الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

«الجمعة البيضاء» فاتح شهية.. وتحذيرات من مصيدة التخفيضات

«الجمعة البيضاء» فاتح شهية.. وتحذيرات من مصيدة التخفيضات

وصف متسوقون تخفيضات الجمعة السوداء أو البيضاء كما اصطلح عليه عربياً، بالحدث الذي يتوقف أمامه العقل عن التفكير نتيجة التخفيضات الضخمة التي تطال كافة المنتجات، الأمر الذي يدفعهم إلى شراء منتجات بالآلاف يكتشفون بعد ذلك أنهم ليسوا بحاجة إليها.

واعترف متسوقون لـ«الرؤية» بأنهم ينتظرون هذا الحدث من العام إلى العام، لا سيما وأن البعض منهم يرصد له ميزانية خاصة، حيث راوحت بين 5 إلى 20 ألف درهم، حيث يضطر البعض إلى تأجيل اقتناء بعض المنتجات غير العاجلة حتى يستفيد من العروض الضخمة التي تصاحب هذا الحدث.

في الوقت نفسه حذر خبيرا تجارة تجزئة من الوقوع في مصيدة إعلانات التخفيضات، مطالبين المتسوقين بالتأني قبل الشراء، منوهين بأن على المتسوقين التركيز على 3 نقاط أساسية تعزز من ثقافتهم الاستهلاكية، تشمل تحديد مدى أهمية الاقتناء ومقارنة سعر السلعة قبل وبعض التخفيض، وثالثاً، التأكد من مواصفات السلعة.

متسوقون يضعون ميزانية تراوح بين 5 إلى 20 ألف درهم



يعترف الشاب محمد علي، بأنه يشتري في «الجمعة السوداء» بضائع لم يخطط لشرائها، وربما يكتشف لاحقاً أنه لا يحتاجها؛ لأنّه يشتري «دون تفكير»، بسبب الإعلانات المسبقة لهذا اليوم، والتي تغري الناس على انتظار هذا اليوم.

وأكد أن تلك الإعلانات تجهّزه نفسياً لشراء شيء ما في ذلك اليوم، خصوصاً وأن أغلب المتاجر في الإمارات تقدم تخفيضات بين 30-70%، وهذه النسبة من التخفيضات لا تحدث في أي وقت من العام، لذلك تعتبر فرصة جيدة للشراء، مشيراً إلى أنه يضع ميزانية للشراء في هذا اليوم تتجاوز الـ10 آلاف درهم.

إعلانات جاذبة



اعتبرت جهاد عبدالله، الجمعة السوداء فرصة جيدة لشراء، لكنها تأسف لأن الجميع يقع في مصيدة التخفيضات فيشتري أشياء لا يحتاجها في الوقت الحالي نتيجة إغراءات إعلانات التخفيضات الكبيرة التي تقدمها المتاجر ومواقع التسوق التي أصبحت موجودة معنا في أي وقت ومكان.

ولفتت إلى أن إعلانات هذا اليوم تحاصرها واقعياً وافتراضياً، حيث تتوزع في كل الطرقات وكذلك على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، معترفة بأن تخفيضاً بنسبة 70% على معظم المنتجات أمر مغرٍ على الشراء.

ولفتت جهاد إلى أنَّها وضعت في العام الماضي ميزانية تقدر بنحو 15 ألف درهم، مشيرة إلى أنها تخطت هذه الميزانية بقليل، لكنها بعد ذلك اكتشفت أنها أضاعت نحو 6 آلاف درهم على منتجات ليست في حاجة إليها.

لهفة الانتظار



رصد الشاب عبيد بالليث، نحو 20 ألف درهم ميزانية لشراء عدد من المنتجات التي يحتاجها من أجل تجهيز منزله، معتبراً عروض «الجمعة البيضاء» واحدة من أهم فعاليات التسوق التي ينتظرها الشباب في الدولة بفارغ الصبر.

ولفت إلى أن هذا الحدث وفر عليه الكثير من الدراهم، ومنحه فرصة التمتع بآلاف العروض في الوقت ذاته بتخفيضات تصل إلى 70% وتشمل جميع فئات المنتجات.

