السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

مرح حسونة.. تتحدى العادات والتقاليد بممارسة رياضة «السكيت»

بشغفٍ وإصرار على المواصلة يدافع الإنسان على ما يحب، وها هي الفلسطينية مرح حسونة (21 عاماً) تسير بخفة خارجة عن العادة وطريقة تختلف عن المألوف والصورة النمطية المعروفة لدى مجتمع غزة، فهي لا تكل ولا تمل من المرح واللهو على عجلات السكيت.

مع إشراقة صباح كل يوم ترتدي العشرينية حذاءها الخاص بالتزلج وتنطلق بحركات واثقة ومتقنة لتمارس الرياضة التي باتت جزءاً روتينياً يومياً.

و«السكيت» رياضة من أفضل الرياضات الهوائية، وهو حذاء بعجل يلبس في القدمين للتزحلق به على الجليد، أو للعب به في الشوارع والساحات المختلفة والمشاركة في المسابقات الخاصة به.

في عام 2019 بدأت مرح تجربتها الأولى لرياضة السكيت في قاعة منزلها تعرضت حينها للكسر في ذراعها اليمنى نتيجة سقوطها، لكن الإصابة لم تمنعها من التوقف بل زاد إصرارها على إتقانها.

بعد حصولها على درجة الدبلوم من كلية تدريب خانيونس-«أونروا»، جنوب القطاع، تخصص إدارة أعمال إلكترونية، بدأت بالمضي قدماً نحو موهبتها التي تجد نفسها فيها وتفرغ طاقتها الداخلية مر خلالها.

عُرفت مرح بـ«أم سكوتر» لشدة حبها بهذه الرياضة التي تمارسها باحتراف، فتكاد تجد هذا الاسم على جدران بحر غزة.

وفي حديثها لـ«الرؤية» تقول مرح: «توجهت بعد تخرجي في الكلية للمدرب يحيى عاشور لمساعدتي في رياضة السكيت لأمارسها دون تعرضي لأي من إصابات قد تواجهني، وأن أمارسها بالطريقة الصحيحة».

وتكمل حديثها وهي مبتسمة: «واصلت هذه التدريبات مدة شهر كامل بالذهاب كل صباح للتمرين في منتزه برشلونة في تل الهوا غرب غزة، برفقة شقيقي الأكبر للبدء بلعب رياضة السكيت».

أهل مرح وأصدقاؤها كانوا سبباً في استمرارها لممارسة الرياضة من خلال تقديمهم الدعم النفسي والمادي الكافي لها للمضي بطريقها.

تتحدى مرح بذلك العادات والتقاليد المتعارف عليها بقطاع غزة خاصة أنه من المجتمعات المحافظة، لذلك يتعرض والدها للكثير من الأسئلة التي تدور حول كيفية خروج الفتاة بنفسها دون خوف عليها، ولكنه دائماً يقف بوجههم.. ويقول لهم سأقف معها وسأدعمها حتى تصل إلى هدفها «وإن كسرت فسيجبر كسرها، ولكنها ستقف تواجه وتصل».

وتسعى الفتاة الفلسطينية لإنشاء مكان خاص برياضة السكيت كحاضنة أساسية لممارسيها، وإيجاد اتحاد خاص بها يسمح للاعبيها في غزة بالمشاركة في بطولات خارجية.

وتطمح مرح أن تشارك في بطولات ومناسبات وتحديات عالمية، وتنقل الخبرات العالمية إلى قطاع غزة مرة أخرى.

وتواجه الكثير من الفتيات صاحبات الهوايات والمواهب في قطاع غزة، التحديات أمام تحقيق أحلامهن أو حتى ممارسة هوايتهن كما يرغبن، نتيجة العادات والقيود المجتمعية.