الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

ماذا قال «اليوتيوبرز» المصريون بعد الخروج من جنة «الأونلاين» إلى دفاتر الضرائب

ماذا قال «اليوتيوبرز» المصريون بعد الخروج من جنة «الأونلاين» إلى دفاتر الضرائب



تباينت ردود أفعال عدد من اليوتيوبرز والبلوجرز في مصر حول القرار الذي أصدرته «الضرائب» المصرية بفرض ضرائب على صانعي المحتوى، منهم بين من اعتبر القرار سيصب بشكل كبير في إبراز القنوات التي تُقدم محتوى مفيداً وتُعاني من قلة المشاهدات مقارنة بقنوات أخرى تقدم محتوى لا يتجاوز الغوص في الحياة الشخصية لصانعيه دون مراعاة لأي بُعد اجتماعي أو تقاليد وأعراف، فيما أكد آخرون أن القرار ليس في محله، إذ إن الضرائب المصرية ليس من حقها تحصيل الضرائب منهم في الأساس.

فيما تخوف آخرون من أن يشمل القرار مستقبلاً أصحاب القنوات الصغيرة التي يتخذها أصحابها مصدراً للرزق.

وكانت مصلحة الضرائب المصرية قد أعلنت عن تطبيق فرض ضريبة على صُناع المحتوى، لمن يبلغ دخلهم السنوي 500 ألف جنيه خلال 12 شهراً من تاريخ مزاولتهم النشاط على منصة «يوتيوب».

«الرؤية» استعرضت آراء بعض صانعي المحتوى على منصة يوتيوب في مصر حول قرار فرض الضرائب عليهم.

قرار صائب



صانعة المحتوى صدفة جاد تقول لـ«الرؤية»، إن من حق الدولة المصرية تحصيل الضرائب من صانعي المحتوى في مصر، طالما يحققون مكاسب كبيرة، مؤكدة أن الولايات المتحدة الأمريكية مقر منصة «يوتيوب»، تحصّل الضرائب من «اليوتيوبرز» منذ نحو عام، ولذا فالأدعى أن يتم تحصيل تلك الضرائب داخل مصر أيضاً.

دعم القرار

وقالت صدفة صاحبة أحد أشهر قنوات «اليوتيوب» في مصر، والتي تقع ضمن أصحاب القنوات العائلية إذ تُقدم عائلتها المتمثلة في الأم والزوج والشقيقات عدداً من القنوات التي تُقدم محتوى خاصاً بالطهي وروتين المنزل، إن القرار لا ينطبق سوى على أصحاب القنوات ذات الأرباح التي تتجاوز 500 ألف جنيه خلال 12 شهراً من مزاولة النشاط.

وتتابع: «القرار لا ينطبق على باقي أفراد عائلتي أصحاب القنوات لأنهم لا يحققون هذا المبلغ، وانطبق القرار عليّ فقط وهذا حق بلدي عليّ أن أدفع ضرائب طالما أحقق مكاسب، فالدولة تبني وتُعمّر، وأنا كمواطنة أستفيد، وقد اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لاستخراج سجل ضريبي».

وطالبت صدفة الدولة بوضع يدها أيضاً على المحتوى غير الجيد خصوصاً المقدم للأطفال.

قرار صائب



حسين الجوهري أحد مشاهير «اليوتيوب» في مصر والذي ينطبق عليه قرار مصلحة الضرائب المصرية، بحسب تصريحه لـ«الرؤية»، يتفق مع صدفة جاد من ناحية حق الدولة في تحصيل الضرائب من صانعي المحتوى.

وقال الجوهري «يتم تحصيل الضرائب منا في أمريكا فلماذا لا يتم تحصيلها في مصر أيضاً و"خيرنا" يكون لبلدنا؟ لست ضد تقديم المحتوى العائلي لكن لا بُدّ من استغلاله في دعم الصورة الجميلة لمصر وليس ما يحدث في بعض القنوات من تشويه لتلك الصورة، مقارنة بما تقدمه من عائلات عربية على يوتيوب من ترويج وتحسين لصورة بلدها».

معايير للتحصيل



تواصلت الرؤية مع عدد آخر من أصحاب القنوات الكبرى، لكنهم رفضوا التعليق على الأمر برمته أو الحديث عن أرباحهم، فكان الانتقال لأصحاب القنوات التي تحقق مشاهدات معقولة وتمتلك ما يقرب الـ500 ألف متابع.

