الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لماذا انتشرت الرياضات القتالية وسطهن.. شابات يجبن على السؤال المُثير للجدل؟

تعددت أسباب شابات اتجهن إلى رياضات الفنون القتالية ووليَّن ظهورهن للرياضات الناعمة، حيث أكدت بعضهن أنهن اتجهن إليها طلباً لزيادة الثقة بالنفس والشعور بقدرتهن على الدفاع عن أنفسهن، حتى لو لم يستخدمن تلك المهارات.

في حين برر البعض الآخر أن تلك الرياضة أكسبتهن مرونة جسدية عالية، وساعدتهن على خسارة الوزن بصورة سريعة وساعدتهن على بناء جسد قوي يتحمل متاعب الحياة، منوهات بأن هذه الرياضات لا تفرض عليهن ارتداء ملابس معينة قد تخالف العادات والتقاليد، كونها تحتاج إلى ملابس محتشمة.

ورفضت فتيات الآراء التي تقول إن الفنون القتالية تتعارض مع أنوثة المرأة ورقتها والقيم الطبيعية للمجتمعات، مستشهدات ببعض الأفلام التي تجسد فيها المرأة الخارقة دور البطولة، حيث باتت تجمع بين القوة والأنوثة، مشيرات إلى أنه مع ارتفاع جرائم العنف ضد المرأة وكذلك التحرش في بعض المجتمعات فإن التدريب على الفنون القتالية حاجة ملحة للدفاع عن النفس عند الأزمات.

وتمردت فتيات أخيراً على ممارسة الرياضة الناعمة مثل السباحة والباليه والجمباز والتي كانت حكراً بنسبة كبيرة على الإناث، حيث لم تكن ممارسة الرياضة بالنسبة لهن أبداً مُرتبطة بالرياضات القتالية أو العنيفة المُعتمدة على قدرات خاصة قد لا توجد لديهن وإنما لدى الذكور.

لكن الوضع اختلف الآن بممارسة الإناث عدداً آخر من الرياضات التي تجعل البعض يتساءل لماذا قد تُقدم أنثى على ممارسة رياضة مثل الملاكمة أو المصارعة أو رفع الأثقال؟

ياسمين الاجدر وتمرينة الجيم بالكواتشة

Posted by ياسمين الأجدر yassmin alagdar on Tuesday, November 10, 2020

تدريبات عنيفة



تتطلب ممارسة الرياضة العنيفة أو القتالية تدريبات خاصة كما هو معروف، لكن أن تقوم أنثى برفع إطار كاوتشوك يزن عشرات الكيلوغرامات والذي ربما لا يقوى رجل على حمله، أو أن تتعرض لتدريبات عنيفة فقد يكون الأمر مُستغرباً لدى البعض، فما بالك إن فعلت الأنثى ذلك وهي مُرتدية النقاب.



المصرية ياسمين الأجدر لم يُعِقها النقاب عن ممارسة رياضة البوكس والملاكمة ولم يكن النقاب عائقاً لها لممارسة الرياضة التي أحبتها، لأنها في النهاية -بحد تعبيرها في حديثها مع «الرؤية»- لم تتخطَ العادات أو التقاليد.

وتقول ياسمين «20 عاماً» إن ممارستها للبوكس أو الملاكمة كان في الأساس لمُساعدتها في خفض وزنها الذي وصل لـ130 كيلوغراماً، فلم تكن مُلتزمة بنظام غذائي صارم وبممارسة تلك الرياضة انخفض وزنها بشكل كبير.

وتتابع: «رغم انخفاض وزني قررت عدم الاستغناء عن ممارسة الرياضة لأنها تزيد الثقة بالنفس، وأنصح كل فتاة بتعلم الرياضات القتالية مثل الكيك بوكس للدفاع عن نفسها ضد ما قد تتعرض له في الشارع من تحرش».

وعن تعرضها لبعض الانتقادات لممارستها للرياضة التي تتطلب مدرباً رجلاً، قالت ياسمين إنها لا تتخطى حدود الشرع، فطالما يتم الأمر بضوابط شرعية لا مُشكلة بالنسبة لها.

مصارعة نسائية



وفي مدينة الإسماعيلية -إحدى مدن قناة السويس- أسس أشرف كابونجا أول فريق للمُصارعة النسائية في مصر، ورغم تحذيرات البعض له من أن مصيره الفشل لما لتلك الرياضة من ضوابط خاصة لا تقوى عليها النساء، إلا أن كابونجا الذي بدأ فريقه بفتاتين فقط وبإمكانات محدودة أسس لأول فريق للمُصارعة الحرة للفتيات.

متش مصارعة مصرية #حريمي بين المصارعة #مي والمصارعة #اية الذي اقيم في مركز شباب سرابيوم بالاسماعيلية تعالوا نشوف مين فاز منهم مشاهدة ممتعة

متش مصارعة مصرية #حريمي بين المصارعة #مي والمصارعة #اية الذي اقيم في مركز شباب سرابيوم بالاسماعيلية تعالوا نشوف مين فاز منهم مشاهدة ممتعة

Posted by مصارعه المحترفين المصريه العربيه EWR on Thursday, August 12, 2021

ويقول لـ«الرؤية»: لا أرى أي مانع من مُشاركة الإناث أية رياضة حتى وإن كانت قتالية وبأي ملابس حتى وإن كان بالحجاب أو النقاب، فلم ألتزم بمعايير ممارسة المصارعة عالمياً بما ترتديه النساء من ملابس بل أترك لكل فتاة حرية ارتداء ما تريد، المهم أن تتعلم الفنون القتالية طالما توافرت اللياقة اللازمة.

