الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

مهرجانات السينما العربية.. غابت القصة وحضرت «المناظر».. و«التريند» هدف النجمات لا الجوائز

مهرجانات السينما العربية.. غابت القصة وحضرت «المناظر».. و«التريند» هدف النجمات لا الجوائز

جانب من إطلالات فنانات خلال مهرجان الجونة في نسخته الأخيرة التي أسدل عليها الستار مؤخراً.

وصف فنانون ونقاد فنيون وخبراء موضة، مهرجان السينما العربية، بمهرجان الـ«فاشون شو»، بعد أن ساهمت فنانات بإطلالاتهن المثيرة للجدل في تحويل الأنظار عن الهدف من تنظيم الحدث وهو تقديم وجبة دسمة للجمهور من الفن السابع، مشيرين إلى أن الجمهور بات لا يهتم سوى بإطلالة الفنانات غير عابئ بما يقدمه المهرجان من محتوى فني.

واتهم فنانون ونقاد، الفنانات اللاتي يجرين وراء الإطلالة المثيرة، بالسعي إلى ركوب التريند فقط والعودة مرة أخرى إلى دائرة الأضواء وجذب أنظار المنتجين، غير عابئات بقيم المجتمع وأن الفنانة قدوة يجب أن تظهر بشكل يليق بقيمتها لدى الجمهور.

ورغم إسدال الستار على النسخة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، إلا أنها خلفت عدداً من التساؤلات، أهمها العلاقة بين الفنانين و«الريد كاربت» للمهرجانات العربية بوجه عام ومهرجان الجونة بشكل خاص، وهل اختزل بعضهم المهرجانات في الظهور بإطلالات جدلية أو غريبة مما صرف الأنظار عن المحتوى المُقدم داخل المهرجان، وهل أثرت «السوشيال ميديا» في الضغط على النجم فجعلته دائم البحث عن «التريند» ليكون بؤرة الاهتمام الجماهيري.

ضغط عصبي



تعتقد الناشطة على السوشيال الطبيبة نهى الشامي أن المهرجانات تشهد ذروة المنافسة بين الفنانات على جذب الأضواء فمنهن من تكون مُوفقة في اختيار إطلالتها كما تألقت الرائعة يسرا بحضورها المميز بمهرجان الجونة، وفي بعض الأحيان لا يُوفق بعضهن بحيث يظهر «اللوك» بشكل شاذ أو مُنفر فتكون النتيجة نقداً لاذعاً من الجمهور.

وترى نهى أن الاهتمام الزائد بإطلالات الفنانات يضع عليهن ضغطاً عصبياً ونفسياً كبيراً، لكن في الوقت نفسه وضع «دريس كود» لا يعطي فرصة للفنانين بإظهار ذوقهم وشخصيتهم المُميزة في اختيار الموضة.

«فاشون شو»

تعتقد الشابة شيماء جلهوم أن هناك فنانات يتعاملن مع المهرجانات الفنية على أنها «فاشون شو»، منوهة بأنه أمر متكرر في المهرجانات المصرية، وهو ما يكون نادر الحدوث في مهرجانات أخرى، مؤكدة أننا أولاً وأخيراً مجتمع شرقي وعلى الفنانات أن يراعين تقاليده.

وتتأسف على أن وسائل الإعلام ومنصات التواصل ركزت على الملابس أكثر من اهتمامها بالمحتوى السينمائي المُقدم في المهرجانات، ملقية باللوم على وسائل الإعلام في انجرارها وراء تريند السوشيال ميديا التي تهتم بالمظاهر، مشيرة إلى أننا لا نعرف الكثير عن الأفلام التي عرضت فلم يطفُ على السطح سوى فيلم ريش لأنه فقط أثار الجدل.

وترى جلهوم أنه لا يحق لإدارة المهرجانات وضع قواعد لملابس الفنانين على «الريد كاربت» لأنه أمر لا يعنيها، وهو نابع في الأساس من ذوق الفنان وشخصيته.

تألق على السجادة

وتختلف الناشطة رشا جوهر مع الآراء التي تقول إن الفنانات يردن من إطلالاتهن إثارة الجدل وركوب «التريند»، مشيرة إلى أنهن نجمات وعليهن أن يتألقن على «الريد كاربت»، وذلك بما يتوافق مع كل نجمة على حدة من حيث الفستان والمجوهرات والحقائب، بل وما يخص تسريحات الشعر والماكياج المناسب أو غير المناسب من وجهة نظر البعض، مشيرة إلى أن فرض «دريس كود» قد يكون أمراً جيداً لكنه صعب التنفيذ.