زاهية داود صاحبة قناة «مطبخ زاهية داود» والتي تقدم محتوى يهتم بوصفات الطعام، تقول لـ«الرؤية» إن القرار صائب فيما يخص أصحاب القنوات الكبرى التي تجني أرباحاً بالملايين ويرفض أصحابها الاعتراف بذلك.

وتتابع: «بالنسبة ليّ من الصعب أن أصل لمبلغ الـ500 ألف جنيه كأرباح في العام، لكن لا بُدّ من وضع أُسس لتحصيل الضرائب، وأن تكون معتمدة بشكل أساسي على المشاهدات، حتى لا يُظلم أصحاب صغار صناع المحتوى، مقارنة بمن يتخذون اليوتيوب "سبوبة"، ويقدمون محتوى لا يفيد ورغم ذلك يجنون الملايين».

وتستكمل: «القرار رغم كونه إيجابياً يؤكد حق الدولة بتحصيل الضرائب من أصحاب الملايين، فإنه في نفس الوقت يحمل جانباً سلبياً، إذ إنه قد يُلحق الضرر بأصحاب القنوات ذات المحتوى الجيد، فهم ينفقون على إنتاج الفيديوهات بشكل كبير، لذا لا بُدّ من وضع ضوابط للتحصيل».

المتوسطة تخسر

وتؤيدها في القرار سحر علي صاحبة إحدى قنوات «الروتين المنزلي» وابنتها همس محمد التي تقدم محتوى بلغة الإشارة للأطفال، إذ تريان أن القرار لا يصب في صالح أصحاب القنوات المتوسطة أو الصغيرة والتي تحقق مشاهدات عادية وتجني أرباحاً ربما تكون مصدر دخل لأصحابها.

وأضافتا في حديثهما مع "الرؤية": «الخوف أن يندرج القرار مستقبلاً على أصحاب تلك القنوات، أما أصحاب القنوات التي تدر الملايين فلا يعنيهم القرار لأن المبلغ الذي سيدفعونه لا يمثل شيئاً بالنسبة لما يحققونه من أرباح».

اليوتيوب تحصل

وفي حديثه مع الرؤية رفض أحمد الدكروني صاحب إحدى القنوات المتخصصة في تقديم معلومات عن «الثعابين والزواحف»، القرار برمته، واعتبر أن الدولة ليس من حقها تحصيل ضرائب من صانعي المحتوى عبر منصة «يوتيوب»، لأنها من وجهة نظره منصة عالمية وهي فقط المخولة بتحصيل الضرائب من صانعي المحتوى عبرها، وهو ما يحدث بالفعل.

ويشرح "منصة يوتيوب تحصل فعلياً على مبالغ من صانعي المحتوى، إضافة لضريبة القيمة المضافة البالغة 14% على الإعلانات، وأنا في الوقت نفسه أدفع الكهرباء وباقة الإنترنت للدولة المصرية، فماذا تقدم ليّ الدولة نظير ما أنتجه من فيديوهات تتكلف مبالغ كبيرة، وما أحققه من أرباح أنفقه بشكل كبير على إنتاج فيديوهاتي مقارنة بأصحاب قنوات يحصدون الملايين ويقدمون محتوى غير جيد".

تأثر المحتوى سلبياً

أحمد رفعت صاحب برنامج «حروب الجيل الرابع» على الإذاعة المصرية يقول لـ«الرؤية»، إن القرار صائب بنسبة كبيرة ولا خلاف على ذلك، فأصحاب تلك القنوات يحققون مكاسب سواء من خلال المحتوى الذي يتضمن أرباحاً من منصة «يوتيوب» أو بما يقدموه من إعلانات مباشرة أو غير مباشرة عبر منصاتهم.

أما بالنسبة للمحتوى، فيرى رفعت أنه سيتأثر ولكن بشكل سلبي لأن أصحاب القنوات سيزيدون إنتاجهم من المحتوى غير المفيد أو «التافه» على حد تعبيره، لتعويض المبالغ التي يدفعونها للضرائب.

ويتابع: «نتمنى تدخل الدولة لمنع القنوات التي تزيّف الوعي وتعبث بالوعي المصري كتلك المنصات التي تقدم معلومات مغلوطة عن تاريخ مصر، إضافة لوضع ضوابط لما يتم تقديمه من قنوات ترفيهية، وتلك التي تخرج عن الآداب العامة».