الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«شفرة ببليون دولار».. دراما تتهم «غوغل» بسرقة أفكار المخترعين

«شفرة ببليون دولار».. دراما تتهم «غوغل» بسرقة أفكار المخترعين

قضية المسلسل محل نزاع قانوني مستمر

إذا صحت الوقائع التي يحتويها هذا المسلسل، والاحتمال الأرجح أنها صحيحة، فإن هذه الوقائع تشكل واحدة من أكبر جرائم السرقة التي تحدث في عصرنا، وربما لا يماثلها سوى سرقات الاستعمار للبلاد الضعيفة في العصور السابقة.



في مشهد متأخر من المسلسل الذي يحمل اسم «شفرة ببليون دولار «Billion Dollars Code تكشف إحدى الشخصيات عن السياسة المنظمة التي اتبعتها شركة «غوغل» لنهب أفكار الشباب النابغ في مجال التكنولوجيا والإنترنت، وهي الإعلان عن فتح باب القبول لأفكارهم ووعدهم بالتعاقد معهم وضمهم إلى الشركة في حال الموافقة على أي فكرة مشروع، وبعد أن تقدم الآلاف من أصحاب الأفكار باقتراحاتهم، كانت النتيجة أن «غوغل» لم تتعاقد أو تشغل واحداً فيهم، ولكنها بالطبع سطت على بعض هذه الأفكار.



يتعرض مسلسل «شفرة بيليون دولار» بشكل عابر لهذه المعلومة التي تحتاج إلى بحث وتدقيق، لكي يستخدمها في خدمة قصته الأساسية، التي تدور حول سرقة فكرة وطريقة تشغيل برنامج Google Earth من أصحابها الألمان على يد أمريكي قام ببيعها إلى «غوغل» في 2001.

حسب المسلسل، الذي أخرجه روبرت تالهايم وكتبه أوليفر زيجينبالج، يبتكر شابان ألمانيان، طالب فن (يلعب دوره كل من ليونارد شايشر ومارك فاشكه) ومهندس كمبيوتر (يلعب دوره كل من ميزل ماتيسفيتش وماريوس أرندت)، برنامجاً يطلقان عليه «تيرا فيزيون» وهو النسخة الأصل من «غوغل إيرث»، وذلك في بداية التسعينيات، قبل أن يستولي صديق أمريكي على المشروع منهما، وبيعه إلى شركة «غوغل».



بعد سنوات يرفع الشابان، اللذان أصبحا رجلين ناضجين، دعوى ضد «غوغل» بمساعدة محامية متحمسة لقضيتهما (تلعب دورها لافينيا ويلسون).

يستند المسلسل على وقائع حقيقية، ظلت محوراً لدعوى قضائية استمرت لسنوات قبل أن يصدر حكم ببراءة «غوغل» من تهمة التعدي على براءة الاختراع في 2017، ولم تزل الدعوى منظورة في الاستئناف.

ولكن المسلسل، الذي أنتجته «نتفليكس» وبدأت بثه مؤخراً، يغير بعض الأسماء ووقائع الدعوى تجنباً للمشاكل القانونية، خاصة أن الدعوى لم تزل قائمة.



هذه التغييرات ساعدت صناع المسلسل أيضاً في اتخاذ موقف منحاز لأصحاب الدعوى في مواجهة «غوغل» وشركة «كيهول» التي باعت الفكرة لـ«غوغل».



ويبدو أن ظهور المسلسل في هذا التوقيت ربما يكون نوعاً من الضغط قبل صدور حكم الاستئناف، ولكن ذلك لا يعني أيضاً أن الوقائع التي يرويها غير حقيقية، والأمر متروك للقضاء وللباحثين في القضية.



في كل الأحوال فإن الأسئلة التي يطرحها المسلسل مثيرة للفضول، وتفتح ملفاً ضخماً مسكوتاً عنه، من قصص التعدي على براءات الاختراع في مجال الكمبيوتر والتكنولوجيا الرقمية، وتبين مدى قصور القوانين الحالية عن إثبات أو نفي الاتهامات اليومية التي تتردد حول قيام هذه الشركة أو تلك بالاستيلاء على أفكار ومشاريع الأفراد والشركات الصغيرة.



في كل الأحوال أيضاً، ومهما كانت صحة الوقائع التي يحتويها العمل، فإن المسلسل الذي يتكون من 4 حلقات ونحو 5 ساعات، يستحق المشاهدة، على الأقل كدراما مشوقة تبين بعض الخلفيات والتفاصيل عن تطور برامج الكمبيوتر والصراعات الدموية الدائرة حول براءات الاختراع والأموال الطائلة (التي تحصى بمئات الملايين) التي تربحها الشركات الكبرى من وراء هذه البرامج والتطبيقات.