ودعت كل فنانة إلى التركيز على المحتوى والابتعاد عن إثارة الجدل، مشيرة إلى أن الجدل لن يضمن مكاناً للفنانة في ذاكرة الجمهور، لأن ما يعيش هو المحتوى الجيد فقط.

إطلالة عادية

في الوقت الذي دافعت فيه الفنانة نجلاء بدر عن فستانها الذي أثار موجة واسعة من الجدل، في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي، وجهت فنانات انتقادات حادة للمهرجان واصفات إياه بأنه مهرجان للعري ومؤكدات أنه يسيء للفن المصري.

وتصمم بدر على أنها ارتدت فستاناً عادياً لا جرأة فيه، مشيرة إلى أن المثلث الهرمي كان ملتصقاً بشكل جيد وهو يمثل عين حورس، مشيرة إلى أن هناك فنانات ارتدين فساتين أكثر إثارة في أعمالهن الدرامية والسينمائية ومع ذلك لم توجه إليهن أي انتقادات، مستشهدة على أن فستانها عادي بأنه انتشر في كل المحال وتحول إلى موضة، لكنها تستدرك بأنه لا يناسب كل الناس، مؤكدة أنه لو عاد بها الزمن سترتديه مرة ثانية، مؤكدة انها اختارته لأنه قطعة فنية ومختلف والاختلاف يثير الجدل.

الحياء رادع

فيما وصفت الفنانة القديرة سميحة أيوب، المهرجان، في دورته الخامسة، بمهرجان «العري»، مؤكدة أنها لا تعرف شيئاً عن هذا المهرجان ولا تريد أن تعرف لأن نظامه لا يعجبها، مؤكدة أنه مهرجان للعري، حيث تتبارى الفنانات على تعرية أجسادهن، مؤكدة أنها «مكسوفة» لهم، مؤكدة أن كل إنسان يمتلك «الحياء» الكافي لردعه عن الظهور بطريقة غير لائقة.

الفنان قدوة



فيما قالت الفنانة القديرة رجاء حسين إنها لا تعرف لماذا ترتدي الفنانات تلك الملابس على «الريد كاربت»، مؤكدة أنها لن تذهب لمهرجان الجونة إن وجهت لها دعوة للحضور.

وأضافت: «الفنان قدوة ومنارة وثقافة ولا بد أن يحترم نفسه وجمهوره، فكيف يمكن أن تجسد مُمثلة دور أم شهيد وهي ترتدي ملابس مُثيرة على الريد كاربت أو ترقص، كيف سيُصدقها الجمهور الذي كان بالأمس فقط ينتقد ملابسها».

واستطردت: «الفنانات القامات كفاتن حمامة لم يرتدين تلك الملابس على الإطلاق، وكنا محط أنظار العالم فنياً، إذ كنا نحترم أنفسنا وجمهورنا، وما يحدث من بعض الفنانات لا يُمكن أن نضعه تحت مُسمى الحرية على الإطلاق وما يحدث في الجونة إساءة لمصر والفن المصري وتاريخه وعاداته وتقاليده».

وطالبت الفنانة المصرية بوضع «دريس كود» في المهرجانات المصرية كما يحدث مثلاً في مهرجان القاهرة السينمائي، بأن يكون دخول الرجال بالملابس الرسمية والنساء بالفساتين السواريه غير المثيرة.

عقاب "سوشيال ميديا"



اعتبر الناقد الفني طارق الشناوي، الاهتمام بإطلالة «الريد كاربت» أمراً عادياً ومتعارفاً عليه في مهرجانات العالم، حتى إن لكل فيلم «ريد كاربت» خاصة به، لكن الفارق أن «الريد كاربت» يكون لعدد محدود من صُناع الفيلم وعدد من أصدقائهم من النجوم، عكس مهرجاناتنا نجد أن حضور صُناع الأعمال المعروضة على السجادة الحمراء يكون ضئيلاً مقارنة بحضور عدد كبير من الفنانات اللاتي أردن التصوير على «الريد كاربت» وليس لهن علاقة بالفيلم.

وأكد الشناوي أنه في الوقت نفسه هناك أفلام مُهمة يتم عرضها وحضور الفنانات بما يرتدينه لا يعني أن المهرجان لا يٌقدم فعاليات مُهمة.

وعن وضع «دريس كود» خاص بالمهرجانات يرى الشناوي أنه أمر يستحيل تنفيذه كما أنه مُصادرة على الحرية الشخصية في أن يرتدي الفنان ما يتناسب مع ذوقه الخاص.

