الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

طه بني جابر...يتحدى الواقع بنجاحه في زراعته الزعفران بفلسطين

من عبق الأرض يمضي الفلسطيني طه بني جابر بطموحه أن يحقق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الزعفران على مستوى فلسطين بعد تحقيق نجاحه في فكرته التي بدأت تتبلور في عام 2012 خلال مشاهدته مزارع الزعفران في المغرب العربي، لتبدأ الأفكار تغزو عقله في تطبيق الفكرة بأرضه.

ويقول طه (45 عاماً) خلال لقائه مع الرؤية، «إننا عائلة فلاحة أباً عن جد، وكان والدي لديه اهتمام في الزراعة العشبية العطرية، ما جعل أزهار الزعفران التي شاهدتها عبر التلفاز تلفت انتباهي بشكل كبير، لتبدأ الأفكار في زراعتها بفلسطين، لتواجد الأرض والمناخ المناسب والخبرة في العمل الزراعي».

بدأت رحلة البحث عن بصيلات الزعفران في المشاتل الزراعية، اصطدم بعدم معرفتهم بها، وباءت المحاولة الأولى بالفشل، ولكن لم تكن النهاية بل كانت تلك خطوة في تعزيز فكرته للمضي نحو مشروعه بالتزامن مع انفراده بهذه الزراعة بفلسطين.

ويوضح طه «وحاولنا البحث في الدول المجاورة وحصلنا على بصيلات الزعفران، وتمت زراعتها وبعد انتظار عام تبين أنها ليست زعفراناً، لتكون تلك الرحلة إلى مدينة أريحا برفقة صديقي إلى مقر الإغاثة الزراعية نقطة تحول في مجريات عملية بحثي جراء طرحي الفكرة والتي قوبلت بالدهشة والانبهار من قبل المهندسين دون الحصول على ردود، لتكرر الزيارة بعد فترة ليطرح الحديث حول فكرة الحصول على بصيلات الزعفران وجعل المنتج متواجداً في السوق الفلسطيني بشكل أوسع وبمتناول الجميع».

بعد عملية إقناع طويلة استطاع التقدم بطلب لفكرة مشروع من خلال مشروع نسوي على اسم زوجته، حاصلاً على الترتيب الثاني على مستوى 250 متقدماً، حيث تم أرفق فكرة المشروع بدراسة تفصيلية جراء دراسة الجو والمناخ المناسب لزراعة الزعفران، ليجد أن مناخ فلسطين ملائم لتلك الزراعة.

ويضيف طه «إن عام 2017 نقطة البداية الحقيقة كإطار تجريبي، بعد حصولي على مبلغ مالي يوفر 17 ألف بصيلة، لأقوم بتحضير الأرض، مستغلاً شح المياه بشكل نسبي في المنطقة المجهزة للزراعة، كأحد المميزات لنجاح الفكرة، وذلك للاعتماد على زراعة شبة البعلية، وتكون عملية ري بسيطة وموزعة وذلك لصحوة البصيلة من ثباتها ولا تكلف ما يزيد على 200 شيكل وصولاً لبدء فصل الشتاء مع الاستمرار في الدورة الحياتية معتمداً على الأمطار».

ويشير إلى أن العملية الإنتاجية للزعفران تكون في العام الأول قليلة، حيث تنتج البصيلة الواحدة زهرة إلى ثلاث زهرات، وفي العام الثاني تعطي من خمس إلى سبع زهرات في الأرض الرخوة، وتتضاعف الكمية الإنتاجية في كل عام عن السابق، ما جعلني أصل إلى تحقيق توسيع المشروع في عام 2020 من مساحة 500 متر مربع إلى 1500 متر مربع، بالإضافة إلى عدد من الأحواض الأساسية، وقمت بتوريد 5000 بصيلة إلى قطاع غزة وبيع عدد داخل الضفة الغربية.

ويقول بني جابر إن الزعفران يستطيع التكيف مع معظم البيئات، حيث تمت زراعته في السعودية التي تعرف بصحرائها الصفراء، ولكن الفوارق تكون بالكمية الإنتاجية التي تتلاعب بها الملائمة المناخية، ما يجعل المنتج بفلسطين يمتاز بالوفرة لتوافر كافة المتطلبات الخاصة للزراعة.

واستطاع طه تحقيق طموحه في تسويق منتجه داخل السوق الفلسطيني متحدياً الأصناف المستوردة من حيث الجودة والسعر جراء قيامه ببيع غرام بسعر 10 شياكل في وقت يبلغ سعر المستورد 15-20 شيكلاً للغرام.