السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

يحيى حسين.. مصمم أزياء يستلهم تصاميمه من عالم النغم

شهاب الأسمر

لم تستطع رغبة الأهل كبح جماح شغف وحب تصميم الأزياء عند الشاب الفلسطيني يحيى حسين، الذي تشكل وعيه بهذه المهنة في مرحلة سنية مبكرة بدأت عندما كان يحول المحارم الورقية إلى مانيكان يكسوه بالملابس.





ولأنه لم يرتضِ إثارة غضب الأهل تخرج من هندسة برمجيات إلا أنه واصل شغفه الذي أخذ في تدريبه وتهذيبه حتى بات أول مصمم أزياء من الرجال في غزة، بعد أن كانت هذه المهنة حكراً على نواعم.



يستلهم حسين تصاميمه من الموسيقى، حيث يؤكد أنها مصدر إلهامه الأساسي، وتوجهه طبيعة الموسيقى التي يستمع إليها إلى نوعية التصميم، مشيراً إلى أن الموسيقى الكلاسيكية تلهمه قصات مبهرة خاصة بأزياء السهرة والحفلات وهي تصاميم راقية تمتاز بالفخامة، بينما لو كانت رفيقته موسيقى سريعة ينعكس ذلك على تصاميم الكاجوال التي يقدمها.



يقول حسين لـ«الرؤية»: «تجذر حبي لعالم الأزياء منذ الصغر، حيث كنت أستغل أوراق المحارم لكي أشكلها مجسماً لعروس، ومن ثم أعمل على تلبيسها، وفي المدرسة بدأت علاقتي تتوثق مع الورقة والقلم، حيث كنت دائماً ما أرسم تصاميم لقصات ومع مرور الزمن تحرر الحبر الذي رسمت به هذه القصات من الورق وبات تصاميم حقيقية لفساتين سهرة وملابس كاجوال».



لكن وبعد انتهائه من المدرسة، رفض الأهل التحاقه بدراسة عالم الأزياء، وذلك لاعتبارات مجتمعية، حيث تخوفوا من أن المجتمع سينظر له على أنه مجرد خياط، ما جعله يستسلم ويدرس هندسة البرمجيات.



ويعترف يحيى بأن لهندسة البرمجيات الفضل في استكمال حلمه، إذ اعتمد عليها بعد تخرجه في جمع المال الذي يؤهله لاستكمال حلمه ودراسة الأزياء وهو ما كان بعد أن انتسب إلى كلية متخصصة في الأزياء، ليكتمل حلمه، وليجمع بين الموهبة والدراسة.



ويؤكد أنه عانى حتى حجز له مقعداً في كلية متخصصة في الأزياء، عازياً السبب في ذلك إلى أن هذه الكليات باتت حكراً للفتيات، مشيراً إلى أنه لم يتوقف عند الدراسة الأكاديمية، بل انتسب للعدد من الدورات الدولية التي تطور من المهارات في هذا المجال.