وأضاف: «من يرتدين ملابس قد تكون غير لائقة بالنسبة للبعض يتعرض للهجوم من السوشيال ميديا، ورأيي أن عقاب السوشيال ميديا يكفي وزيادة».

تجاهل الدور الحقيقي



تعتقد الإعلامية المصرية شيماء حسين أن هناك مُمثلات يتعمدن إثارة الجدل على السجادة الحمراء ليدخلن دائرة الاهتمام سواء على مُستوى الإعلام أو على مستوى السوشيال ميديا.

وتتهم حسين «الميديا» التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي بتسليط الضوء على ملابس الفنانين التي خطفت الأضواء من المُحتوى المُقدم في المهرجانات، مستدركة أن للفنانين أيضاً دوراً في ذلك، حيث نسوا دورهم كقوى ناعمة تؤثر في المُجتمع واختاروا «التريند» حتى لو بملابس مُثيرة قد تُقلل من شأنهم.

ولا تتفق شيماء مع الرأي القائل بضرورة وضع «دريس كود» في المهرجانات المُختلفة لإلزام الفنانين بلبس مُعين، لأنها تعتقد أنه أمر نسبي لا يُمكن أن نحكمه، كما أن اختيار الفنانين لملابسهم لابد أن يُراعي عادات وقيم المُجتمع، حتى لا يُثيرون غضباً جماهيرياً على الفن وأهله.

معايير للملابس



لام الكاتب رامز عباس على بعض الفنانات تعمدهن الظهور بملابس مُلفتة رغم أن على المبدعة الحقيقية أن تهتم برسالتها الفنية فقط.

وأشار عباس إلى أنه لم يقرأ على «فيسبوك» وعلى مدى أيام المهرجان نقداً أو تحليلاً لعمل فني تم عرضه بداخل المهرجان باستثناء فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيري والذي تحول لـ«تيرند» ومجال للتراشق حوله، لما حدث حوله من جدل، مشيراً إلى أن التركيز كان على فساتين الفنانات، الأمر الذي أبعد المهرجان عن أهدافه.

وتمنى عباس أن تضع المهرجانات السينمائية شروطاً ومعايير للملابس الخاصة بالممثلين، مشيراً إلى أن هذا الأمر لن يتعارض مع الحريات الشخصية، لافتاً إلى أن المطلوب التوافق على ما يحترم قيمة الفن ورسالته.

لفت الأنظار



يؤمن الناقد الفني محمد حسين الشيخ بأن تعمد الإثارة موجود بالفعل، ولا نستطيع إغفاله، ونلمس ذلك بوضوح في سلوك وتصريحات المُمثلات على السجادة الحمراء، لكن في الوقت نفسه فإن شكل وجسد الفنان جزء من أسباب تأهيله لأدوار معينة، وبالتالي فإن استعراض الممثلة لشكلها يساعدها على لفت نظر المخرجين والمنتجين نحوها.

ويرى أن التريند أصبح عاملاً تسويقياً أساسياً الآن، فكلما كان الممثل أو الممثلة «تريند»، كلما كان الاستثمار مربحاً تجارياً، فمعنى أن الممثلة تيرند، أي أن صفحاتها وحساباتها تجني متابعين أكثر، وبالتالي فإن إعلانها عن مشاركتها في مسلسل أو فيلم معين هو في حد ذاته تسويقاً جيداً للفيلم أو المسلسل ويجلب المكاسب للمنتج، بل ويجلب ذلك أيضاً عروض الفضائيات للاستضافة أو حتى تقديم برامج تلفزيونية.

ويرفض الشيخ فرض «كود دريس» كما أنه يرفض أي قرار يُقيد حرية الفنان، لكنه يطالب الفنانات بتسويق أنفسهن بالفن لا بالفساتين، داعياً إياهن إلى يضعن في اعتبارهن قيمة الخلود؛ مشيراً إلى أن الفنان الحقيقي يسعى للخلود في الذاكرة، والفساتين لن تبقي فنانة في الذاكرة، فقد تدر الربح والنجومية المؤقتة، ولكن بالتأكيد لن تجلب الاستمرارية أو الخلود.

أزمة مجتمعية



يعتقد الناقد الفني عبدالرحمن عباس أن هناك أزمة مجتمعية مع كل ما هو مُختلف، فالفنانات تحديداً تعرضن للتنمر لمجرد أنهن ارتدين ملابس يرفضها البعض.