«كابونجا» الذي أقام حلبة أمام منزله لممارسة الفتيات المصارعة الحرة يتمنى أن يُشارك فريقه في مُسابقات دولية كأول فريق مصري للمصارعة النسائية.



مواجهة التحرش



ومن الإسماعيلية إلى الفيوم في شمال صعيد مصر حيث أسست سارة محمد أول صالة رياضية داخل المدينة لتدريب الفتيات على ممارسة رياضات قتالية مُختلفة، ورغم أن الأمر كان مُستهجناً من جانب البعض إلا أن الفتاة التي درست التربية الرياضية ومارست رياضة «الكونغ فو» رأت أن من حق فتيات الفيوم ممارسة رياضات الدفاع عن النفس لما لها من أهمية كبرى.

وتشرح سارة في حديثها مع «الرؤية»: «أعتقد أن وضع المجتمع قد تغير كثيراً، ويجب عليهن تعلمها».



وتتابع «رياضات الـ(مواي تاي) أو (الكيك بوكس) و(البوكسينج) و(الملاكمة) وغيرها من الرياضات القتالية مهمة لأنها تمنح الفتيات قدرات خاصة تجعلهن قادرات على المواجهة، مواجهة ألفاظ التحرش في الشارع، فمثلاً ممارستي للرياضات القتالية جعلتني قادرة على مواجهة مُتحرش ونجحت في اقتياده لقسم الشرطة لأكون أول فتاة في محافظتي تفعل ذلك».



قتال بـ«تكنيك» نسائي



«الويندو دو» خليط من طرق الدفاع عن النفس تناسب بصورة كبيرة النساء لاستخدامها في الدفاع عن أنفسهن في الحياة اليومية، وذلك باستخدام لغة الجسد، إضافة لتقنيات الدفاع البدنية والتي يسهل استخدامها.

ورغم عدم تصنيفها كرياضة إلا أنها تشمل عدداً من التقنيات الدفاعية التي تجعل هناك إقبالاً كبيراً على ممارستها من جانب الفتيات.



أمنية عبدالعال مدربة «الويندو» في مصر تقول لـ«الرؤية» إن تقنياتها وقواعدها تبقى سرية جداً ولا يُسمح للرجال بمعرفتها، إذ إنها في الأساس صُممت للإناث لمواجهة الرجال والدفاع عن النفس من خلالها.

وتُتابع أمنية: الهدف من (الويندو) تعلم كيفية تجنب حالات الخطر والتهديد والقدرة على الرد واتخاذ الإجراء المناسب عند حدوثه، وبالإضافة إلى أنها تعلم كيفية تطبيق تقنيات الدفاع عن النفس فهي أيضاً تبني الثقة بالنفس، كما أن تعلمها لا يحتاج لأن تكون الفتاة رياضية أو في سن معينة كما لا تتطلب معرفة سابقة لفنون القتال، فعشر ساعات فقط بـ«كورس» مكثف كافية لتعلم أساسياتها.

هبة محمد -إحدى المُتدربات مع أمنية- تقول: إن تعلم تكنيك «الويندو» أفادها كثيراً في حياتها اليومية، فحركة الجسد وحدها كفيلة بردع أي متطفل قد يُقابلها في الشارع، وإن تجاوز يكون مصيره مؤلماً.

تنافسية



يرى الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي أن علاقة الرجل بالمرأة تغيرت وأصبحت تنافسية في شتى مجالات الحياة ومنها الرياضات القتالية أو العنيفة مثل رفع الأثقال والكاراتيه والملاكمة، بل إن هناك من تفوقن على الرجال في ذلك، وتغيرت الصورة الذهنية عن جسد المرأة فلم تعد الأنثى التي تجلس في المنزل ترعى الأبناء لا تراعي وزنها مثلاً، فالأمر اختلف حيث أصبحت الصالات الرياضية النسائية ثقافة مهمة حتى أن المنازل لا تخلو في كثير من الأحيان من الأجهزة الرياضية.

ويتابع: التحرش والاعتداءات وأشكال التنمر المُختلفة التي تتعرض لها المرأة في المجتمع الحديث دفعها لتعلم بعض رياضات الدفاع عن النفس مثل الجودو والكاراتيه، وهناك بعد آخر يقع تحت "التحفيز" فنجاح بعض الفتيات في الرياضات القتالية أو العنيفة دفع الأسر

لدفع بناتهم لممارسة تلك الرياضات ومحاكتها أيضاً والأمثلة كثيرة في هذا الإطار.



ويستطرد: قديماً كانت هناك بعض الأفكار المغلوطة حول الرياضات القتالية بأنها قد تُمثل خطورة على الأنثى وما أثبتته التجربة عكس ذلك لذا اتجهت البعض لممارستها باعتبارها غير تقليدية ولما لها من آثار سريعة في التخلص من الوزن الزائد أو الحفاظ عليه دون الخضوع لحمية قاسية، كما أن تأثر الإناث بثقافة العولمة يلعب دوراً رئيسياً في اختيار تلك الرياضات وعزز ذلك عدم ممانعة الوالدين ذلك، بل بعضهم أصبح مُحفزاً لبناته وأصبحوا دافعين لهم.