الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

داوود عبدالسيد: «الكيت كات» لم يجد من ينتجه لخمس سنوات

قال المخرج المصري داوود عبدالسيد، مخرج فيلم الكيت كات، إن الفيلم لم ينتج بعد كتابته مباشرة، وإنما تم تنفيذه بعد كتابة السيناريو بـ5 سنوات، فقد واجه الفيلم رفضاً من المنتجين، حيث عرض على منتجين كثر وكانوا يرفضون إنتاجه، مشيراً إلى أنهم كانوا يرفضون إنشاء الحارة التي صور فيها الفيلم.

وأضاف عبدالسيد، خلال ندوة بعنوان «30 عاماً على فيلم الكيت كات» والتي عرضت مساء أمس على هامش مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ43، وحضرها عدد من صناع الفيلم، في مقدمتهم أنسي أبو سيف، مهندس مناظر الفيلم، إن الفيلم واجه رفضاً من الرقابة على الكثير من الأمور به، فقد رفضت الرقابة اسمه الذي وضعه له وهو «عرايا وسط الزحام»، كما قالت له إحدى المراقبات، إن كون بطل الفيلم كفيفاً يجعله فيلماً كئيباً، مشيراً إلى أن الرقابة أصبحت الآن أسوأ مما كانت عليه أثناء صناعة الفيلم.

وأشار عبدالسيد، إلى أن الأجيال الحالية أفضل من جيلهم، كونهم مسلحين بخبرات أكثر نتيجة التكنولوجيا الجديدة، ولأنهم مترابطون بالعالم، وهو ما يدعوه للتفاؤل، معبراً عن سعادته لأن معظم حضور الندوة من الشباب الذي صنع الفيلم وقدم للسينما قبل ولادتهم.

وعن الرواية التي اقتبس منها الفيلم، قال عبدالسيد: «لا أعرف إذا كانت الرواية هي التي اختارتني أم أنا الذي اخترتها، فقد كانت رواية لإبراهيم أصلان، وكنت معجباً به ككاتب قصة، وعندما قرأت روايته «مالك الحزين» التي اقتبست منها فيلم الكيت كات، وجدت أنها تحتاج إلى معاملة جريئة وفي هذا الوقت كانت الأعمال الأدبية المحولة للسينما تحت مرصد الحفاظ على الرواية، والمعالجة التي قمت بها لم تحافظ على الرواية، ولم ألتزم بشخصيات الرواية الكثيرة، التي وصل عددها لـ50 شخصية، كما لم ألتزم بنهاية الرواية، التي اختتمت بانتفاضة الخبر عام 1977، ولم ألتزم أيضاً بأشياء أساسية في الرواية».

ولفت إلى أن الاقتباس ببساطة ليس الالتزام بحرفية العمل الأدبي، وإنما بكيفية هضم العمل الأدبي، وإخراجه بشكل مختلف، وهذا لأن تحويل العمل الأدبي لعمل سينمائي خيانة للعمل الأدبي، معرباً عن امتنانه للرواية كونها كانت الموحية لعمل الفيلم، مشيراً إلى أنه بعد انتهائه من سيناريو الفيلم، قدمه لإبراهيم أصلان، كاتب الرواية المقتبس منها الفيلم، حتى يكون على دراية بما حدث، لكنه لم يبدِ أي موقف، فلم يعترض ولم يوافق أيضاً، ما اعتبره عبدالسيد موافقة، أو غض الطرف عن التغييرات التي حدثت.

وعن اسم الفيلم الأصلي «عرايا في الزحام»، قال إن سبب هذه التسمية والتي كان يراها الأنسب للفيلم، هو أن الشخصيات في الأحياء الشعبية مكشوفون بشكل كبير لبعضهم البعض، وكل شيء معروف لبعضهم، فعندما تفتح الشباك في الحارة، تستطيع أن تمد يدك وتصافح شخصاً يقف في شباك منزل مقابل له، فالناس كلها في الحارة الشعبية كتلة واحدة، و يعرفون أسرار وخبايا ومشاكل بعضهم البعض، وجميعهم متعاطفون معاً، لأنهم جميعاً عرايا في الزحام، ولا أحد ينتقد عري غيره، فالعري هنا يكون شديد البراءة، حسب وصفه.