الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

لماذا يكتسي سجاد المهرجانات اللون الأحمر؟

كل مرة نشهد فيها موسم المهرجانات الكبيرة، أحياناً يطرأ ببالنا لماذا لون سجاد المهرجانات هو الأحمر، حيث تصبح السجادة الحمراء مكاناً مميزاً، يمشي عليه النجوم الكبار والشخصيات المهمة، من أجل التقاط الصور لذكرى تاريخية على مدار السنين.

ويعود اختيار لون السجاد بدرجة الأحمر الصريحة، إلى العديد من الأسباب التي لها علاقة بتاريخ وثقافة الشعوب تمتد لآلاف السنين، نستعرضها في السطور التالية.

اختيار السجاد الأحمر يعود إلى التاريخ اليوناني



في الثقافة اليونانية القديمة، كان يرمز اللون الأحمر والأرغواني إلى الدرجات المفضلة للنبلاء، ولهذا كان يتم حجز الأقمشة باللونين للأثرياء فقط، والطبقات الأرستقراطية، ومن هنا بدأ التعريف باللون الأحمر على أنه من الدرجات القوية التي تعبّر عن الثراء والتميز، بحسب bestlifeonline.

ولهذا لم تكن السجادة الحمراء، في أقدم أشكالها المعروفة، مخصصة لعامة الناس، وقد تم طرح مسار من المفروشات ذات اللون الأحمر الداكن في اليونان القديمة، في مسرحية إسخيلوس أجاممنون الشهيرة، عندما تستعد زوجة الملك المنتقمة كليتمنسترا لاستقبال زوجها المنتصر في الوطن من حرب طروادة، عندما فرشت له الأرض بالسجاد الأحمر، والملك يتردد في السير على «الطريق القرمزي» الموضوع أمامه، لأنه إنسان أو بشر عادي بحسب رواية النص، إذ في المسرحية: «لا أستطيع أن أدوس هذه الروائع الملونة دون خوف يلقى في طريقي».

الإمبراطورية البيزنطية والسجاد الأحمر



خلال الإمبراطورية البيزنطية، تم اعتماد اللون الأحمر باعتباره لون الجلالة والسلطة من قبل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، حيث أصبح مرتبطاً بسلطة الملوك والأمراء. وعلى هذا النحو، سنلاحظ أن العديد من لوحات العصور الوسطى وعصر النهضة تصور القديسين وهم يرتدون اللون الأحمر، بما في ذلك لوحة دافنشي الشهيرة «العشاء الأخير».

أول سجادة حمراء



ومن هُنا استمرت السجادة ذات اللون القرمزي في الإشارة إلى المكانة العالية، وفي جورج تاون، ساوث كارولينا في عام 1821، تميز وصول الرئيس الأمريكي جيمس مونرو بوضع سجادة حمراء للترحيب به على الشاطئ من قارب نهري، وأصبحت السجادة الحمراء منذ ذلك الحين إضافة قياسية إلى الأحداث البارزة التي يشارك فيها كبار الشخصيات السياسية، بحسب BBC.

لكن السجادة الحمراء في أحدث أشكالها ظهرت لأول مرة في عام 1902، عندما استخدمت سكة حديد مدينة نيويورك السجاد القرمزي للترحيب بالركاب على متن قطار سريع من الدرجة العالية من نيويورك إلى شيكاغو، ما ساعد أيضاً الركاب في إرشادهم إلى القطار.

وبعد 20 عاماً، تم مد سجادة قرمزية طويلة أمام المسرح المصري من أجل العرض الأول لفيلم روبن هود في هوليوود، ما شكل سابقة لجميع العروض السينمائية الأخرى.

وفي عام 1961، تم الكشف عن السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ33 في قاعة سانتا مونيكا سيفيك أوديتوريوم، وبعد 3 سنوات، تم اتخاذ قرار بتصوير النجوم الواصلين إلى المكان على السجادة الحمراء، ومن هنا وُلد التقليد.