الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

روائية مصرية تبيع «القهوة» على دراجة «الكتب» لتجذب زبائنها للقراءة

القهوة والكتب عشقان اجتمعا في قلب الروائية والشاعرة المصرية فيبي فرج، فرغم تخرجها في كلية التربية قسم الجغرافيا، فإن طبيعتها التي تكره القيود قادتها لرفض العمل في مجال التدريس، وبالانتقال من مهنة لأخرى قررت فيبي أن تُنشئ مشروعها الخاص الذي اختارته ليكون أشبه بصالون ثقافي تمارس خلاله هوايتها الأثيرة في القراءة، وأيضاً تحقيق مكسب مادي ببيع القهوة عشقها الثاني، وبذلك تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد، وهما تحقيق مكسب مادي وحث الناس على القراءة.



وفي شارع المُعز بالقاهرة الفاطمية، وقفت فيبي على دراجتها وبجوارها بعض من عبوات الماء، وأنواع مختلفة من البن لتصنع بيديها أكواب القهوة لأصحاب المزاج من محبي القهوة.



تقول فيبي لـ«الرؤية»: «لم أحب العمل في مجال التدريس وعملت في وظائف أخرى لأنني لا أحب الروتين أو العمل المكتبي، كنت أُدير مشروع مقهى ثقافياً، ولظروف خاصة لم يستمر المشروع، خلال عملي هذا وبالصدفة البحتة قمت بعمل بعض فناجين القهوة لعدد من الحضور داخل المقهى، أعجبتهم قهوتي، وهو الأمر الذي أسعدني بشكل كبير، ولأنني دائماً أرفض القيود وأبحث عن الحرية وأُريد إدارة الأمور بشكل مختلف، قررت الانطلاق بدراجتي وكتبي إلى الشارع».



وتتابع: «القراءة مرتبطة دائماً باحتساء القهوة، وأكثر ما يُسعدني أن فنجان قهوة أصنعه بيدي يعجب زبائني، وكأنني ألقي قصيدة من الشعر أمام الجمهور، فصُنع القهوة بالنسبة ليّ "مزاج" وطعم ورائحة، والإطراء عليه كالإطراء على قصائدي تماماً فهما لا ينفصلان، فشرب القهوة مرتبط بالتفاصيل فكل شخص يحب قهوته التي تُلبي مزاجه الخاصة، وهي نفس التفاصيل التي يتبعها الكاتب في كتابته لرواياته».



وتستطرد: «فكرة الدراجة تعطيني مزيداً من البراح لكي أتحرك بشكل أكبر بين المعارض والندوات وغيرها».

ترتبط القهوة دائماً بالقراءة أو الكتابة، فكلاهما يحتاج إلى وقت، ولأن فيبي تصنع قهوتها على نارٍ هادئة بعيداً عن آلات صنع القهوة الحديثة، فكانت الفرصة سانحة لزبائنها لقراءة بعض الكتب المتراصة على دراجتها، أو أن يستمع الزبون للموسيقى أو الشعر أو يقرأ كتاباً.



وعن ذلك تقول: «فكرة التحرر المدعومة بالقراءة التي أحبها وتحقيق ربح مادي إضافي ليس بعيداً عن الكُتب، وكان اختيار شارع المعز لأن زواره من كل أنحاء مصر ومن مختلف الأطياف، وهو أمر مهم بالنسبة ليّ، وإلى حد كبير يُقبل الناس على القراءة إلى جانب شرب القهوة».

رغم بعض التعليقات السلبية التي قد تتعرض لها فيبي خلال وقوفها في الشارع لساعات طويلة، فإن تعليقات أخرى إيجابية تشجعها على الاستمرار وتصفها بأنها أنثى بـ100 رجل، وهو المصطلح الأقرب لقلبها.