ضغط الميزانية



اعتاد مينا ميشيل، تأجيل اقتناء الكثير من المنتجات في السنوات السابقة إلى الجمعة البيضاء حتى يتمكن من الاستفادة من التخفيضات الضخمة التي تقدمها متاجر التجزئة والتسوق الإلكتروني، لافتاً إلى أنه رصد نحو 5 آلاف ميزانية لاقتناء بعض المنتجات التي يحتاجها بشدة.

واعترف ميشيل بأنه لا يستطيع مقاومة إغراء الإعلانات التي تتساقط عليه كالمطر من كل مكان وتحمل قدراً كبيراً من العروض التي قد لا يحتاج الكثير منها لكنها تفتح لديه شهية التسوق الأمر الذي يؤدي إلى الضغط على الميزانية المنزلية المرصودة لهذا الشهر.

التخطيط



دعا خبير تجارة التجزئة رئيس شركة البحر للاستشارات، إبراهيم البحر، المتسوقين إلى التأني قبل شراء عروض «الجمع»، مشيراً إلى أن العروض الترويجية على السلع بما فيها الأزياء والمقتنيات الشخصية أو المنزلية قد تصل إلى 90%، ولكن على الراغبين في الشراء في ذلك اليوم، التخطيط جيداً ومقارنة الأسعار حتى لو كانت مخفضة بالبحث عنها عبر شبكة الإنترنت.

وقال "إن المتسوقين مطالبون في ذلك اليوم بالتركيز على 3 نقاط أساسية تعزز من ثقافتهم الاستهلاكية، أولاً، تحديد مدى أهمية اقتناء أي من القطع المباعة بالنسبة للشخص نفسه، فعلى سبيل المثال، يفضل شراء الملابس الشتوية في الفترة الحالية وما فائدة التخفيض على الملابس الصيفية وشرائها في الوقت الحالي، وثانياً مقارنة سعر السلعة قبل وبعض التخفيض، وثالثاً، التأكد من مواصفات السلعة المباعة ومقارنتها مع غيرها من حيث الوزن والكمية وغيرها من الأمور المهمة حتى لا يتعرض المتسوق للغش أو الاستغلال".

وحذر إبراهيم البحر من شراء السلع من منصات البيع الرقمية «المشبوهة» والاتجاه إلى المتاجر الإلكترونية الموثوقة بما فيها «أمازون» و«نون» و«إنستا»، وخاصة وأن المتسوق سيضع بياناته البنكية في ذلك الموقع عند إتمام عملية الشراء.

شراء عشوائي



دعت الخبيرة في مجال التسويق الرقمي، منى مبارك إلى التركيز على السلع المطلوبة بدلاً من الشراء العشوائي من العروض الترويجية الأمر الذي يؤدي إلى هدر الأموال.

ولفتت إلى أن المتاجر الإلكترونية تمنح أسعاراً خاصة ومنافسة للمتاجر الواقعية، لذا من المحبذ أن يتم شراء السلع إلكترونياً من المواقع الموثوق بها، فضلاً عن استغلال أكواد الخصم الإضافية المنتشرة على الإنترنت والتي تتيح خصومات إضافية على المقتنيات الشخصية تراوح بين 5 و30% وخاصة على الأزياء.

اتزان نفسي

حذرت الخبيرة النفسية، أمينة محمد من الانسياق وراء الدعايات والتي قد يكون بعضها خادعاً والتي عادة ما تستخدم مؤثرات نفسية لجذب المتسوقين سواءً من خلال الصور أو الألوان أو الإعلانات الجذابة، التي تثير بداخل الشخص الرغبة في الشراء دون داع.

ودعت إلى التخطيط جيداً قبل الشراء ودراسة الاحتياجات الشخصية قبل الشراء العشوائي، مشيرة إلى أن الكثير من الدراسات أثبتت تعرض البعض إلى حالة من القلق والخوف أو الغضب خلال تلك الفترة خوفاً من ضياع فرصة الحصول على المنتج، منوهة بأن هذه الحالة قد تحدث بعد انتهاء الفترة الترويجية حينما يدركون أن مشترياتهم دون أهمية وخسروا مبالغ من أجل اقتنائها، لذا فإن التخطيط الجيد للتسوق يساعد على الحصول على الاتزان النفسي والعصبي.