ويتأسف عباس لأن الصحافة تعاملت مع الأمر بمنظور التريند وبالتالي غلب على المحتوى العناوين المثيرة والتركيز على الملابس والصور مقابل محتوى الأعمال المشاركة رغم جودة محتوى الأعمال الفنية نفسها، مشيراً إلى أنه لولا الجدل حول فيلم «ريش» لم يكن أحد يعرف أن هناك أفلاماً في المهرجان.

تعصب جماهيري



يصف الناقد الفني رامي المتولي «الريد كاربت» بالمُثيرة، إذ يرى أنها تُجبر الفنانين والفنانات على ارتداء كل ما هو مُثير، فالموضوع هو كيف تكون مُتفرداً وتترك بصمتك على السجادة الحمراء.

وأشار إلى أن الإثارة تحدث في كل مكان في العالم، وهو ما يتمثل في شرطة الموضة حول العالم، لكن برأيه كل فنان حر فيما يرتديه من ملابس، لكن الفكرة لدينا هي ضعف تغطية جوانب المحتوى الفني من المهرجان.

وأكد أن السوشيال ميديا أعطت للجمهور أداة لمُهاجمة الفنانين من جمهور مُتعصب يغذي بدوره «الترافيك» داخل المواقع الإخبارية.

ويرى أنه لا يجوز لإدارات المهرجانات فرض «دريس كود» على الفنانين لأنها فكرة أكثر تطرفاً مما يفعله البعض من محاكمة الفنانين بخصوص ملابسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

استعراض وتجارة

يرى الناقد الفني ضياء مُصطفى أن جزءاً من «الريد كاربت» استعراضي وتجاري، حيث يرتدي بعض النجوم ملابسهم دعاية لدور أزياء، والبعض الآخر يتعشم في الظهور بأحسن صورة.

وأكد أن عدم اهتمام الناس أو حتى الفنانين بالمُحتوى الذي تُقدمه المهرجانات قد يكون أمراً مُحزناً، لكنه لا ينفي قيام إدارة المهرجانات بدورها في استضافة أفلام مهمة ودعم أفلام أخرى بالتمويل لاستكمالها.

وأشار إلى أنه يعتقد أن إدارة المهرجانات لا يهمها ما يحدث على «الريد كاربت»، لكن المشكلة تكمن في أن الجمهور أصبح يتعامل مع مهرجان الجونة مثلاً على أنه عرض أزياء، لذلك أخذ في تحليل وتحريم ما يتم داخله من فعاليات ترفيهية، لافتاً إلى أن الجمهور يهتم بالمهرجان كونه وُلد أمامه عكس مهرجانات أخرى قديمة كالقاهرة مثلاً.

موسم رزق



اعتبر ناقد الموضة محمد الشريف، المهرجانات فرصة لعارضي الأزياء لعرض أعمالهم وهو موسم رزق لهم، يُساهم بشكل كبير في الترويج لتصاميمهم.

ويدعو الشريف إلى التفريق بين عروض الأزياء وعروض «الفاشون» فلكل مقام مقال، مشيراً إلى أن هناك مصممين يستخدمون الفنان في الترويج لأنفسهم بصرف النظر عما إذا كان ما سيرتديه يُعرضه للانتقاد أم لا؟

وأشار إلى أن «التريند» يحكم اختيار مُعظم الملابس، ومنها مثلاً إطلالات شذى حسون ونجلاء بدر وحسن أبو الروس ودينا الشربيني ورانيا يوسف، أما أمينة خليل فظلمت نفسها بما ترتديه، حيث لا يتناسب مع شكل جسمها.

«سبوبة» المهرجانات



يتأسف مُصمم الأزياء مُصطفى الشافعي على أن المهرجانات خصوصاً الجونة لم تُعد سينمائية بقدر ما هي مُنافسة لـ«ركوب التريند» بما ترتديه الفنانات من فساتين وإثارة الجدل حولها، دون اهتمام بما يتم تقديمه في المهرجان من مُحتوى فني.

ولفت إلى أن ما شاهدناه من إطلالات أثارت الجدل لنجلاء بدر وزينب غريب وغيرهما، وبعض الفنانين مثل أحمد داش وخالد سليم الذي ارتدى بدلة مُرصعة بالألماس، قد يكون نوعاً من الدعاية لبيوت الأزياء، حيث تحولت ملابس الفنانين لهدف للترويج و«سبوبة» لمُصممي الأزياء.

