الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

«شحتة» يلون حياته بصور الأبيض والأسود وجمع الأنتيكات

هناك من يبحث عن العناء من أجل ما يحب، هكذا كان حال المصري جامع الأنتيكات والصور شحتة مصطفى، الذي ترك أمان العمل الحكومي في إحدى شركات البترول منذ 19 عاماً، حيث لم يتحمل العمل بها أكثر من 4 أشهر، من أجل حبه للأنتيكات والصور القديمة الأبيض والأسود، ليتفرغ لها ويسعى لتجميعها من أماكن مختلفة للعمل بها وبيعها، فلم يستطع أن يتخلى عن موروثه الذي ورثه عن والده، وهو حبه للأنتيكات.

ويقول «شحتة»، إن العمل في بيع الأنتيكات ليس تجارة، وإنما هواية، فقد عمل بها منذ أن كان صغيراً منذ ما يقارب 40 عاماً مع والده، حيث كان عمره 13 عاماً، وتعلم المهنة منه.

ويضيف أنه يجمع تحفاً يعود تاريخها لأكثر من 70 عاماً، بل إن منها ما يرجع إلى 100 عام، ومن هذه التحف الغرامافون، الراديو الخشبي، ومطاحن البن، والسجاد اليدوي، ولوحات الفنانين، وماكينات السينما القديمة، وآلات كاتبة قديمة، إلى جانب الشمعدانات، والنجف، وكل أنواع التحف.

ويحكي «شحتة» عن بعض مالكي التحف بأن منهم من يقتني التحفة للأبد ويمتن لامتلاكها، ومنهم من يسعى إلى التغيير بعد فترة باقتناء تحف جديدة، مشيراً إلى أنه يحصل على هذه التحف والأنتيكات من أماكن مختلفة، فبعضها من بعض المنازل القديمة التي يسعى وارثيها إلى التخلص منها، وهناك تجار يعملون في هذا المجال، ويستطيعون الحصول عليها، وهناك من يأتي إلى محله عارضاً عليه شراء تحف وأنتيكات، ولديه زبائن قدامى كانوا يتعاملون مع والده رحمه الله، وهناك من هم جدد.

وتتفاوت أسعار التحف التي يبيعها «شحتة»، يوضح أن أقل تحفة باعها كان ثمنها 100 جنيه كانت لزهرية نحاس، وأن أعلى تحفة ثمناً كان سعرها 5000 دولار، كانت لشمعدان مصنوع من الفضة مختوم بثلاثة أختام، وذلك منذ أكثر من 12 عاماً، حيث اشتراه شخصاً من تركيا، إلا أن الأمور لم تعد كما كانت فقد أصبح الإقبال على هذه التحف ضعيفاً للغاية، على عكس الوضع منذ 15 عاماً، حيث كان يأتي عدد كبير من السياح وكانوا يشحنون آلاف الأنتيكات.

والعشق الأكبر لـ«شحتة» يتجسد في صور الفوتوغرافيا الأبيض والأسود، يقول إنه يحب مشاهدتها، ومشاهدة صور خان الخليلي، ومحطة مصر في القدم، وصور هؤلاء الذين كانوا يركبون الجمال، ومن كان يذهب للسوق، يحب مشاهدة الناس قديماً، حيث كان تجميع الصور هواية يحبها، ومن بين هذه الصور ما يحتفظ بها لنفسه، دون بيعها.

ويضيف «شحنة»، أن لديه الكثير من الصور بالأبيض والأسود، التي يقوم ببيعها حيث يراوح سعرها من 5 جنيهات حتى 100 جنيه، حسب أهمية الشخص والمكان الموجود بالصورة، إلى جانب جودة ونوع الصور، حيث كانت الصور بها نسبة نترات فضة، ويكون سعرها باهظاً، وكذلك وفقاً لماهية الشخصيات الموجودة بالصور، فهناك صور الملك فاروق وفؤاد يكون سعرها أعلى من غيرها، مشيراً إلى أن لديه صور الزواج الملكي للملك فاروق، والأميرة ناريمان، والتي يحتفظ بها منذ القدم، حيث توارثها عن والده منذ 50 عاماً.