي في اقتنائها ومع مرور الوقت تجمع لدى كل السيارات الكلاسيكية والمتنوعة بين الملكية والرئاسية وبعضها تعود لعهد الاحتلال الإنجليزي في مصر».
عمل سيما مع مخرجي الزمن الجميل بخلاف يوسف شاهين ومنهم حسام الدين مصطفى وحسين كمال وحسن الصيفي ومع المخرج إسماعيل عبدالحافظ والكاتب أسامة أنور عكاشة، ومع النجوم الكبار كعادل إمام ومحمود عبدالعزيز وصلاح قابيل وفاروق الفيشاوي وأحمد مظهر وغيرهم.
ويستطرد: «الزمن الآن اختلف فالأعمال التاريخية أصبحت قليلة، لكن ما زالت السينما في نفس الوقت تحتاج إلى بعض السيارات ولكن ليس بالكثرة الموجودة في الأعمال التي شاركت فيها «زمان»، حالياً نحن نشارك في فيلمي «كيرة والجن» و«عودة ريا وسكينة»، لكن مثل تلك الأعمال التي تستدعي وجود السيارات الكلاسيكية أصبحت نادرة».