ظاهرة مسيئة





لم يستغرب خبير السوشيال ميديا خالد البرماوي، اهتمام منصات التواصل بفساتين الفنانات على حساب المحتوى الفني، مشيراً إلى أن أكثر رواد السوشيال هم من الشباب الذين ينتقدون ما يرونه لا سيما وأن بعض هذه الإطلالات تكون فجة بطريقة غير مقبولة، متسائلاً كيف سيروج رواد هذه المنصات لمحتوى لم يهتم به حتى الفنانين أنفسهم الذين ركز بعضهم على إطلالته أكثر من المحتوى الذي يقدمه.

لكن البرماوي يعترف أنه من الطبيعي أن يهتم الفنان بملابسه لكن ليس على حساب عمله الفني، مشيراً إلى أن هذا الأمر تحول لظاهرة سيئة ومُسيئة أيضاً للفنانين، والطبيعي أن يكون هناك اهتمام بـ«الأويت فيت» للفنان لكن هذا يحدث على هامش المهرجان بواسطة خبراء موضة، وليس على «الريد كاربت» وبواسطة الفنان نفسه.

وأكد أن السوشيال ميديا أثرت بشكل سلبي على اتجاه الفنانين لاختيار ملابسهم، ونجد أن البعض قد لا يكون له وجود فني حقيقي لكنه يسعى للظهور عبر «التريند»، مشيراً إلى أن ركوب الفنان للتريند يضمن له التواجد في أعمال مقبلة.

الرقابة مطلوبة

طالب المحامي المصري أيمن محفوظ وزارة الثقافة المصرية بالقيام بدورها بـ«الرقابة» على المهرجانات الفنية بحسب نص القانون المصري، مشيراً إلى أن بعض ملابس الفنانين على «الريد كاربت» بحسب تعبيره، تُسيء بشكل كبير للفن المصري وقواه الناعمة.

وهدد محفوظ باللجوء للقضاء المصري في حال امتناع وزارة الثقافة عن القيام بدورها الرقابي.

وأشار محفوظ إلى أنه ضد الوصاية ورسم خطوط خاصة للملابس على «الريد كاربت» ولكن المقياس بالنسبة له الحرية التي تتسق مع القيم والمعايير ولا تخالف ثوابت المجتمع.

اضطراب التشوه



يرى استشاري الطب النفسي الدكتور وليد هندي، أن اهتمام بعض الفنانين بالظهور اللافت والجاذب، إلى أن البعض منهن مصاب بـ«الديسمور فوبيا» أو اضطراب تشوه صورة الجسد وهي مُتلازمة عقلية يُصاب بها العاملون في بعض المهن التي تعتمد على حُسن المظهر وترتبط بالانطباعات الأولى لدى الآخرين، ومن ضمن هؤلاء الفنانون وعارضات الأزياء.

ويُتابع: كل من يعملون في تلك المهن يتحملون ضغطاً نفسياً وعصبياً كبيراً يجعلهم دائماً شديدي القلق على مظهرهم.

وأشار إلى أنه لمس تلك الاضطرابات على الريد كاربت في مهرجان الجونة عبر الانشغال الدائم بالمظهر العام للجسد والمغالاة في طريقة العرض.

ولفت إلى أن من علامات هذا الاضطراب أن لدى المُصابين بهذا الاضطراب رغبة في التركيز على إظهار بعض مواطن القوة في الجسد والميل للكمال والسعي وراء تقنيات التجميل بأنواعها، ومُحاولة إخفاء العيوب في الجسد، والمقارنة دائماً بالآخرين، وهو ما يتجسد في محاولة تجاوز إطلالات الآخرين وسحب البساط منهم بارتداء ملابس جدلية.

ويتابع: التركيز على التفاصيل من ضمن أعراض تلك الاضطرابات ومن أهمها إخفاء عيوب الجسم، والتركيز على حجم العضلات في الجسم مثلما حدث مع الفنانة لبلبة التي أدت حركات بقدمها على «الريد كاربت» لإبعاد النظر عن تجاعيد اليد مثلاً، وهي كلها علامات تؤكد حجم الضغوط التي يتعرض لها الفنانون للظهور بشكل مُرضٍ نفسياً، واتجاه سلوكي للبحث الدائم عن الظهور بأبهى صورة.

ويزيد: الملابس التي شاهدناها على «الريد كاربت» انعكاس لشخصية الفنانين فالشخصية الجريئة ارتدت ملابس جريئة والشخصية العصبية أو المُستفزة ارتدت ملابس مستفزة وكلها إسقاطات عن شخصيتهم الحقيقية، بالإضافة إلى أن هناك فنانات خفتت عنهم الأضواء، لذا ومن واقع الشعور بالعجز ظهرن بإطلالات جدلية ومثيرة كتعبير بصورة صارخة عن أنفسهن.