الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

نقاد: نجاح المنصات الرقمية سيجبر التلفزيون على تغيير جلده

أكد نقاد فنيون أن نجاح المنصات الرقمية، سيجبر القائمين على صناعة الدراما التلفزيونية إلى تغيير جلدهم من أجل المنافسة على كعكة المشاهدة، في ظل اجتذاب الأولى لشريحة كبيرة من المشاهدين التي وجدت فيها توفيراً للوقت والجهد والابتعاد عن فخ المط والتطويل.

وقالوا لـ«الرؤية»، إن الترهل قد أصاب الدراما التلفزيونية التي لم تستطع حتى الآن رغم نجاح المنصات الرقمية، من التخلص من آفاتها القديمة التي أبعدت المشاهدين عنها ودفعتهم إلى البحث عن منصات أخرى تقدم لهم دراما سريعة تناسب العصر وتناقش موضوعات أكثر جرأة.

لكنهم أكدوا في الوقت نفسه أن الفضائيات لن تختفي لكن عليها أن تعمل على التطوير من نفسها حتى تستطيع الحفاظ على ولو جزء من الجمهور.

نافذة جديدة

يرى الناقد الفني طارق الشناوي، أن المنصات لعبت دوراً مهماً في فتح نافذة أخرى، أمام كتاب ومخرجي وفناني الدراما، خلاف النوافذ التقليدية، وهو أمر بلا شك لصالح الفن، منوهاً بأنه كلما تعددت النوافذ ومجالات الإنتاج كلما فتحت نافذة أكبر.

وتساءل لماذا لا يطرق الفنانون ممن يشتكون من أن أعمالهم الدرامية غير مطلوبة مثل الفنان محمد صبحي، أبواب المنصات، ليقدموا من خلالها فنهم، مشيراً إلى أننا لمسنا على أرض الواقع ردود الفعل على وجود هذه المنصات، فالفنانة منة شلبي رشُحت لجائزة إيمي من خلال تقديمها لعمل عبر هذه المنصات، وليس من خلال العرض في واحدة من الفضائيات.

ويعتقد الشناوي أن المنصات ستفتح المجال أمام أفكار جديدة، وستجعل السقف مرتفعاً بصورة أكبر، فمنصات مثل شاهد ونتفليكس، وغيرهما، ستلعب دوراً إيجابياً سينعش الدراما.

وأكد أن هذه المنصات ستدفع المسؤولين عن الإنتاج التلفزيوني إلى التفكير خارج الصندوق وتقديم أفكار أكثر جرأة، ورفع سقف الميزانيات من أجل منافسة هذه المنصات على كعكة المشاهدة، وستغير من النمط السائد لعدد حلقات المسلسل والتي تعرض في الفضائيات بـ30 حلقة، لأن المنصات بدأت تغيّر في زمن الحلقات، لذا ستلعب دوراً إيجابياً لصالح الفضائيات ولصالح الدراما.

ويعتقد الشناوي أن الفضائيات لن تختفي أو تبتعد عن صدارة المشهد، ستظل موجودة لكن عليها أن تطور من نفسها حتى تضمن الاستمرار.

أنماط مختلفة

أكدت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، أن لمنصات البلاتفورم أو الرقمية تأثيراً إيجابياً على المشهد الدرامي والسينمائي وحتى البرامجي، لأنها تسمح بأنماط مختلفة من الدراما سواء في عدد الحلقات، أو في نوع الموضوعات.

واعتبرت هذه المنصات، أداة جيدة تسمح بظهور مجموعة جديدة من الموهوبين الشباب، سواء على مستوى التمثيل أو التأليف أو الإخراج، فهي تفتح مجالاً أوسع ومختلفاً لتقديم دراما غير المعتادة، وبشكل جديد ومختلف.

وتعتقد خير الله أن لهذه المنصات تأثيراً سلبياً على الفضائيات، لأنها تسببت في انصراف شريحة كبيرة من المشاهدين عن متابعة الشاشة الفضية، بعد أن أرهقتهم الإعلانات التي قد تصل مدة عرضها المدة التي تعرض فيها الحلقة، عكس المنصات التي تعرض المسلسلات بشكل متواصل وتحترم وقت المشاهد، إلى جانب إتاحة المسلسل طيلة الوقت، بحيث يستطيع المشاهد رؤيته في الوقت الذي يريده ويحدده.

وشددت على أن الدراما التي تعرض في الفضائيات تعاني من الجمود والتيبس، فالجديد والابتكار والإبداع فيها قليل.

وأضافت أن من يريد أن يشاهد الفيلم أو المسلسل لا بُدَّ أن يشترك في المنصة ويدفع مقابل لهذا الاشتراك، فكل خدمة ولها مقابل، وهذه الخدمة التي تتيحها المنصات تحترم الوقت، واشتراكها ليس مرهقاً، في مقابل الإعلانات التي تضيع الوقت خلال مشاهدة الأعمال الدرامية على الفضائيات.

وأشارت إلى أن المنصات الآن تزيد من نجومية الفنانيين، لما بها من مساحة ابتكار واختلاف وجرأة أكثر، فهي دراما مشدودة ممتعة قصيرة الحلقات، ولا تتجه إلى الإطالة التي لا داعي لها، وستفتح مجالاً لأنواع وأشكال جديدة من الدراما.

مكسب للصناعة



اعتبرت الناقدة الفنية، خيرية البشلاوي، أي منصة جديدة نافذة أخرى إضافية يطل منها المشاهد على فنون العالم، ومكسباً للمشاهد الذي يبحث عن أعمال جديدة للاستمتاع بها، إلى جانب كونها مكسباً للصناعة سواء صناعة المسلسلات، أو صناعة السينما والترفيه بشكل عام.

وأشارت إلى ان هذه المنصات تغذي صناعة الترفيه، لأن مشاهدتها ليست مجاناً، وإنما باشتراك، وبالتالي وفي ظل جائحة كورونا التي قللت التردد على دور العرض، كان لابد من منفذ أخر ينقذ هذه الصناعة، لأنها صناعة مهمة يعمل فيها كثير من الأشخاص، ولذا فإن المنصات إضافة ولا تسبب في خسارة صناعة السينما والدراما.

وأكدت البشلاوي أن ما يميز هذه المنصات أنها تستطيع تجسيد كل القضايا والموضوعات، لافتة إلى أنها أنقذت صناعة السينما في وقت الجائحة، وأنقذت البعض من شبح العطالة، وقدمت تعويضاً للناس عن فكرة النزول والاختلاط، حيث قدمت نوعاً من الحل الدائم، وليس المؤقت، لأنها أصبحت جزءاً من عملية التوزيع، التي تحقق للمنتج الثقافي والفني رواجاً أكثر، وتعوضه عن الخسارة التي لحقت بدور العرض نتيجة كورونا.

وترى الناقدة الفنية أن هذه المنصات لم تؤثر على غيرها من المنافذ المتاحة لعرض الأفلام والدراما ومنها الفضائيات، فالمهتم يذهب إلى ما يريد، لا سيما وأن اشتراك هذه المنصات في متناول الأفراد العاديين.